اليورانيوم المنضب المشع معدن كثافته 7 ،1 مرات اثقل من الرصاص، وعندما تصيب قذيفة ذات رأس من اليورانيوم المنضب احدى الدبابات او ناقلة جنود مصفحة فإنها تشتعل بشدة وتصهر حرارتها معدن الفولاذ وتستمر مخترقة الدبابة مهما كانت درجة تصفيحها وتحرق جميع من بداخلها فورا. ان الحرارة الشديدة الناجمة تقوم بتحويل اليورانيوم المنضب لغبار مكون من جزيئات دقيقة سامة لاكسيد هذا المعدن، وهذه الجزئيات ذات نشاط اشعاعي بالغ السمية. ويمكن لهذا الغبار ان يتوزع على شكل غيمة اشعاعية، وان ينتقل بواسطة الرياح لمئات الكيلومترات.
وعندما يدخل هذا الغبار الى الجسم سواء عن طريق التنفس او الاكل فإنه يسبب ضرراً ناجماً عن التسمم الكيماوي والاشعاعي في كل من القصبات والشعب الهوائية بالرئة وايضا ضرراً للكلى والكبد والعظام.. واذا ما اعطي فترة زمنية كافية من الزمن «مئات من السنين» فإنه يفقد اجزاء كثيرة منه ويتحول الى معدن آخر هو الرصاص.
وقد اكد العلماء والخبراء أن هذا النوع من اليورانيوم هو من النفايات النووية الناتجة عن عملية تخصيب اليورانيوم وهو مشع وسام كيماويا. وقد تم اختراع الذخيرة المصنوعة منها بواسطة الجيش الامريكي في السبعينيات من القرن الماضي وصممت خصيصا للقيام بتدمير الدبابة الروسية من نوع T- 72 وعندما تصيب القذيفة تلك الدبابة فإن اليورانيوم يحترق ويصبح حادا وتنتج حرارة شديدة وكل هذا يسهل مواصلة اختراق القذيفة لفولاذ تصفيح الدبابة.
وتستعمل هذه المادة في صناعة القذائف المضادة للدروع وكذلك في صناعة صفائح الدبابات والمدرعات لمقاومته القذائف المضادة للدروع ويستعمل ايضا في توازن السفن والطائرات بسبب ثقله فهو اثقل من معظم المعادن.
وقد اكد العلماء ايضا أن التلوث الاشعاعي الناتج عن ذخيرة اليورانيوم المستنفذ قادر على البقاء في الاراضي التي يلوثها لفترة تقدر ب 4 ملايين سنة. وتؤكد تقارير أن لليورانيوم تأثيراً كيماوياً اكثر من اشعاعي. فاستنشاق كمية كافية من غبار اليورانيوم يحدث اصابات كيماوية بالغة للكليتين. ومن الامراض التي يسببها التعرض لهذا النوع من اليورانيوم الامراض السرطانية وسرطان الدم واصابات الغدة اللمفاوية والتشوهات الولادية وحالات العقم بين الرجال والنساء والوفيات.
ان جزئيات اليورانيوم المنضب تنتشر عن طريق الريح والمياه الجوفية لتغطي مساحات شاسعة تتجاوز الرقعة الجغرافية لارض المعركة، اما عن التخلص منه وتنظيفه فهو صعب جدا ومكلف، حيث يجب تغليف جميع العربات العسكرية الملوثة بغلاف من القماش الثقيل ثم توضع في اماكن بعيدة خاصة لتخليصها من التلوث، بالاضافة الى ذلك ازالة الطبقة السطحية من التربة الملوثة بعمق قدم للتخلص منها كذلك مع القذائف، ولقد وجد الباحثون في واشنطن بأن اليورانيوم المنضب من النوع نفسه الذي يستعمل في الذخيرة يسبب السرطان عند زراعته في عضلات الحيوانات المخبرية.
|