* الطائف هيفاء الهلالي:
خلق الله سبحانه وتعالى الرجل والمرأة وحباهما بالكثير من النعم، وقدر لهما قدرات جسدية وعقلية ونفسية تتناسب ودور كل منهما في الحياة .. فوهب للرجل القوامة والساعد القوي على احتواء المتاعب وتذليل الصعوبات في وجه الأنثى كجزء لا يتجزأ منه مقابل تهيئتها للسكن وملئه بالهدوء والسكينة والقيام برعاية الأطفال، ومع تغيير الإيقاع العصري الجديد وخروج المرأة للعمل وازدياد المهام أصبحت الأدوار متشابكة والمهام مختلطة والامتزاج ضروري لتوفير المنزل المناسب للأسرة الحديثة .. ولعل الطفرة المادية في رواتب النساء العاملات وتفوقها في بعض الحالات على رواتب بعض الرجال قد أدخل العلاقة الزوجية في مسار مغاير نوعاً ما لما كان مألوفاً في السابق الأمر الذي قد يؤثر في بعض الحالات على هدوء واستقرار الأسرة مما أفرز بعض الظواهر التي أثرت على الشكل الحقيقي لدور الرجل والمرأة.
هنا نقدم صوراً لهذا الاختلال ان صح التعبير وبالتركيز على ما قد يسمى بدلال الأزواج وإمعانهم في طلب الرعاية والخدمة المضاعفة من زوجاتهم، كما نقدم آراء عدد من المتخصصين حول هذه الظاهرة.
يطلب الدلال ولا يدلل
تسرد لنا أم «عبدالإله» .. معاناتها إذا مرض أو تمارض زوجها.. قائلة: لقد بت أكره التغيير المفاجئ الذي يطرأ بين تعاقب الفصول حيث تتناوب حالات المرض الجميع في أسرتنا وخارجها.. وكل هذه الأمور تهون إلى أن تصل لزوجي حيث تصبح المصيبة أعظم.. فإذا مرض زوجي.. فأنا في حالة استنفار وتأهب بكل وسائل الرعاية والعناية والكلام الحلو الرقيق حتى لو كنت أعاني مثله من المرض.. فهو يرفض بعدي عنه ولو دقيقة .. ولا يكتفي بتقديم الطعام وجرعات الدواء له بل ببقائي بجانبه.. ونظراً لانشغالي بأطفالي وواجباتي تجاههم واستذكار دروسهم والتحضير للمدرسة وطبخ الطعام الخاص به فترة مرضه أجد الأمر صعبا فهو لا يتنازل عن شيء ويرفض ان أنام وهو يقظ خوفاً من احتياجه للدواء أو لكأس ماء ولا يجد من يجلبه له مع العلم بأن حالته لا تستدعي ذلك ويستطيع خدمة نفسه على الأقل فترة نومي ليلاً مما أرهقني كثيراً.. فهو يريدني أن أضبط المنبه على وقت دوائه حتى لو كان منتصف الليل لكي أعطيه الدواء مع عبارات رقيقة وقياس درجة حرارته وتغطيته.. ولا يخفى على الجميع بأني من شدة التعب لا أستطيع تغطية نفسي ولا آخذ كفايتي من النوم وأذهب للمدرسة لأنام بين مكاتب المعلمات أثناء حصص الفراغ التي يفترض استثمارها في تصحيح دفاتر الطالبات والتحضير النفسي للدرس مما أحرجني أمام إدارة المدرسة. وعندما أناقشه يتحجج بان الدين أوجب رعاية الزوج وان رضا الزوج سبب لدخول الجنة وان المرأة لا بد ان ترعى زوجها مع العلم انه لا يمارس هذا معي ولو من باب الدين حسب رأيه وعندما أطلب منه القليل من الرعاية أو غض الطرف قليلاً عن بعض الأشياء فترة مرضي أو تقديم اليسير من الرعاية يضحك ويعتبر ذلك تنقيصاً من رجولته كما انه يتمارض كثيراً وهذا الأمر بدأ يشعرني بالاضطهاد ويوسع الفجوة بيني وبينه.
