بكل ثقة واقتدار.. وبكل نجاح ومسئولية وحضور فاعل دائم.. أحبط رجال الأمن البواسل واحدة من أكبر العمليات الإرهابية.. الضخمة.. التي تستهدف ذبحنا قبل تدمير مجتمعنا وتدمير منشآتنا وجرنا إلى مستنقعات الحرب والخراب والدمار.. وجرِّ هذا المجتمع المتماسك الآمن.. الذي تلفه الطمأنينة والإيمان ورغد العيش.. إلى الفوضى والفساد وانعدام التوازن وانعدام الأمن.
** قرأتم وسمعتم وشاهدتم كلكم.. كمية المتفجرات العنيفة.. وكمية الرصاص.. وكمية القنابل.. كلها موجهة لنحورنا وتستهدف أرواحنا وأرواح نسائنا وشيوخنا وأطفالنا..
** لم تكن هذه الشحنة العنيفة دواء ولا غذاء ولا بلسماً.. بل كانت قنابل مرعبة حملتها حقائب مخيفة.. يقول الخبراء.. إنها من أعنف مواد التفجير في العالم.. وإن نصف واحدة منها.. تنسف عمارة ضخمة.. فما بالك بعدة شنط مليئة بهذه المتفجرات المرعبة؟
** لقد وفق الله رجال الأمن كما هي عادتهم دائماً.. أن أحبطوا هذا العمل الشنيع قبل أن يجعلنا جثثاً ممزقة في الشوارع.. وقبل أن تصير مكتسبات العقود.. مجرد أشباح.
** هكذا عوَّدنا أبناؤنا رجال الأمن.. وهكذا عرفناهم.
** نحن ننام قريري العين.. ملء جفوننا.. وهم يواصلون الليل بالنهار لحفظ أمن هذه البلاد والذود عن حماها.. وفضح كل مجرم وكل إرهابي وكل مندس.. وكل من يستهدف هذا الوطن بأي شكل كان.
** هذا العمل البطولي.. الذي حققه رجال الأمن.. يضاف إلى سجلاتهم الرائعة في كشف المخططات الإرهابية وفضح الإجرام والمجرمين.. ووقف نزعات الإجرام وتقديم كل المتورطين للعدالة.
** إن المؤسسة الأمنية في بلادنا.. تستحق منا أكثر من وقفة.. فقد قامت بدورها على أكمل وجه.. وحققت نجاحات باهرة.. وبقي دور المؤسسات الأخرى أياً كانت.. تربوية أم تعليمية أم شرعية أم مؤسسات أخرى أمامها مسؤوليات ومهمات أخرى.. توازي دور الأمن ورجال الأمن.
** إن الدور الذي قام به رجال الأمن المخلصون.. دور يستحق الشكر من كل مواطن.. صغير وكبير.. رجل وامرأة.. كان من الممكن أن يكون ضحية هذا الإجرام.
** وسجل رجال الأمن.. حافل دوماً بمثل هذه النجاحات والمنجزات المشرفة.. فليس لدينا بفضل الله جريمة تُقيَّد ضد مجهول.. وليس لدينا جرائم كبرى.. وليس لدينا ضياع أو انفلات أمني فنحن ننعم بأمن فريد.. أمن وارف الظل متميز.. وكل ذلك بفضل الله تعالى أولاً.. ثم نجاحات ومنجزات رجال الأمن.
** في الحروب والفتن التي تعصف بمن حولنا.. بل جيراننا.. ننعم بفضل الله بحالة أمن فريدة رائعة.. وعندما نسأل مسئولاً أمنياً أو نبحث.. نجد رجال الأمن بكامل استعداداتهم.. وأن هناك استنفاراً أمنياً شديداً يتناسب مع الأوضاع حولنا.. وأن الجهات الأمنية.. تعمل بكامل طاقتها.. ومع ذلك.. لا يشعر المواطن بشيء من ذلك.. ولا يزعجه ولا يعيقه ولا يستوقفه أحد.. بل الأمور تجري بشكل صامت هادىء مريح.. وكل ذلك من أجلنا ومن أجل راحتنا وسعادتنا.. ومن أجل ألا يشعر المواطن بأي شيء يكدر عليه صفو حياته الطبيعية.. وحصل ذلك بالفعل.. ونجح رجال الأمن في تحقيق الأمن كاملاً.. وظفرنا بحياة طبيعية هانئة ليس فيها ما يعكرها أو يشوبها بأي شكل.
** إن رجال الأمن.. هم أبناؤنا.. هم أبنائي وأبناؤك.. وإخواني وإخوانك.. وكلهم يعملون ليل نهار من أجلي وأجلك.. ومن أجل الوطن.. فلنكن نحن وهم.. يداً واحدة.. وقلباً واحداً.. من أجل الذود عن بلادنا.. والوقوف في وجه كل حاقد وكاره لمجتمعنا.. في وجه كل خبيث هدفه زعرعة أمننا وإفساد رغد عيشنا.. وتحويلنا إلى دولة يعصف بها الإرهاب والفساد والفوضى.. وتحويل مكتسباتنا وتنمياتنا إلى خراب.
** ونحن لن نسأل.. كيف تحوَّل فكر بعض شبابنا.. من فكر شرعي صحيح سليم مستقيم صادق.. إلى فكر إرهابي دموي.. فذاك شأن المفكرين وعلماء الشريعة والتربويين؟!
** نحن نسأل هؤلاء المفكرين والعلماء والتربويين قبل أن نسأل هؤلاء الإرهابيين.. كيف شذ هؤلاء عن السرب؟ وكيف وصل بهم الأمر إلى هذا المنزلق الخطير؟!
** ممكن أن نختلف.. ويمكن أن نتحاور ويمكن أن نقول كل شيء.. ما عدا أن نجلب أطنان متفجرات إلى بلد التوحيد.. وبلد الحرمين.. ونقتل أهلنا ونقول.. إن ذلك باسم الجهاد.. أو بإسم الإسلام.. أو تحت أي مسمى آخر.
** من أوصل هؤلاء الصبية إلى هذا المنرلق الخطير.. وهذا الفكر الشاذ.. وهذا العقل الإجرامي الخطير؟
** هل.. لو طلب من شاب أن يأخذ قنبلة ويزرعها في بيت أهله ليقتل أمه وأباه وإخوانه وأخواته.. هل يفعل؟
** أبداً.. حتى لو مُزِّق قطعة قطعة..
** إذاً.. كيف وافق هؤلاء.. وهم أبناؤنا.. على حمل متفجرات لأهلهم؟
** وكيف وافقوا على ذبح أهلهم وتدمير بلدهم؟
** يجب أن نبحث ذلك بعمق.. فالمسؤولية ليست مسئولية رجال الأمن أبداً.. إنها مسئولية رجال الفكر بكل اختصاصاته ومناهجه.
|