* حوار - عبدالله المالكي:
وصف أحمد راضي مهاجم المنتخب العراقي السابق والمتواجد حاليا بالمملكة لحضور الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم اليوم بان حضور الوفد العراقي لهذه الجمعية جاء بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحادين السعودي والعربي، وذلك بعد غياب عن الرياض لمدة 14 عاماً حيث كان آخر حضور له في عام 1989م إبان إقامة دروة الخليج التاسعة.
وأكد أحمد راضي ان الوفد العراقي يتكون من العميد أحمد عباس والاستاذ عبدالخالق مسعود والكابتن رعد حمودي.
«الجزيرة» استطاعت ان تجري مع أحمد راضي هذا الحوار بعد تسليط الضوء على وضع الرياضة في العراق وانه كان في بغداد يعيش ليلاً نهاراً بين أبنائه ووالديه وزوجته تحت القصف على بغداد وأنه لايذوق طعم النوم والراحة طيلة فترة الحرب مؤكداً بأن الأوضاع كانت صعبة للغاية وأنه كان يبحث عن مكان آمن رغم أنه كان يملك مزرعة ومنزلاً يأوي عائلته.
أحمد راضي تحدث عن العديد من الأمور التي كان يرويها والعبرة تخنقه والدموع تتحجر في عينيه وهو يرى النهب والسرقة تطال كل دائرة بلا ضمير ولا حياء في جميع أحياء بغداد فإليكم ما دار في هذا الحوار:
* كيف كانت زيارتكم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحادين السعودي والعربي لكرة القدم بعد وصولكم للرياض؟
- في حقيقة الأمر نتقدم بكل الشكر والتقدير لسموه الكريم على هذه المقابلة السريعة التي أخذها من وقته ولم نكن نتوقع أننا سنقابل سموه بهذه السرعة وفوجئنا بكرم الضيافة وحسن المعاملة والأسلوب وروح التعاون خلال مقابلته واللقاء كان مثمراً واعطانا التحفيز والدافع بان نعمل للرياضة العراقية بشكل كبير وأعطانا دعماً بان تعود الكرة العراقية لسابق عهدها وفتح سموه أبوابه لأبناء الرافدين بان تعود الرياضة لوضعها الطبيعي وتعود المنافسة مع الدول العربية.
* هل كانت زيارتكم لسموه مرتبة من قبل؟
- أبداً غير مرتبة وكانت مبادرة من سموه بمقابلة الوفد العراقي وكانت فرصة لنا لكي نقدم له الشكر على دعوتنا في الاتحاد العربي وإضافة إلى ذلك شرح لسموه كيف الآن يدار نهج الرياضة في العراق وكيف يتعامل معها مكتب إعمار العراق وشرحنا لسموه هذا الوضع وأسعدنا حضوره ولقاؤه ووعدنا بالدعم والأيام القادمة ستكون أفضل وأشعرنا سموه بانه متلهف لعودة الكرة العراقية أكثر من أي شخص آخر.
* كيف كانت الأوضاع أثناء تواجدك في بغداد وسط الغارات الجوية؟
- أنا من الناس القليلين الذين تواجدوا داخل بغداد وعشتها لحظة بلحظة كانت مرارة كبيرة أشاهد فيها بغداد بهذه الصورة وكنت اتنقل من أماكن لأخرى من جراء القصف حتى في بعض الحالات التي كنت أشاهد فيها زحف قوات العراق والقوات الأمريكية وتشابك قرب منزلي كنت في بعض الأوقات محتاراً أين أذهب بعائلتي لكي أحقق لهم الأمان وتنقلت في أكثر من ثلاث أماكن في بغداد وعشنا أياماً عصيبة للغاية ولكن رحمة رب العالمين حفظتني أنا وعائلتي.
* كيف كنت تطمئن على عائلتك وأقاربك؟
- أنا كنت أقوم بجولة يومية من 12 إلى 4 عصرا للاطمئنان على والدي ووالدتي اللذين هما على قيد الحياة ولله الحمد وأذهب إلى عائلتي وأصدقائي وأنا في بغداد لدي مزرعة وبيت آخر أحاول كل يوم الاطمئنان عليهما وكنت أتنقل في صعوبة كبيرة وسط قطع لطرق وسط قصف شديد وهذا التنقل يأخذ مني وقتاً كبيراً.
* زملاؤك كيف كانت مقابلتك لهم؟
- زملائي كنت أطمئن عليهم قبل سقوط بغداد التي كان الوضع فيها هادئ قليلاً ولكن زملائي وأقرب الناس لي بعدما شاهد الوضع صعباً وكانت أماكنهم خطيرة انتقلوا خارج بغداد وشعرت بعدها بكآبة كبيرة بعدما غادروا بغداد وأصبحت وحيداً والحمد لله على النجاة وهذه هي الحرب وان شاء الله القادم أفضل يجعلنا ننسى الأيام الصعبة.
* الملاعب الآن كيف وضعها وهل العراق قادرة على الا استضافة أو المشاركة؟
-من الصعب جداً أن تقام مباريات في بغداد لأن البنية التحتية للملاعب دمرت تماماً في الأندية ولا توجد مكاتب للجلوس فيها ولا حتى الأرشيف بالنسبة لنوادي سرقت ودمرت ويجب ان تبدأ ببناء جديد وإعمار وهذا يحتاج لوقت.