معدة الرجل وقلبه
تحكي «أم يارا» حكاية ألف ليلة وليلة التي بدأتها منذ الوهلة الأولى من زواجها .. حيث بدأت بتطبيق الوصايا التي سمعتها من والدتها عن حق الزوج وكيف تتقرب الزوجة لقلبه. وكان من ضمن تلك الوصايا التي تجرعت الويلات من تطبيقها هي الاهتمام بمأكله ومشربه حيث تفننت بعرض كل ما تعلمته من أمها وكتب الطبخ لإسكات جوع زوجها. واستمر الأمر عادياً إلى أن أنجبت وبدأت مسؤوليات الأطفال تزداد فما كان منه إلا إرغامها على التفنن بطبخ الجديد والتنوع المتواصل في الأكل وعدم أكل المتبقي من طعام اليوم السابق بل ويطلب عمل صنف من الحلويات يومياً ولا يكتفي بالفاكهة كحل بديل ولا يتنازل عن ذلك حتى أثناء السفر إلى أماكن أخرى كتغيير بل يلزمها بذلك ويصر على استئجار شقة مفروشة بدل الفندق لتتمكن من طبخ الطعام معللاً بأنه يحب ان يأكل من صنع يديها وعندما تحاول إقناعه بتناول ولو وجبة واحدة بالشهر من المطعم يتهمها بأنها لم تعد تحبه وان هناك من يقوم بتحريضها عليه..مما أنهكها وجعلها تندم فيه على ذلك اليوم الذي فتحت فيه كتاب طبخ حتى انه يقارن نفسه بضيوفها وماذا طبخت لهم وماذا زادت وابتكرت من أجلهم.
وتضيف في هذا الصدد «أم حنين» التي تعاني من الطبخ حتى لوجبة العشاء التي طالما جاهدت في إقناعه بأهمية النوم خفيفاً أو تناول الفاكهة أو الخبز والجبن والبيض وغيرها من الأكلات البسيطة مقارنة بالدسم الذي يصر على تناوله ليلياً، وذات ليلة اضطررت لعدم تقديم العشاء مطبوخاً داسماً كما يريد دائماً حفظها في نفسه ولا زال يعيرني ويذكرني كدليل على إهمالي وتقصيري.
أما «أم بدر» فهي لا تجد فرصتها الكافية لتأكل حتى أثناء حملها وكثيراً ما عانت من فقر الدم والكثير من المشاكل الصحية لأن وجبة الطعام تتوزع بين لقمة لها والعشرات في فم زوجها وأطفالها حيث تقوم بإطعامهم بيديها ولعل عدم قدرة بعض الأطفال تناول الوجبة كما ينبغي يوجد لهم العذر ولكن الزوج الذي يقارن نفسه بأطفاله ما عذره وهو رجل بالغ يستطيع الاعتماد على نفسه؟.. وتواصل لكي لا يتهمها أحد بالمبالغة فهي لا تطعمه كل طعامه بل تقطع له اللحم أو الدجاج وتمزج له السلطة مع الأرز فلا يكون عليه سوى تناول الباقي بمفرده وعندما تنشغل بإطعام الصغار يلفت انتباهها بقوله .. لنا الله .. وغيرها من العبارات لجذب انتباهها له مرة أخرى .. مما يفقدها شهيتها.
أناقة وسكرتاريا
تمتزج الضحكات اليائسة بعبارات «أم وليد» التي تسرد حكايتها لنا مع أناقة زوجها الفذة حيث يرفض تكرار لبس الثوب مرتين حتى ولو كان نظيفاً وإلزامها بغسل وكي كل ثيابه دفعة واحدة والويل لها ان أهملت قليلاً كي الغترة ولم تكن كالقالب على حد تعبيره مع العلم أنها تعاني من لين في العظام وكي ثيابه يرهقها مما يجعلها تلجأ للخادمة التي لو رآها تكوي له أي شيء يقيم الدنيا ولا يقعدها ويتهمها بالإهمال وانها هي الزوجة لا الخادمة رغم إجادة الخادمة لعملها.
