* تنفيذ : عبدالواحد الحميد عرعر
وفي الشارع الرئيسي بمدينة عرعر التقيت بطريق الصدفة بأحد الشباب .. كان يحمل بإحدى يديه مجموعة من الجرائد.. وفي الأخرى كتاباً أدبياً.. فعنّ لي أن أوجه له بعض الاسئلة ليكون ضيفنا لهذا الأسبوع ..
* ممكن نتعرف عليكم؟
سلامة احمد الوقيد.
* هل تسمح لنا بقليل من وقتكم؟؟..
أهلاً وسهلاً ..
* أخ أحمد .. ممكن تعطينا فكرة موجزة عن حياتك ؟؟.
عندما تخرجت من دراستي، التي كانت دراسة دينية عند أحد الشيوخ، كنت ميالاً الى المطالعة عامة والمطالعات الدراسية بصورة خاصة.. بعد الانتهاء من الدراسة الدينية اخترت وأربعة من زملائي للعمل في عرعر بالجيش في وظيفة إمام. بعدها استقللت وصممت على الاستمرار في الدراسة لأن العلم كما يقول الشاعر:
في ازدياد العلم ارغام العدا
وجمال العلم اصلاح العمل
فليس من شك بأن العلم يهيئ لك مجالاً أرحب كي تستطيع القيام بما يمليه الواجب عليك من خدمة الوطن، فاستمررت بمواصلة الدراسة حتى أخذت الكفاءة عام 83هـ، بعدها عينت في المنطقة المحايدة بمكتب العمل الرئيسي. ومن ثم انتقلت الى عرعر وذلك رغبة مني في إتمام الدراسة الثانوية حيث لم تكن بالمنطقة المحايدة وقتها مدرسة ثانوية.. وتدرجت في الوظاف حتى أصبحت اليوم مأمور علاقات بمكتب العمل والعمال بعرعر.
* هل لك ان توضح لاخوانك الشباب أهمية المطالعة؟.
لا شك بأن للمطالعة أهمية بالغة فهي كما قال باكو: انها تخلق الرجل الكامل.. فحب القراءة والقدرة على استيعابها وهضم ما يقرأ هو الطريق الأكيد لعقل ناضج راجح.. وأنا لا أركز اتجاهي على كاتب أو كتب معينة وإنما القراءة هي هدفي الأسمى وان كانت الكتب التاريخية التي تحكي لنا عن ماضي الأمة العربية وما حققته في عصور خلت تستأثر جل وقتي. ومع هذا فأنا أحب وأرجو من الشباب ان يتعرف بعمق على كبار المفكرين أمثال العقاد وهوميروس، وأفلاطون، وطه حسين، وأرسطو، وفولتير وغيهم.
* بالنسبة للفراغ بالعطلة ما هي اقتراحاتك؟.
إنني أرغب في أرى الشباب وقد اتجهوا الى العمل في مهن شتى كي يستفيدوا خبرة ويفيدوا وطنهم، خاصة ان سبل العمل متوافرة بكثرة فنحن نرى الإخوة العرب يحتلون معظم هذه المهن لأنه لا يوجد لدينا أيد عاملة فيجب على الشباب العمل ليكتسب كما قلت سابقاً الخبرة وليقضي بالتالي على الفراغ .. فبدلا من أن يضيعوا أوقاتهم في مجالات لا تخدم مستقبلهم ولا مجتمعهم يجب عليهم الانصراف الى العمل وبعدها يشعرون بأنهم فعلا قد أدوا خدمة لوطنهم.. وليس من شك بأن الشباب هم أمل المستقبل وعدة الوطن ويجب عليهم وخاصة الكبار منهم أن يدركوا ويعون لكل ما من شأنه رفع بلادهم .. ونعرف ان هناك مجالات واسعة لمن يريد ان يقضي على هذا الفراغ بالمطالعة وان يعملوا على عدم قطع الصلة بينهم وبين ما تعلموه في العام الدراسي لكي يستطيعوا بعد بدء العام الدراسي مواصلة الدراسة بسهولة.. وليس من شك ان الألعاب الرياضية من الأهمية بمكان.. وتقضي على جزء من أوقات الفراغ.
* أخيراً ما هي أمنيتك للشباب؟.
أمنيتي للشباب هي ان يتحلى بالأخلاق الإسلامية العربية الخالدة .. وان يتمسك بدينه الإسلامي الحنيف.. وان يكون شباباً يؤمن بالعمل وقيمته.
ولي كلمة أخيرة تتعلق بالآباء وهي أنني أرجو منهم ان يهتموا بالشبيبة، وان يتعاونوا مع المربين والأساتذة في المدرسة وذلك بتوجيه الشباب إلى الأخلاق الفاضلة.. والى الاستقامة .. وعدم الخروج عن الآداب الاسلامية ولنا مما قاله المتنبي الدليل القاطع على دور الآباء تجاه أولادهم إذ قال:
ربوا البنين مع التعليم تربية
يمسي بها ناطق الأخلاق مكتملاً
|