Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأمير عبدالمجيد رئيساً فخرياً لمركز جدة للعلوم والتكنولوجي الأمير عبدالمجيد رئيساً فخرياً لمركز جدة للعلوم والتكنولوجي

* جدة - الجزيرة - واس:
حضر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة الرئيس الفخرى لمركز جدة للعلوم والتكنولوجيا أمس الحفل الذي اقامه المركز بمناسبة إعلان سموه رئيسا فخريا له.
وكان في استقبال سموه مؤسس المركز صالح عبدالله كامل ورئيس مجلس ادارة المركز الدكتور محمد عبده يماني وعدد من اعضاء ومنسوبي المركز.
وفور وصول سموه تجول داخل اقسام المركز واطلع على وسائله التعليمية المختلفة وصالات العرض واستمع الى شرح موجز من القائمين عليها.
ثم اقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدىء بآيات من الذكر الحكيم القى بعدها مؤسس مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا صالح عبدالله كامل الكلمة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على إمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير مكة المكرمة
أيها الإخوة الاعزاء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية.. أتقدم بعميق الامتنان وعظيم التقدير لاميرنا الغالي عبدالمجيد، لتشريفه الميمون مركز العلوم والتكنولوجيا.. ولعل لحظة الفرح الغامرة هذه.. لا تنسيني ابداً.. ان أذكر بكل العرفان والوفاء صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله على كل ما قدمه من دعم ومساندة لهذا المركز على مدار السنوات الجميلة الماضية.. وأبتهل الى الله بالدعاء ان يجعل مثواه روضة من رياض الجنة ويجزل له المثوبة على ما قدمه من خير، ذلك انه لم يبخل عليَّ يوماً بالدعم والمؤازرة.. وهو امر لا يستغرب من ابناء الملك عبدالعزيز البررة وما لا يضن من ابناء الشعب السعودي الاوفياء.
اميرنا العزيز عبدالمجيد.. في وقت تأكد فيه يقيناً ان العلم المتمكن من اسرار العصر، تقنيةً وبحثاً هو ضالة كل قاصد للرفعة.. وباحث عن السيادة.. وهو غاية كل مؤمن بأن الإسلام هو دين العلم والمعرفة.. ومن هذا المنطلق.. وبهذا المفهوم.. يزداد استبشاري كثيراً بقبولكم الكريم لرئاسة داعمة وفاعلة لهذا المركز التقني.. ففي هذا القبول تأصيل لمنهج الملك المؤسس رحمه الله فقد جعل من عهد التأسيس الرائد، حرباً لا تعرف الهوادة على الجهل، خاصةً وهو ينطلق في توحيده تحت راية التوحيد.. الرمز الخفاق لهذا الدين العظيم الذي كانت اقرأ هي الكلمة الاولى.. في دستوره السماوي الخالد.
وفي قبولكم لقيادة هذا المركز، تفعيل لدور العلم الذي أرسى له الدعائم الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى حفظه الله ويرعاه منذ ان تولى الوزارة الاولى للمعارف في هذه الارض الطاهرة المقدسة.. فبذر الارض فصولاً للدراسة، وزرع الأنحاء جامعات باسقات.. فكان الحصاد ملايين الدارسين ومئات الالوف من الخريجين.. في شتى الافرع والميادين..
وفي قبولكم لرعاية مركز العلوم والتكنولوجيا.. يا صاحب السمو تدليل على فاعلية رعاية العقول وتشجيع الموهوبين، التي تبناها ولي العهد الامين اطال الله عمره وامده بتأييده المبين.. منذ ان شيد للنابغين مؤسسة يرعاها ابناء عبدالعزيز ورجاله المخلصون.. تمكيناً لاصحاب القدرات العبقرية، من كل اسباب العلم النافع، وتذليلاً لكل عقبة قد تحول دون انطلاقاتهم صوب آفاق العلم والمعرفة.. من اجل غد مليء بالاشراق.. ومستقبل تتوالى فيه الانجازات.. ليكبر الابناء في عين الوطن.. ولتقر عينه بكل الابناء.
وفي قبولكم لمؤازرة هذا المركز تسهيل لنشر هذه التجربة الرائدة.. التي لم يتردد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وفقه الله وحماه في إنشاء نظير لها في الناحية الشرقية العزيزة.. من ارضنا الحبيبة، ايماناً من سموه الكريم بدور هذه المراكز العلمية والبحثية في توفير المناخ المطلوب وتهيئة الجو الملائم، لتحلق فيه القدرات والمواهب الشابة في سماء الابداع والابتكار حمايةً لتطورنا ونماءً لمكتسباتنا.. بعدما بدا واضحاً: ان العلم المدعوم بالايمان هو السلاح الاقوى والفيصل البتار.. لصيانة الامة والذود عن مقدساتها في زمن لا يحترم فيه الا الاقوياء ساعداً وفكراً.. وفي وقت امسى التقدم العلمي في الجو والبر والبحر.. هو اللغة التي يفهمها العالم ولا تتحدث الدنيا بلهجة غيرها.. لان العزة الحقيقية هي ألا تحتاج غير نفسك نصرة للدين.. وان النصرة الفعلية هي ان تكون مالكاً لكل اسرار الحقيقة دفاعاً عن المعتقد واليقين.
