قرأت في عدد الجزيرة الموقرة 11164 يوم الاربعاء 21 صفر 1424هـ مقالاً للأخت مها الجبر تعقيباً على مقال الأخ محمد ال الشيخ بخصوص تحديد النسل «.» أقول لقد أجادت وأفادت لا فض فوها والحمد لله أن يوجد في هذه الأمة نساء يتخذن من أمهات المؤمنين والصحابيات قدوة لهن، فقد أعجبت كثيراً - أي والله - من ردها المتزن المنبعث من فكر سليم فوفقها الله، وليس عندي ما أضيفه إلا انه كان من الاجدر بالأخ محمد آل الشيخ ومن يفكر بتفكيره ان ينظر بنظرة المسلم المتبع لا المبتدع وان لا يجعل من الغرب او الشرق قدوة له، وهذا لا يمنع ان نأخذ من علومهم ما ينفعنا ونذر المضر منها ولا نقلدهم في كل صغيرة وكبيرة إلا بعد ان تعرض على شرع الله وسنة رسوله فإن وافقت وإلا ردت عليهم، فإليك عولمتهم وما جنينا منها، فإن البطالة التي ذكرت ليست إلا نتاج الغرب وغزوه الفكري الثقافي، فقد عم الكسل واللا مسؤولية والمظاهر الغربية الغريبة من لباس وقزع وتتبع للموضات وترك للطباع السليمة والصفات القومية، أما تحديد النسل الذي تكلمت عنه فهذا بصريح العبارة مخالف لهدي النبي الكريم ثم انه ليس هناك ما يدعو الى مجرد التفكير فيه فهل نحس في ضيق مكان أم هل نحن في جهل من الدين أم هل نحن في كثرة من سكان ولا اريد القول بضيق العيش فهذا شيء تكفل به ربنا سبحانه لمن توكل عليه، ولا تخش من ذي العرش إقلالا، أما البطالة فليس فيه بطالة بمعناها الحقيقي بل سمعنا الناس بها يقولون فقلنا بقولهم كما تطبعنا بطباعهم، فلم نواجه الصعاب كما ينبغي ولم نرب ابناءنا على خشونة العيش والكسب الحلال وان كان فيه مشقة بل تمادينا في اسلوب الرفاهية - والدلع الزائد - فلا يبحث حامل الكفاءة المتوسطة إلا عن مكتب مكيف وسيارة مميزة وهاتف نقال وغير ذلك فمن هنا بدأت البطالة - البطاّلة - المزعومة، «ولا تنظر الى من هو أعلى منك وانظر الى من هو دونك» وكما ذكرت الاخت مها فالدولة تعمل لتفادي حدوث بطالة حقيقية، أما بخصوص الوظائف النسوية فشهد شاهد من أهلها، فليس بالضرورة ان تعمل المرأة فإن وظيفتها الحقيقية مراعاة الأمور الزوجية وتربية الأبناء والاهتمام بشؤون البيت، فأي وظيفة أعظم من الوظيفة التي عينها ربها وبينها رسولها وان كان هناك من ضرورة ففي مجال التعليم والطب فقط وفي الحدود المشروعة، ولو تأملنا جميعا ما يحدث في المجتمعات وخاصة المجتمع السعودي تجد الخلافات الأسرية وكثرة حالات الطلاق وغيرها - إلا ما ندر - بسب الوظيفة ومرتبها - الذي يصرف ربع منه على الخادمة وربع على فاتورة الجوال وربع على اللباس الخاص بالعمل والربع الأخير في هدايا الزميلات والصديقات والباقي رحمه الله - فأين السعادة لمبتغيها إذا فات قطار الزواج وكبرت السن وزاد الهم والحزن. فأشكر مرة أخرى للأخت مها ولمثيلاتها وان كان لي ملاحظة على ما ذكرت في قولها «ولم أر ولن أرى من هو اكرم وأعلى مكانة منه صلى الله عليه وسلم إلا ان تكون لتلك الفئة وجهة نظر اخرى فالله أعلم»، أقول وجهة النظر مرفوضة تماماً في شخص الرسول وسنته وهو المزكى من ربه جل وعلا، وفقنا الله وإياكم للعمل بكتابه واتباع سنة نبيه، والسلام عليكم.
جبران بن فايز الناجع / طريب
|