أما «أم عهود» التي دفعت كل راتبها ثمنا للعود وهو نوع من العطور الشرقية تروي لنا بأن زوجها يستحسن رائحة دهن العود وهذا أمر عادي لدى جميع الناس لما للعود من رائحة جميلة لكنه يختلف عن غيره بأنه يطلب منها شخصياً أن تطيبه رغم منع الأطباء لها بالابتعاد عن البخور لانه يضر صدرها حيث تقوم يومياً بجلب البخور ودهن العود لتطيبه وسط سعالها الشديد وتعليقاته الضاحكة بأنها تتدلل وعندما تنسى ذلك أو ينتهي البخور من المنزل يعاتبها لعدم شرائها للطيب وان الزوجة المحبة لا بد أن تهتم بكل صغيرة وكبيرة تهم زوجها مما دفعها بتجنب الحاحه بوضع ميزانية من راتبها لشراء ما يحبه من تلك العطور.
لا أعيب مشاركة زوجي الصغيرة والكبيرة من اهتماماته: تستهل حديثها «أم نايف» بتلك العبارات وتضيف: ولكني أعيب عليه عدم مراعاة انشغالي بمسؤولياتي فزوجي مدرس ولديه من الأعباء ما يوازي أعبائي كمعلمة حيث يطلب مني تصحيح دفاتر طلابه وقراءة التعميمات الخاصة بوضع الأسئلة من الكمبيوتر لتذكيره ولتنشيط ذاكرته على حد قوله مع ضرورة ترتيب أوراقه ومواعيده وتخزينها في الكمبيوتر، وطبع أسئلة الاختبارات التجريبية وتصويرها وترتيبها وفقا لعدد تلاميذه. وإن صدف ان مرضت يتنازل فقط عن مساعدته ولكن لا يتنازل عن ذهابي للفراش وهو ما زال يقظاً متحججاً بحبه لي وانه يستأنس بوجودي معه بينما يذهب لفراشه ليالي كثيرة ويتركني وراءه أنهي أعماله.
نفسية الرجل والمرأة
يؤكد استشاري الطب النفسي ومدير الخدمات الطبية بمستشفى الصحة النفسية بمحافظة الطائف الدكتور مصطفى عبدالحميد عودة انه لا يوجد اختلاف جوهري بين نفسية الرجل والمرأة، فما ينطبق على الرجل ينطبق أيضا على المرأة حيث ان الحياة النفسية تشمل ثلاثة عناصر رئيسية هي التفكير والعاطفة والسلوك ففي مجال التفكير لا تختلف المرأة عن الرجل فيما يتعلق بالقدرات المعرفية والذكائية باستثناء بعض الاختلافات البسيطة فالمرأة مثلا أكثر ميلا ومهارة في القدرات اللغوية والتعبيرية بعكس الرجل الذي يتميز عن المرأة في القدرات الحسابية والرياضيات بشكل عام، كما ان المرأة تميل إلى الخيال وأحلام اليقظة أكثر من الرجل الذي هو أكثر واقعية منها.
أما الأستاذ عبدالرحمن الشهري المشرف التربوي بوحدة الخدمات الإرشادية في إدارة تعليم البنات بمحافظة الطائف فقد أكد ان هناك اختلافاً واسعاً بين الرجل والمرأة في أن الرجل له ناحية فسيولوجية ومسؤوليات تختلف تركيباتها عن المرأة وهناك عدة دراسات تشير إلى ذلك.
ويؤيده الأخصائي الاجتماعي الأستاذ رجاالله الثبيتي حيث يرى الاختلاف بسبب التكوين العضوي لكل منهما، فالرجل ليس كالمرأة في درجة تحمله وصلابته وشدته فالرجل ليس كالمرأة في الوظائف العضوية حيث تختلف وظائف كل منهما عن الآخر وبالتالي ليس هناك غرابة في وجود اختلافات نفسية، كما أن المرأة توصف في الغالب بأنها عاطفية وحساسة وتفكر بقلبها نظراً لطبيعة تكوينها الرقيق وحاجتها إلى الحماية والاحتواء بينما الرجل يوصف بأنه عقلاني ولا يعطي للأمور العاطفية نفس الأهمية التي تعطيها المرأة.
