هل كان البعض يعتقد أن النصر سيتأهل للمربع الذهبي هكذا بصمت وبمجرد فوز باهت على الفريق الهابط، بالتأكيد لا، فالنهج النصراوي العتيد لا يقبل أبداً أن يحقق الفريق إنجازاً كهذا ولا يتبعه بحفلة ضجيج توزع فيها التهاني والتبريكات والاتهامات أيضاً.
لقد كان الافتعال النصراوي بعد مباراة الرائد مقصوداً للفت الأنظار للمنجز الذي تحقق ولإضفاء صفة الإبهار والإعجاز فيه. فهكذا تعود المتابع.. ضجيج أصفر عند الفوز لاستعراض القوة والجدارة حتى ولو كان على حساب فريق مكسور الجناح سقط منذ حين في الدرجة الأدنى. أو صخب مماثل للشكوى والسخط عند الخسارة وادعاء المؤامرات، والتأكيد أن هذه الخسارة حدثت بفعل فاعل وإلا فهو فريق لا يقهر ولا يمكن أن يخسر.
وعندما يشعر الإنسان بأن فريقه هو الأقوى والأفضل فذلك شعور رائع وجميل ويجب أن يكون هو شعور وإحساس كل منتم لأي ناد ويجب أن يسعى لتحقيقه في الميدان وعلى أرض الواقع. فإن فعل فذلك هو المطلوب وان عجز فيجب أن يراجع نفسه في قدراته وقناعاته. أما أن يطلق العنان لمشاعره ولسانه فذلك ما لا يقبله منه أحد، بل يجعله موضع سخرية وتندر من الآخرين الذين يرون الواقع بكل تفاصيله وبكل تجرد كما لو كانوا ينظرون للوحة كبيرة، وما ذلك المغالط والمكابر سوى نقطة صغيرة في هذه اللوحة لا يرى ما حوله ولا ما يحيط به لذلك يعتقد أنه الأجمل والأقوى والأفضل بينما لو التفت يميناً أو يساراً أو رفع نظره أو خفضه لخجل من ادعائه واكتشفت مقدار الوهم الذي يعيشه
|