* واشنطن أ.ف.ب:
بدات الولايات المتحدة مرحلة جديدة من احتلالها للعراق مع وصول بول بريمر الذي عينه الرئيس الاميركي جورج بوش موفداً رئاسيا للعراق الى الدوحة امس الاحد ليبدأ مهمة تبدو صعبة وطويلة وتتركز على الاشراف على اعادة اعمار العراق وبناء نظام ديموقراطي. وفي ذات الوقت قالت الولايات المتحدة انه سيتم حل الحرس الجمهوري وان وحدات قاتلت ضد القوات الامريكية قد يتم استيعابها في جيش عراقي جديد اقل حجماً من السابق..
وذكرت مصادر قريبة من السفارة الاميركية في قطر ان الدوحة هي المحطة الاولى في زيارة بريمر للمنطقة التي يرافقه خلالها رئيس اركان الجيوش الاميركية ريتشارد مايرز ورئيس مكتب اعادة الاعمار في العراق جاي غارنر.
وبعد الدوحة سيتوجه بريمر الى الكويت والعراق.وبعد شهر من سقوط نظام صدام حسين يصل بريمر (61 عاما) الى المنطقة ليكون «الحاكم» الحقيقي الجديد للعراق.
واكد البيت الابيض ان هذا الدبلوماسي السابق المتخصص بمكافحة الارهاب والازمات وتربطه علاقات صداقة متينة مع الجمهوريين سيكون «المبعوث الخاص لقوات التحالف في العراق».
واوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) كريس ايسليبان بريمر: «سيكون على رأس القيادة» في العراق وفي منصب اعلى من جاي غارنررئيس مكتب اعادة الاعمار والمساعدة الانسانية في العراق. الذي سيبقى مكلفا عملية اعادة الاعمار والبنى التحتية والمسائل الانسانية على الارض».
وقالت الادارة الاميركية ان بريمر سيشرف ايضا على عمل المبعوث الخاص لبوش لأفغانستان والعراق زلماي خليل زاد الذي سيبقى مكلفا الاتصالات مع العراقيين المرشحين لتشكيل حكومة بعد انتهاء مدة الادارة الموقتة.
ولخص البيت الابيض مهام بريمر عند اعلان تعيينه الثلاثاء بالقول انه: «سيشرف بصفته موفداً رئاسيا على جهود اعادة الاعمار التي تقوم بها قوات التحالف والعملية التي تهدف الى السماح للشعب العراقي ببناء المؤسسات والهيئات الحكومية التي ستتولى قيادته في المستقبل».
وبتعيينها رجلا امضى الجزء الاكبر من حياته المهنية في العمل الدبلوماسي تعترف واشنطن بأن وجود مدني بدلاً من ضابط سابق. سيلقى قبولا اكبر من قبل العراقيين والدول التي يمكنها تقديم المساعدة في عملية اعادة اعمار العراق.
لكن هذه المبادرة محدودة لان بريمر المعروف بصرامته وصراحته من القريبين للمحافظين الجدد في البنتاغون ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد.واوضحت الرئاسة الاميركية ان بريمر «سيخضع للسلطة المباشرة» لرامسفيلد.
واكد بوش من جهته ان «بريمر رجل محنك ويدير بشكل جيد المهام التي يكلف بها ويؤيد القيم نفسها التي يدعمها الاميركيون وتتلخص برغبتنا العميقة في احلال النظام في بلد حر يعيش بسلام ويمكن لاي مواطن فيه ان يحقق احلامه».
وقد اعترف رامسفيلد الجمعة بأن عملية اعادة اعمار العراق واحلال الحرية ستكون صعبة.
واضاف: «نحتاج الى الوقت والصبر.. عملية الانتقال من نظام الاستبداد والقمع الى نظام اكثر حرية بالغة الصعوبة».
وتابع ان الولايات المتحدة مستعدة للبقاء اكثر من عام في العراق «والابقاء على قوات فيه طالما احتاج الامر الى ذلك لاقامة وسط آمن». وقد رافق بريمر في الطائرة التي نقلته الى الدوحة حيث اعلن للصحفيين خلال الرحلة ان الحرس الجمهوري التابع للرئيس العراقي السابق صدام حسين سيحل ولن يلعب اي دور في مرحلة ما بعد الحرب.وقال: بالنسبة للحرس الجمهوري والوحدات الخاصة الاخرى: «هذه الوحدات سوف تختفي».واوضح ان حجم الجيش العراقي سيكون اقل مما كان عليه في عهد صدام حسين ولكنه سيكون مع ذلك مهما من اجل الدفاع عن البلاد ضد التهديدات الخارجية.
واشار الى ان بعض عناصر الجيش العراقي النظامي الذين قاتلوا القوات التي قادتها الولايات المتحدة قد ينضمون الى الجيش الجديد.
وتابع قائلا: ان قسما من سلاح الجو العراقي سيعاد تشكيله مشيرا من جهة اخرى الى ان البلاد بحاجة الى خفر سواحل للقيام بدوريات في المياه الاقليمية.
|