أما مدير الشؤون الثقافية بإدارة التعليم الأستاذ محمد بن صالح الداود فيرى أن النفسيات تختلف حتى بين الرجل والرجل فالأمر يعتمد على البيئة التي نشأ فيها الفرد فمثلا رجل نشأ في البادية يختلف عن رجل في المدن ورجل نشأ في دولة متقدمة. يختلف عن رجل نشأ في دولة غير متقدمة وكذلك تتأثر نفسية الرجل والمرأة بأسلوب التربية التي حصلا عليها، ونفسية الرجل تختلف عن نفسية المرأة في عدة نواحي منها عملية التفكير وقراءة المستقبل وتقدير الأمور الحالية والمستقبلية وفي السمات الشخصية ولعل من أهم الاختلافات بينهما هي أن المرأة أكثر استجابة للمؤثرات والاضطرابات النفسية والجسمية والعصبية من الرجل..
ويعزو الأستاذ خالد المؤيد المحاضر في كلية المعلمين اختلاف شخصية المرأة وطباعها إلى مرورها بدورة الطمث كل شهر فتتغير نفسيتها وحالتها الصحية، فالتعامل مع المرأة أمر هام وحساس وعليه يبني نجاح الحياة الزوجية أو فشلها لا قدر الله فهي تحتاج إلى معاملة رقيقة وعاطفية ممزوجة بالحب والحنان والثناء عليها والتغزل في جمالها بسماعها عبارات تشعرها بأنوثتها.
بينما يرى الأخصائي النفسي والمشرف العام على إدارة الصحة النفسية والاجتماعية الأستاذ سعد عويض العتيبي ان المرأة بحكم ظروفها الاجتماعية ووضعها الأنثوي ومعاناتها من تشعب أدوارها الحياتية أكثر من الرجل استجابة للهموم والمؤثرات والاضطرابات النفسية الجسمية «السيكوسوماتيه» أو الاضطرابات النفسية العصابية..
ويوافقه الرأي الأخصائي الاجتماعي خالد علي راجح في ان الله جعل لكل منهما دور يتناسب وتكوينه فأفكار الرجل تنصب على العمل والنشاط والإنتاج وأفكار المرأة تنصب على تنشئة الأطفال والعطاء العاطفي.
آثار تطور الحياة
يؤكد الدكتور مصطفى عودة ان تطور الحياة العصرية له تأثير كبير على كلا الجنسين فأنماط الحياة القديمة في الريف والبادية تغيرت الآن بشكل جذري ولا شك ان دخول الكهرباء والسيارة والطائرة والكمبيوتر والتليفون والإنترنت قد غيرت كثيراً من أنماط السلوك القديمة فصار اهتمام المجتمع رجاله ونساؤه ينصب على توفير هذه الأشياء العصرية، وصارت قيمة الحياة الفردية مرتبطة إلى حد كبير بمدى مقدرة الإنسان في الحصول على هذه الأشياء، فالعلاقات الإنسانية عند الرجل والمرأة صار يشوبها العنصر المادي البحت أكثر من العنصر الروحي والأخلاقي والعاطفة المرهفة.
ويدعم الأستاذ سعد العتيبي رأي الدكتور مصطفى مع إضافة انه لا بد للرجل والمرأة من الاستعداد الوقائي والتفاهم وتحكيم العقل من أجل رؤيا واضحة مشتركة بينهما.
ويعلل الأستاذ رجا الله الثبيتي في أن أدوار الزوجين تداخلت فأصبحت البيوت وللأسف الشديد تدار من خلال الخادمات والمربيات فأصبحت المرأة تعمل في معظم المجالات وأصبح لها دخلها الثابت واستقلاليتها وهذا أثر على دورها داخل الأسرة وأثر على علاقتها بالرجل.
