«الحزام الناري» مرض جلدي ينقل بالعدوى
الفيروس المسبب له «يبدأ» بالنخاع الشوكي وبعد ذلك ينتقل للجلد!!

الحزام الناري - Herpes Zoster
الحزام الناري ويدعى ايضاً داء المنطقة هو عبارة عن مرض جلدي يحدث نتيجة الاصابة بنوع معين من الفيروسات يدعى: Varicella- Zoster Virus وهو نفس الفيروس المسبب لمرض: جدري الماء والذي يعرف بالعامية: « العنقز» ولهذا النوع من الفيروس ولع خاص بالجلد والاعصاب، حيث تبدأ الاصابة عادة في العقد العصبية الخلفية للنخاع الشوكي وعقد الاعصاب القحفية ثم تنتقل نحو الجلد على مسير عصب معين ولا يعرف بالضبط طريق دخول الفيروس للجسم ولا كيفية انتشاره.
ان اي شخص اصيب سابقاً بجدري الماء يمكن ان يصاب بالحزام الناري، حيث ان الفيروس يبقى كامناً في خلايا الجذور العصبية وتحت ظروف معينة غير معروفة تماماً يمكن ان ينشط ويؤدي لاحداث المرض. وقد تكون الظروف المناسبة لنشاط الفيروس هي ضعف المقاومة العامة للجسم اي نقص مقاومة الانسان للالتهابات كما هو الحال عند الاشخاص المتقدمين في السن، او عند وجود امراض مرافقة مثل السكري، الاصابة بالاورام، او تناول الادوية المثبطة للمناعة.
يصيب المرض مختلف الاعمار، وتغلب الاصابة لدى كبار السن، وبشكل عام نستطيع القول ان 20% من الاشخاص الذين اصيبوا بجدري الماء سابقاً يمكن ان يصابوا بالحزام الناري مستقبلا.
الصورة السريرية للمرض
يتصف المرض بظهور طفح جلدي مؤلم حارق على شكل حبوب صغيرة مجتمعة ومصطفة بجانب بعضها البعض تشبه عناقيد العنب، لونها احمر وردي وتحتوي على سائل رائق، لا تلبث هذه الحويصلات بأن تنفتح خلال عدة ايام لتجف وتغطى بقشرة سمرة اللون تسقط خلال ايام تاركة وراءها ندبة قد تدوم لفترات طويلة، وقد يترافق الطفح الجلدي مع ارتفاع في الكريات البيضاء وتورم العقد اللمفية القريبة من مكان الاصابة فتصبح مؤلمة اثناء فحصها.
اشكال الاصابة: الشكل الاكثر شيوعاً هو الاصابة في منطقة الصدر والظهر ثم الورك، الوجه، الذراع والساق. واخطر اصابة هي اصابة الوجه ولاسيما المنطقة القريبة من العين «الفرع العيني من عصب مثلث التوائم» لان ذلك قد يؤدي الى اصابة العين، ويلحق الاذى والضرر بها. وهنا يجب استشارة طبيب العيون دوماً.
الحالة العامة
حسنة في اغلب الحالات، وقد يصاب بعض الاشخاص بازدياد في درجة حرارة الجسم، وانحطاط عام، وارق وضعف في الشهية، وعادة ما تمر هذه الاعراض البسيطة دون ان يتأثر بها معظم المرضى.
هل الحزام الناري مرض معد
ينتقل الفيروس من الشخص المصاب بالحزام الناري الى الاشخاص الذين لم يصابوا سابقا بجدري الماء ويؤدي لاحداث جدري الماء لديهم، وليس الحزام الناري.
التشخيص
يتم التشخيص عادة بناء على القصة المرضية، والفحص السريري للطفح ويعتبر وجود الحويصلات التي تصطف بجانب بعضها على مسير عصب معين، وفي جهة واحدة من الجسم مع وجود الم حارق يسبق ظهور الطفح عادة بعدة ايام من الركائز الهامة في تشخيص الحزام الناري، وقد يشبه الالم امراضاً اخرى مثل: القرحة الهضمية، التهاب البنكرياس، التهاب الزائدة الدودية، واذكر ان هناك عدة حوادث من الام البطن الشديدة في منطقة الزائدة الدودية تم تشخيصها على انها:
التهاب في الزائدة الدودية وثم فتح البطن ليتفاجأ الجراح بأن الزائدة الدودية غير ملتهبة ثم لا يلبث الطفح الجلدي المميز للحزام الناري بالظهور تدريجياً خلال عدة ايام بعد العمل الجراحي، وقد يضطر الطبيب لاجراء بعض الفحوص الطبية مثل تعداد الكريات البيضاء، او صورة شعاعية للصدر او فحص سائل محتوى الحويصلات تحت المجهر لكشف الفيروس.
المضاعفات
تعتبر الآلام العصبية التالية للحزام الناري من المضاعفات الهامة جداً وتحتل المقام الاول لدى الكبار، اما الصغار فلا يتأثرون بها الا قليلاً وهذه الآلام تبدو على هيئة احساس بالحرق او الوخز وهي آلام مبرحة قد تدوم لعدة اسابيع او اشهر بعد شفاء الاصابة الجلدية.
وقد تحصل الندبات في الحالات الشديدة ولاسيما عند الاشخاص الذين تكون مقاومتهم قليلة، او عند كبار السن، او عند حدوث التهاب جرثومي مرافق للطفح الجلدي.
تعطي الاصابة بالحزام الناري مناعة دائمة ولا يعود المرض مرة اخرى الا في حالات نادرة جداً.
العلاج
يشفى داء المنطقة عادة خلال عدة اسابيع، ومن النادر جداً ان يعود للمريض نفسه مرة اخرى لانه يؤدي الى مناعة دائمة. يمكن للمسكنات ان تخفف من الالم، او كمامات باردة، او مضادات الفيروسات عن طريق الفم تكون ذات فائدة كبيرة خاصة عند التشخيص الباكر للمرض حيث انها تثبط من نشاط الفيروس وتجهضه وبالتالي تقلل من شدة الطفح الجلدي الحاصل. يجب الانتباه دوماً من الاصابة العينية المرافقة ان حصلت وخاصة في الحالات التي يصاب فيها الوجه. قد يوصف الكورتيزون في بعض الاحيان لدى الحالات الشديدة. اما الآلام التالية للحزام الناري فتعالج بالمسكنات، مضادات الكآبة وبعض الادوية الاخرى التي لها تأثير جيد في تسكين هذا النوع من الالم كما يعتبر العلاج بمادة ال«CAPSAICIN» والذي هو دواء مستخلص من الفلفل الحار نافعاً لتخفيف شدة الالم «وداوني بالتي كانت هي الداء».
تتطلب الاصابة العينية عناية خاصة نظراً لخطورتها ولذا يفضل اشراك طبيب الامراض العينية في معالجتها ويجب اتخاذ الاحتياطات القصوى خشية حدوث اصابة في القرنية.