وجدت نفسي هائمة ذات يوم أفكر إلى ان أستغرقت في مزيد من التفكير لأدخل مرحلة بدأت ألاحظ من خلالها أن نفسي تغادرني ولكني لا أعلم أين تذهب؟
لا أستطيع اللحاق بها وهي تنتقل من مكان لآخر تجوب عالما آخر استقصيت عنها الأخبار فعلمت أنها تزور أحياء لها ابتعدوا عنها وتركوها وحيدة بعد أن كانت تعتز بوجودهم قريبين منها عندما علمت بذلك أطلقت لها العنان وأعطيتها كامل حريتها في التحرك.
بعض الأحيان تعود إليّ فرحة فأفرح لفرحها.
في يوم من الأيام صارحتها بأني أريد أن أرافقها في إحدى رحلاتها المكوكية فرفضت ذلك لأن العالم الذي تذهب إليه لايسمح بذلك.
أعدت الكرة وطالبتها وألححت على طلبي فوافقت بعد جهد جهيد
ذهبت معها بعد أن أخذت جواز سفري المعتمد لديهم ودخلت عالمهم السحري والخيالي، ذلك العالم الذي لم يخطر لي ببال أبدا.
فكنت هناك أسبح تارة بين النجوم وأمشي بين الجنان والأنهار العذبة على أرضهم.
مساحات خضراء على مد النظر وكأني في جنة الخلد عالم بديع والمودة تملأ المكان.
أكلت من ألذ الثمار وشربت من أعذب المياه.
سألتني أيهما أجمل عالمها أم عالمي؟ فجاوبتها أن عالمها أجمل بكل المقاييس مع أنه خيال.
عالم خال من إكسسوارات الحياة والكذب والخداع والنفاق.
عالم الجميع فيه سواسية لا مناصب ولا قوانين ولا امبراطورية تحكمه.. عالم لايحكمه سوى المحبة والوفاء فقط.
عالم خال من التلوث البيئي ومن عوادم السيارات والمصانع التي بعالمي.. عالم ان شئت ان تطير حرا.. طليقا وان شئت ان تسير على قدميك فلك الحرية المطلقة في ذلك.
رافقتها في كل مكان جميل.. لم أصادف ما يعكر عليّ صفو فرحتي.
لم أكن لوحدي بل قابلت أناساً أشتقت لرؤياهم لم أرهم منذ زمن طويل.
ففرحت فرحاً لو وزع على أهل الأرض لأخذوا كفايتهم وبقي لي المزيد.. هو أيضا فرح.
لم أصدق أنني التقيتهم في عالم مليء بكل ماهو جميل لا أحد يحاسبك على ماتفعل وحين صافحتهم فإذا بي أسمع صوت منبه الساعة الذي عندي حاولت تجاهله لأعيش في ذلك العالم الرائع ولكن كان أقوى من أن أتجاهله.
فتحت عينيّ إذا بي في عالمي الحقيقي حاولت ان أعود إلى ذلك الحلم ولكن دون جدوى.
ابتدأ مشواري في عالم تكثر فيه أساليب حب الذات وتنتشر فيه الأقنعة الزائفة.
|