عهدي برجل الأعمال عبدالعزيز البابطين يوم كنا محظيين عنده نحضر تظاهراته الثقافية في دمشق والقاهرة والكويت، وبعد أمة سكنت الرياح وما عدنا نسمع الا اخبار مبادراته الايجابية التي نحمده عليها ونغبطه على ايْسرها ونود لو ان رجال الاعمال في بلادي اتخذوه قدوة وبعضهم يفعل فوق ما يفعل ولكننا نطلب المزيد.
والبابطين الذي يكرمه الاستاذ الكبير والمربي القدير الشيخ عثمان الصالح كأنه علم في رأسه نار، يعرفه المسكونون بهم الثقافة والادب لاسهاماته الايجابية في خدمة الفكر والثقافة، ومع اننا نود ان يكون اكثر انفتاحاً واوسع استيعاباً لمختلف الخطابات ونحرص ان يعدل في الظماء فاننا نثمن جهوده ونقدر عطاءاته، ونعد هذا مؤشر تحضر ووعي والذين يعنيهم الشأن الثقافي ليسوا بحاجة الى من يذكر طرفاً من انجازاته على كل المستويات الثقافية والفكرية والادبية، غير اننا ومن باب شد ازره نبدئ ونعيد اطرافاً من اسهاماته التطوعية، وكم نود لو كان فيما يعمل قدوة للمترددين من اصحاب الدثور.
لقد هاتفني الاخ الكريم الاستاذ بندر بن عثمان الصالح لتأكيد الدعوة التي بعثها متفضلاً ومناشداً ان اشارك في الحديث عن الضيف ومنجزاته المتميزة لعلمه انه يهمني الشأن الثقافي، ولما لم اكن قادراً على حضور هذه الاحتفالية فقد حرصت على الا تفوتني المناسبة ولو بكلمة من بعيد.
والاديب الاريب عبدالعزيز بن سعد البابطين له علينا حقوق كثيرة فهو الشاعر الرفيق، الذي اصدر ديوانه الاول «بوح البوادي» واسهم في خدمة الشعر العربي الحديث بموسوعته التي تشكل مرجعية للباحث العربي، ولما نزل نرقب مزيداً من الموسوعات، ومزيد من الشمولية في خدمة الادب العربي، فلقد قيل لي بأن مؤسسته تهتم بجانب منه ولما يتحقق لي ذلك، ورجل كريم مثله يجب ان يكون مشرع الابواب متعدد الاهتمامات حفياً بكل كلمة شعرية او ادبية تخدم ادب الامة.
الشيء الذي اسعدني كثيراً اهتمام المشاهد الادبية والفكرية والاكاديمية به ومنحه الشهادات والاوسمة وتنظيم الحفلات التكريمية تقديراً لجهوده، ويأتي تكريم الصالح له حلقة في سلسلة التكريم الذي يلقاه من مؤسساتنا الثقافية والتعليمية.
ما اود الاشارة اليه وقد طالت افضال الرجل مواقع كثيرة ان يهتم بأشياء من اهمها:
اولاً: الترجمة فالعالم العربي يفتقر الى مؤسسات اهلية او حكومية للترجمة وما هي الا جهود فردية مبتسرة.
ثانياً: «المصطلح» العالم العربي يعيش حالة فوضوية في تلقي المصطلحات وترجمتها وقد يكون للمصطلح اكثر من تعريب او ترجمة او نقل. ولو وضع للمصطلح مجمع او مركز معلومات وطلب من ذوي الشأن والمهتمين بشأنه الوفود اليه والانطلاق منه، ولقد كان المصطلح ولايزال اشكالية المشاهد الفكرية.
ثالثاً: التشرذم الفكري والسياسي والادبي والثقافي والدخول في مآزق الصراع والتنازع، والمشاهد المضطربة بحاجة الى جهود جماعية توسع ارضية القواسم المشتركة وتسهم في التقليل من حدة التنازع. ولقد فعلها الامير الشهم خالد الفيصل بمبادرته الانسانية «مؤسسة الفكر العربي».
والامل معقود على لداته وامثاله ليهتبلوا مبادرات مماثلة تسهم في لم الشمل وجمع الكلمة ورأب الصدع والعودة الى مرجعيات الحضارة الاسلامية والانطلاق منها فهي وحدها القادرة على معالجة المشاكل القائمة.. ولقد طاف المفكرون العرب في كل آفاق المعرفة، وجربوا كل المبادئ فكانت القوميات والعلمانيات والحزبيات ولم يبق الا ان ينسوا جراحات الماضي ويفتحوا صفحة جديدة تسهم في تضميد الجراح وجمع الكلمة ولا احسبهم جميعاًً الا صفوة الصفوة ولن تجتمع كلمتهم الا على مصادر الثقافة والحضارة الاسلامية فهي وحدها القادرة على تلافي ما فات.
تحية حب وتقدير للضيف العزيز وشكر وثناء لمن ناب عن الجميع في تكريم كفاءات الوطن العربي.
|