وكم نحمد الله.. اننا ابناء دين تدعو شريعته الى العلم والانتفاع.. بآيات تربو على آيات العبادة والانقطاع.. وكم نحمد الله.. ان كتابنا الكريم الذي ما فرط الله فيه من شيء حافل ومنذ ان نزل وحياً على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، بأخبار العلوم وحقائق الكون ومفاتيح الاعجاز.. في كل حرف من حروفه المضيئة دعوة للتفكر.. وفي كل آي من آياته امر بالتأمل والتدبر.. ومع هذا وللاسف الشديد انصرف كثير من الناس الى الاغراق في المسائل الخلافية.. ظناً منهم انها السبيل الى التقدم والحفاظ على الدين.. ونسوا ان رواد العلم في الدنيا كانوا مؤمنين مسلمين.. ولم يكونوا في المجد من الزاهدين.. ايماناً منهم بأن كل نظرية يحققونها.. او اكتشاف يتوصلون اليه او فكرة يدققونها.. انما هو اعلاء لكلمة الله في الارض.. وتمكين لجنده في كل ناحية وصوب.
فالاسلام ليس دين خضوع وخنوع، انه دين علم وعمل، والادلة كثيرة والشواهد متعددة على علاقة القوة بالإيمان وارتباط الدين بالعمل.. وفي كل الاحوال فالعلم.. والعلم وحده هو القاسم الدائم لكل معادلات المجد وكل نظريات العزة..
اميرنا المحبوب..
ان سعادتي وزملائي بتشريفكم ورعايتكم لهذه المؤسسة العلمية.. امتداداً للسعادة الصادقة التي تسكن قلوب كل المواطنين في مملكتنا العزيزة الغالية، وهم يتابعون في كل يوم هذه الرعاية الممتدة لأجيالهم، من قيادة نذرت نفسها للدين والوطن، هدفها سعادة المواطن، وقصدها رفعة الوطن.. ولهذا فليس بغريب ان تحيط بكم قلوبنا اينما حللتم. وان تحتفي بكم عيوننا اينما نزلتم.. دون صخب او ضجيج.. فالصدق لا يحتاج المظاهر.. والحب لا يتطلب الشعارات وشق الحناجر.. فقد اعتدنا في هذا البلد الآمن بفضل الله.. ان نجدكم في مقدمة الصفوف.. المتجهة الى المجد والكرامة والعزة وتعودتم ان تجدونا دائماً رجال مجد وجند عزة وكرامة.. ونحن نعلم مطمئنين.. ان مصدر رعايتكم الدؤبة لكل ابنائكم، انما تنطلق من حرصكم على ان يكون لكم امة مملوءة بالامل. محبة للعمل.. ممعنة في طلب العلم.. مؤمنة بموقعها الرائد بين شعوب الارض.. فمن هنا شع نور الدين.. ومن هنا خرج سيد الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.. ومن هنا امتطى الرجال صهوة المجد ورفعوا راية التوحيد.. ومن هنا استأنست قناديل الحضارات نارها.. ولأنها ارادة الله النافذة فستبقى هذه الارض قلعة تذب عن حياض الدين.. ومصدراً لخير الإسلام والمسلمين.
اميري الصديق.. وصديقي الأمير..
آمل في النهاية ان تسمح لي ان كان قد خانني التعبير.. في رسم حجم الفرحة التي احسها.. وتحديد مظاهر السعادة التي اعيشها وانا اشاهد يدك الامينة تمتد متعهدةً هذا الرواق العلمي بالعناية والرعاية.. سائلاً الله العلي القدير.. ان يطيل في عمر ولاة امورنا الكرام.. وان يمنحهم نصره وتأييده على الدوام.. وان يكلل بالنجاح ما ترعاه من عمل.. وما تنشده من غاية وامل في هذه البقعة المقدسة الطاهرة.. فقد اعزك الله، حين اختارك ولاة الامر لإمارة مدينة المختار تارةً.. وامارة مهبط الوحي تارةً اخرى.. ولك في المرتين.. شهود انجاز ولك في الامارتين شهود كفاءة.. ولك في كل حين أشهاد حب ومودة وتقدير..
{وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللّهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ}
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الأمير عبدالمجيد
ثم ارتجل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز الكلمة التالية...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين .. الصديق العزيز الشيخ صالح كامل الإخوة الحضور في هذا اليوم المبارك اقدم كل الشكر والتقدير لأخى صالح كامل لدعوته الكريمة لأكون في هذا المركز المتقدم وان يجعلني من ضمن العاملين فيه والواقع ان هذا شيء يجعلني اشعر بعظم المسؤولية.