والروح بدأت على مستوى الأندية وهناك بدأت التدريبات في نادي الزوراء ونادي الشرطة وبدأ نادي الطلبة يعيد وضعه لكن تحتاج إلى مكاتب ومرافق وأجهزة وملابس لإعادة الوضع.
* وماذا عن الملاعب التي تتبع للاتحاد العراقي؟
- ملعب الشعب سليم لايوجد فيه شيء لكن القوات الأمريكية محتلة الملعب من خلال المعسكر الذي تقيم فيه وهناك بعض الأندية فيها بعض الأحزاب ولكن هؤلاء الأحزاب عندما تحدثنا معهم قالوا نحن نقوم بحمايتها وفعلاً نحن محتاجين من يحميها.
* كم تحتاج الرياضة في العراق للعودة؟
- إذا كان العمل سريعاً تحتاج إلى عام كامل وحسب الإمكانيات التي تتوفر لها أما إذا كنت أريد مباني ضخمة وكبيرة ومنشآت تحتاج إلى أربع أو خمس سنوات حتى تقوى البنية التحتية ونحن لا نقبل نادي بالترميم والترقيع وأقول ليس من باب المجاملة نريد نادياً مثل نادي الهلال ومثل بقية الأندية السعودية والخليجية حتى تكون بدايتنا قوية ولكل محافظات العراق أقلها في كل محافظة ناد معروف.
* وهل نجوم العراق ستعود مثل السابق؟
- إذا تم وبنفس ما خطط له مستقبلاً وبنفس الإمكانيات ممكن تكون رياضة عراقية أكثر وأعمق وأفضل من السابق.
* ماذا سيكون دوركم في الاتحاد العراقي؟
- نحن سنقوم بأي دور يوكل لنا ونرى ان فيه خدمة للعراق سواء كان في اللجنة الأولمبية أو الاتحاد أو الأندية سنكون مجندين أنفسنا في خدمة وطننا.
* حسين سعيد أمين عام اللجنة الأولمبية ماذا سيكون دوره؟
- حسين سعيد من ضمن الناس الذين جمدوا الآن حتى إشعار آخر بعد ان القيت اللجنة الأولمبية العالمية واللجنة الأولمبية العراقية وتم حلها وأيضاً مكتب الاعمار القى وزارة الشباب واللجنة الأولمبية وجمدوا كل أعضاء اللجان وهناك تصفية في الأمور.
* وهل سيكون للأمير سلطان دور في إعادة اللجنة الأولمبية العراقية؟
- الأمير سلطان بن فهد رجل واعٍ ومثقف ويعرف ان هذه الرياضة مايمكن ان تتدخل في شؤونها ممكن يساعدها ويدعمها لكن شؤون داخلية لن يقبل هذا وتلقى تأثيرات سلبية مثلما الآن صار من قبل الشيخ أحمد فهد الأحمد عمل لجنة أولمبية في المنفى وأعلنها كلجنة أولمبية عراقية وحقيقة ليس صحيحاً يأتي من الكويت ويريد تنصيب لجنة أولمبية في العراق هذا عمل غير صحيح هذا شأن عراقي رياضي هم الذين يختارون قياداتهم وهم أعرف بشأنهم في بلدهم ممكن نطلب مساعدته على مستوى المحافل الدولية وهذه مهمة ونرجوها ولكن هذا شأن عراقي هناك مكتب إعمار العراق هو الذي يعطي كل شخص حقه والديمقراطية هي التي ستأخذ أصولها في حقيقة العمل الرياضي لكل اتحاد وناد انتخابات حتى تكون هناك لجنة أولمبية دائمة.
* وقوف الاتحادات العربية مع الرياضة في العراق؟
- منذ خرجنا من بغداد وحتى وصولنا إلى الأردن لم يقصر سمو الأمير علي رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم حيث أمر بفتح كل أبواب ملاعب الأردن وإمكانياتها وقال نحن مستعدون في أي لحظة لبطولات ومعسكرات تحتاجها الرياضة العراقية وهذه التفاتات لناس جذورهم وأصلهم ينبع من أصل وفي وعريق وسام وحضاري.
* كلمة أخيرة؟
- حقيقة أنا مشتاق للجماهير السعودية وأعرف أن لي جمهوراً عريضاً في هذا البلد أتمنى ان يكون لي دور في المستقبل لكي تعمق هذه الروابط بين الرياضة العراقية السعودية وتعود مثلما كانت سابقاً ونعمل من أجل رياضة عربية مشرقة ان شاء الله.
لقطات
* تواجد مع أحمد راضي الحارس الدولي السابق رعد حمودي ولكنه انشغل عن الحديث استعداداً لترتيب أوراق الاجتماع اليوم.
* أحمد راضي استغرب النهب والسرقة من بعض العراقيين بعد الغزو ووصفه بأنه تصرف يزيد من الكآبة والاشمئزاز.
* أحمد أكد بان رعد حمودي لم يكن بالعراق أثناء القصف وكان متواجداً في الأردن.
|