آراء مختصرة
دلال الزوج هروب من مسؤولياته «يواصل الأستاذ عبدالرحمن» فتجده يحتال على المرأة وهو ما يسمى في علم النفسي «الحيل الدفاعية» فيتقمص شخصية المحتاج لدلال زوجته حتى يتحصل ذلك من الزوجة دون النظر إلى مسؤوليته فالرجل له واجبات وحقوق والمرأة أيضاً وحينما يدركا ذلك تسير عجلة الحياة على نمط الحياة الطبيعية وإذا اختل أحد الطرفين فيكون هناك انحرف عن المسار الطبيعي وبالتالي يكون دائماً الضحية هم الأبناء وأرى بأن هذا الأمر إذا تفشى فإنها تصبح مشكلة تحتاج إلى دراسة وتشخيص وعلاج.
واتفق كل من الاستاذين العتيبي والداود بقولهما أن التدليل آفة سواء للرجل أو للمرأة والمتعارف عليه أن الرجل هو الذي يدلل المرأة فقد يوجل رجل حرم من حنان الأم أو من حنان الوالدين معاً فهو في هذه الحالة يبحث لدى الزوجة ما فقده في طفولته فقد يجده وقد لا يجده فإن وجده استمرت الحياة الزوجية وإن لم يجده توقفت الحياة الزوجية وإذا دلل الرجل فهذا سوف ينعكس سلباً على الأولاد اذا زاد الشيء عن حده وتكون النتائج عكسية في كل أمور الحياة ولعل تربيتنا لأبنائنا هي من أسباب بحث الرجل عن الدلال لدى زوجته فإن لم نوفر لأبنائنا كل شيء ولم نعلمهم الاعتماد على النفس ولم نعلمهم تحمل المسؤولية منذ الصغر فسوف ينشئون معتمدين على الغير في معظم أمرهم إن لم يكونوا كلياً وعندما يتزوجون يلقون بالكثير من المسؤوليات على زوجاتهم وهذا يؤثر غالباً على استمرار الحياة الزوجية.
ويضيف الأستاذ راجح أن دلال الزوج المبالغ فيه يدل على عدم النضج وعدم الوعي بأهمية التعاون والمشاركة بين الزوجين.
أما الأستاذ المؤيد فيرى أن المرأة بحاجة إلى دلال الزوج والتغزل في جمالها والثناء على ما تقوم به والرجل بحاجة إلى دلال دون أنانية يتمثل في الوقوف معه جنباً إلى جنب وتوفير الجو المناسب لراحته والتزين له وإعداد ما يحبه وحب ما يحبه فالرجل يحتاج إلى السكن والمودة والرحمة.
* يلخص الأستاذ الثبيتي النقاش بقول الله عزل وجل {وّمٌنً آيّاتٌهٌ أّنً خّلّقّ لّكٍم مٌَنً أّنفٍسٌكٍمً أّزًوّاجْا لٌَتّسًكٍنٍوا إلّيًهّا وّجّعّلّ بّيًنّكٍم مَّوّدَّةْ وّرّحًمّةْ إنَّ فٌي ذّلٌكّ لآيّاتُ لٌَقّوًمُ يّتّفّكَّرٍونّ} .. أما أن يتحول دلال الرجل إلى ابتزاز وايذاء للمرأة ولمشاعرها وارهاقها من الناحية المادية والنفسية والجسدية بكثرة الطلبات ومعاملتها على أساس أنها خلقت من أجل الخدمة وتوفير كل المتطلبات دون اعتراض فهذا هو الأمر المرفوض تماماً. فالمرأة لها خصوصيتها من الناحية المادية ولها كامل الحقوق في الراحة والهدوء والاستقرار النفسي والاجتماعي، ومن يتعامل مع المرأة على أساس أنها متاع وأنها مجردة من المشاعر والعواطف فلن يجني غير التعاسة والتعب فإذا أردت أن تستحوذ على المرأة وعلى عقلها وعلى عواطفها فلا تبخل عليها بالحب والحنان وكن معها رجلاً في أخلاقك وسلوكك وتصرفاتك تكن معك أنثى في رقتها وعذوبتها وفي عطائها لك بلا حدود.
* تختم أستاذة علم النفس زينب المؤيد النقاش بالاشارة إلي أن ديننا الإسلامي أكد أن دور المرأة عظيم تجاه الرجل ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يقول «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» ولنا في السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أصدق مثال فقد كانت نِعم الزوجة والأم والأخت لزوجها محمد عليه الصلاة والسالم.
|