* حوار - وهيب الوهيبي:
حذر فضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبد الله القرني الداعية الاسلامي المعروف الشباب من سلوك اعمال العنف وحمل السلاح في قضايا الاصلاح والدعوة الى الله، وقال في حواره للجزيرة ان هذا المنهج لا يخلف من ورائه إلا الدمار والخراب للمجتمع المسلم.
كما انه مخالف لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي امر بسلوك الحكمة والرفق واللين في شؤون الدعوة وقضايا الاصلاح.
وشدد فضيلته على ان الجهاد في سبيل الله لا يكون إلا بموجب شرعي وبفتوى من العلماء مؤكدا على ضرورة توعية الشباب وارشادهم وفتح باب الحوار معهم من قبل العلماء والدعاة والمصلحين والمؤسسات العلمية والتربوية جاء ذلك في حواره مع الجزيرة:
لا للعنف
* ما تعليق فضيلتكم على ما حدث يوم الثلاثاء الماضي من قبل مجموعة الشباب في مدينة الرياض وهل الاصلاح واحداث التغيير يكون بالعنف وحمل السلاح؟
- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الاصلاح داخل المجتمع المسلم ابدا لا يكون بالعنف وحمل السلاح وانما يكون كما قال تعالى: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ وّالًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ} وبالرفق واللين كما قال صلى الله عليه وسلم «ما كان الرفق في شيء إلا زانه» اما ركوب الشطط والعنف فلا يؤدي إلا الى الدمار والخراب فوصيتي لكل مسلم ان يكون رحمة على نفسه واهله ولا يعرض أمته وبلاده لأي خطر لان دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام بنص الكتاب والسنة ثم لماذا لا نأخذ العبرة والعظة من البلاد التي حمل فيها السلاح وحصل فيها العنف كيف تمزقت وهوى فيها البناء وتعطلت فيها التنمية، وذهب أمن الناس وضاعت أموالهم وسفكت دماءهم اذن فالواجب علينا في هذه البلاد التي شرفها الله برسالته وجعلها مهبط الوحي ومأوى افئدة المسلمين ان نكون اسرة واحدة متحابين ومنضوين تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
الجهاد الشرعي
وهل مثل تلك الاعمال تدخل في مسمى «الجهاد في سبيل الله» كما يزعم البعض؟!
- الجهاد بابه معروف وهو جهاد العدو ولا يكون إلا بموجب شرعي وافتى به كبار العلماء العارفين بأحكامه اما حمل السلاح في بلاد الاسلام في وجود سيادة ومجتمع مسلم فهذا محرم شرعا وما حدث يوم الثلاثاء ليس من الجهاد في شيء.
توعية الشباب
* في ظل هذه المتغيرات والأحداث ما الواجب المتعين على المصلحين والدعاة والمؤسسات العلمية والتربوية تجاه الشباب؟
- واجب الجميع من دعاة ومؤسسات علمية وتربوية هي توعية الشباب وتوضيح مبادىء الاسلام الصحيحة لهم لأن دين الاسلام هو دين العدل والامن والايمان كما ان عليهم بيان خطورة القيام بمثل هذه الاعمال لأنه اذا عمّ مثل ذلك دفع ثمنه الجميع كما ان على المعلم والداعية ان ينهج الناس بمنهج الوسط الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وان يبني في قلوب الناشئة حب الفضيلة والاعتدال في الرأي وتقدير المصلحة بالاضافة الى عدم قبول الغلو والشطط وهنا اوصي حملة الاقلام واهل الفكر ألا يستفزوا احدا اما بالنيل من الدين وإما التعرض للناس باسمائهم وإما التشهير بهم.
|