ان شبابنا وشاباتنا يحتاجون منا العمل الكثير في هذا الوقت الحرج الذى يمربه العالم .. فالعالم كما نرى متقدم في جميع الاتجاهات وجزء كبير منها مدمرمع الاسف وهناك امور اخرى تخص الشعوب وتنميتها وان تجعل الجميع يعيشون في حياة هنيئة وسعيدة يخدمون بعضهم البعض ونحن اولى في هذه البلاد لان هناك امراً ليس موجوداً في جميع انحاء العالم وهو العقيدة الاسلامية الصحيحة التي انطلقت من بلادنا وكل شبر في هذه الأرض الطاهرة وفي مقدمتها بيت الله الحرام ومكة المكرمة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبره والمدينة المنورة فأي شعب في العالم لديه هذه الامور التي العالم بأسره ينظر اليها نظرة تقدير.
ان ربنا سبحانه وتعالى عندما أنزل رسالته على نبيه في هذه البقاع الطاهرة انما هو تكريم لهذه البقعة في العالم . اذن واجبنا ان نأخذ بهذه البلاد الى كل ما فيه التقدم ورقيها وبالتالي تقدم ورقي الامة الاسلامية .. والامة الاسلامية في هذه العصور تواجه حرباً شرسة وكل ما يحدث في تصوري في العالم الاسلامي الهدف الاساسي الاول منه هذه البلاد لانها هي الركيزة وهي القلب لكن ما علينا الا ان نتكل على الله سبحانه وتعالى ومن كان الله حسيبه فلا يخشى شيئاً لكن كما ذكر الحقيقة الكلمة التي القاها الاخ العزيز صالح كامل أوفت كل الامور ولا اريد ان اعلق عليها الا ان اقول: انها تحتاج من الاعلام ان يبرزها ابرازاً كاملاً خاصة ما يتعلق بالوضع في بلادنا وفي العالم.
فأوجه الدعوة لجميع الصحف والعاملين في المملكة العربية السعودية لإبراز كلمة الاخ صالح كامل وانا شخصيا أؤيد كل كلمة فيها ما عدا ما يخصني لان هذه علاقة شخصية بيني وبين الأخ صالح وأشكره شكرا جزيلا على مشاعره التي هي مشاعري كذلك نحوه فلا ازيد .. لكن أردت فقط ان ادلي بدلوي وان اؤكد كلكم افضل مني خطابة ورأيا لكن بما انني امام المايكرفون الآن لابد لنفسي وأنفسكم ان نشحذ الهمم ونحن نشاهد هؤلاء الشباب والطلبة ان نتقدم في كل المجالات.
الاسلام هو دين التقدم والرقي ليس دين التأخر في كل مجالات الحياة ليكون الشعب السعودي هو القدوة لأننا عندما نطلب من اي شعب في العالم وخاصة الشعوب الاسلامية امراً من الامور نطلب من انفسنا اولا .. فعندما يأتي المسلمون من جميع انحاء العالم الى هذه البلاد ويجدون اي تقصير سواء من الدولة او من الاشخاص فلا نستطيع ان نطلب منهم شيئا ونحن المجاورين لأشرف البقاع ولا يقبل منا اي عذر ولا نلوم الا أنفسنا .. النفس امارة بالسوء وبحب الامور الخاصة لكن علينا نحن في هذه البلاد ان نعرف انا نحن لسنا بعاديين .. عاديين كبشر لكن الطاقة التي لدينا في مكة وفي المدينة تجعل من كل انسان حي الضمير ان يفعل ما لايفعله اي انسان في العالم من تطور صناعي وتطور تقني وتطور تكنولوجي وتطور خدمات المدن والقرى والهجر وان نجعل هذا الشعب يعيش في حياة سعيدة وبالامكانات البسيطة لأن الترف والبذخ هذا منهي عنه والاسراف لكن الحياة التي يعيشها الانسان لآخرته وان يجعل حياته الدنيوية حياة ميسورة وبأقل التكاليف.
اما من يسرف ويعمل الامور التي نهى عنها ديننا فمردها الى الله سبحانه وتعالى وهو اعلم بعباده ويكونون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
فأرجو ان شاء الله ان نكون من العاملين سواء الموجودين هنا او ابناءنا وكل ابناء المملكة ان نعمل بكل ما أوتينا من جهد لخدمة هذه البلاد لنكون في المقدمة لان هذا مكانها الصحيح واذا كان هناك تأخر فالعيب فينا نحن كمواطنين على جميع المستويات فنتكل على الله سبحانه وتعالى ومن اتكل على الله ما يخيب ابدا اذا قرن هذا التوكل والايمان بالعمل .. العمل الصادق كل في مجاله .. وارجو لكم التوفيق والسعادة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم عقد سموه بأحدى قاعات المركز اجتماعا مع اعضاء ومنسوبي المركز.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved