* بيروت الوكالات:
تسيطر المطالب الأمريكية بتقييد أنشطة حزب الله فضلا عن التطورات الاقليمية في العراق وفلسطين على أجندة الزيارة التي بدأها أمس الرئيس الإيراني محمد خاتمي للبنان وواكبت الزيارة وهي الأولى منذ الثورة الإيرانية عام 1979 تكهنات حول محاولات جادة لاستئناف العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وكان في استقبال خاتمي رئيس الجمهورية العماد إميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري، ولوحت جماهير حزب الله وحركة أمل بصور لحود وخاتمي وأمين عام حزب الله حسن نصر الله وبأعلام الحزبين والدولتين، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وغاب نصر الله عن الاستقبال الرسمي للرئيس الإيراني في مطار بيروت، لاعتبارات أمنية يتبعها عادة، وأبرز ملامحها الامتناع عن المشاركة في المناسبات المقررة مسبقا، تفاديا لاحتمال مواجهة عملية اغتيال إسرائيلية كالتي استهدفت سلفه السيد عباس الموسوي في جنوب لبنان في الثمانينات.
وتأتي زيارة خاتمي بينما تواجه إيران وسوريا ولبنان ضغوطا أمريكية قوية للتوقف عن دعم حزب الله اللبناني والحد من نشاطات الفصائل الفلسطينية بعد الحرب الأمريكية البريطانية على العراق التي أطاحت بنظام صدام حسين.
وكانت زيارة خاتمي التي تستمر ثلاثة أيام وانتظرها لبنان طويلا مقررة أصلا في ايلول/سبتمبر الماضي لكنها تأجلت بسبب الأزمة العراقية، وهي تأتي بدعوة وجهها الرئيس اللبناني اميل لحود لخاتمي خلال زيارته طهران العام 2000.
وتندرج زيارة خاتمي إلى بيروت، التي يرافقه فيها وفد رسمي رفيع المستوى يضم نحو 120 عضوا، في إطار جولة في الشرق الأوسط تستغرق ستة أيام وستقوده أيضا إلى سوريا واليمن والبحرين.
ويتوقع محللون من خاتمي الذي تواجه بلاده مشكلات مع واشنطن بسبب برامجها النووية المزعومة الضغط على حزب الله ليخفف من أنشطته في صراعه مع إسرائيل بمنطقة شبعا اللبنانية.
ومن جانب آخر، قال مسؤول إيراني لصحيفة أمريكية إن الحكومة الإيرانية تبحث استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد انقطاع دام 23 عاما في تطور يأتي في الوقت الذي التقى فيه مسؤولون من البلدين في اجتماعات سرية بجنيف.
ونقلت صحيفة «يو.اس.ايه» توداي عن دبلوماسي إيراني طلب عدم ذكر اسمه قوله «تجرى مناقشات في كل من إيران والولايات المتحدة... نحن مستعدون لبحث استئناف العلاقات على أساس الاحترام المتبادل».
كما ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين أن إيران والولايات المتحدة عقدتا ثلاثة اجتماعات سرية في جنيف هذا العام بموافقة من زعماء إيران.
وأضافت الصحيفة أن زلماي خالد زادة مبعوث البيت الأبيض إلى أفغانستان والعراق رأس الجانب الأمريكي وأن أحدث اجتماع عقد في الثالث من الشهر الجاري.
وصرح مسؤول أمريكي لرويترز يوم السبت بأن من المواضيع التي جرى بحثها أفغانستان والعراق وأن الهدف من المحادثات لم يكن استئناف العلاقات الدبلوماسية ولا بدء حوار واسع النطاق.
وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أن احتل طلبة إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران لمدة 444 يوما عقب قيام الثورة الإيرانية عام 1979 التي أطاحت بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة.
|