المشاركون
الأستاذ الدكتور قاسم بن عثمان القصبي
وكيل وزارة الصحة للشئون التنفيذية
***
الدكتوريعقوب المزروع
وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي
***
الأستاذ الدكتور سليمان الماجد
استشاري وأستاذ الأمراض الباطنية والصدرية
المدير الطبي بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
***
الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الزير
استشاري وأستاذ الأمراض الصدرية والعناية المركزة
رئيس وحدة العناية المركزة بكلية الطب بجامعة الملك سعود
***
سعادة الأستاذ عبدالرحمن العييد
مدير عام مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.
الالتهاب التنفسي الحاد اللانمطي «سارس»
من دون سابق إنذار داهم مرض الالتهاب الرئوي الحاد اللا نمطي «سارس» العالم وبدأ ينتقل من بلد لآخر معلنا تحديه لأي إجراء طبي قد يحد من انتقاله، وبالمقابل هب العالم بأكمله معلنا حالة الاستنفار والطوارىء محاولة لمكافحته بالقضاء عليه أو بالحد من انتشاره تارة، وبمنع انتقال من يحملون هذا الفيروس أو من يشتبه بحملهم له وتارة أخرى كما قامت العديد من الدول بإجراء التجارب وفتح المزيد من المختبرات الطبية محاولة لكشف اللغز الذي يتوارى خلفه هذا المرض رغبة ولو في الحد من انتشاره.. ولكن حتى يومنا هذا لم يثبت أن هناك دولة تمكنت من إحراز أي تقدم إيجابي يذكر في هذا المجال غير أن الدراسات والبحوث لازالت جارية للوقوف بحزم ضد «سارس» الذي لا يعترف بحدود دول ولا باتفاقيات ولا بجنس دون آخر فهو ينتقل بواسطة الهواء ويبث سمومه مع كل مسافر وخصوصا من الدول الموبوءة به مهددا الجميع دون استثناء. ولأهمية هذا الموضوع فقد شارك مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالتعاون مع وزارة الصحة في جهود التوعوية والتثقيف الصحي ومن هذه الجهود التي قام بها المركز إجراء هذا الحوار مع أطباء متخصصين بمعرفة ومكافحة هذا المرض والتقاء مسئولي وزارة الصحة للتعرف عما تم اتخاذه من قبلهم من تدابير حول منع انتشار هذا المرض أو وصوله لبلادنا حمى الله الجميع من كل مكروه.
وزارة الصحة وتشديد الاحترازات
أعلنت وزارة الصحة أنها اتخذت الإجراءات الكفيلة بمنع القادمين من الدول الأكثر تضررا بمرض الإلتهاب الرئوي الحاد «سارس» بدخول المملكة وتم اتخاذ كافة الاحتياطات الاحترازية المشددة نحو كافة السبل التي تجعل هذا المرض يتسلل إلى المملكة وهي الإجراءات الأمثل للحيلولة دون دخوله بإذن الله. وتجري وزارة الصحة السعودية الاتصالات المباشرة عبر الساعة مع منظمة الصحة العالمية في القاهرة وجنيف للوقوف على تطورات المرض أولا بأول، كما أوجدت المملكة مراكز متخصصة للكشف والتأكد من كل مشتبه باصابته بالمرض في كافة المنافذ الحدودية والمطارات، ويمكن تطبيق الحجر الصحي على كل من يشتبه إصابته بهذا المرض لمدة «72» ساعة.
وقد أعلنت الجهات المسئولة بالمملكة خلوها من أي حالات إصابة بهذا المرض، ومنذ أن بدأ هذا المرض بالانتشار سعت وزارة الصحة باتخاذ التدابير التي تقي بإذن الله من وصوله للمملكة وركزت على المحاجر الصحية في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، كما قامت الوزارة باتخاذ إجراءات الحذر والحيطة من الدول التي انتشر بها المرض وشكلت مع وزارة التجارة و الصناعة جبهة قوية للوقوف بحزم ضد أي اختراقات صحية، كما قامت وزارة الصحة باستنفار تام في كافة قطاعاتها بالمناطق والمحافظات للكشف عن أي حالة اشتباه كما أوجدت عبر موقعها على شبكة الإنترنت كافة المعلومات الاحترازية والاحتياطية ليتمكن الباحثون والمختصون من التعرف على مستجدات المرض أولا بأول، كما فتحت وزارة الصحة العديد من قنوات الاتصال مع المنظمات العالمية وخصوصا ومنظمة الصحة العالمية لمعرفة أي مستجدات حول هذا المرض.
د. القصبي والعزل الصحي
أوضح وكيل وزارة الصحة للشئون التنفيذية الأستاذ الدكتور قاسم بن عثمان القصبي أنه فور حدوث مرض متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» شكلت الوزارة لجنة مركزية لمتابعة الاستعدادات والتحسب لمنع وفادة ومكافحة متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الشديد، وتجتمع هذه اللجنة ثلاث مرات أسبوعيا ومهامها الإطلاع ومناقشة آخر المستجدات الوبائية للمرض وإصدار التوجيهات اللازمة فيما يخص منع وفادة هذا المرض للمملكة وتوفير جميع الاحتياجات المطلوبة ومتابعة تنفيذ توجيهات الوزارة التي تنفذ من قبل مديريات الشئون الصحية بالمناطق.
إجراءات احترازية
لمنع وفادة المرض
- متابعة المستجدات الوبائية للمرض أولا بأول من خلال مواقع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة على شبكة الإنترنت.
- إعداد مادة علمية عن المرض وتعميمها على كافة مناطق المملكة تضمنت نبذة عن المرض والأعراض وطرق الانتقال وفترة الحضانة والتدابير العلاجية والاحتياطات اللازمة داخل المستشفيات والاحتياطات الاحترازية العامة الواجب اتخاذها وكيفية التعامل مع الحالة المشتبهة مع التنبيه بمتابعة الوضع والإبلاغ الفوري عن أي حالة مشتبهة.
- منع القادمين من الدول الأكثر تأثرا بالمرض لحين انحصار المرض. حث المواطنين والمقيمين بعدم السفر إلى المناطق الأكثر تأثرا بالمرض.
- مناظرة القادمين من الدول التي ظهر فيها المرض للاكتشاف المبكر للحالات ومتابعتهم يوميا ولمدة عشرة أيام من دخولهم المملكة.
- قيام العاملين الصحيين بمنافذ الدخول بتوعية كافة المسافرين عن المرض وحثهم للسعي للعلاج بمجرد الشعور بالأعراض.
- توجيه العاملين بالمراقبة الصحية بالمطارات وكذلك بالجوازات والجمارك بلبس الكمامات والقفازات عند التعامل مع القادمين من هذه الدول.
- تمت الكتابة إلى المسئولين بالطيران المدني والخطوط الجوية السعودية بالإجراءات الواجب اتخاذها للقادمين من المناطق الأكثر تأثرا بالمرض حسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
توعية صحية عامة
للمواطنين والمقيمين
بهذا الخصوص يقول الدكتور القصبي: إن الوزارة قامت بنشر معلومات عن المرض وعن الإجراءات العامة التي يجب أن تتخذ للوقاية من هذا المرض وعن قرار منع القادمين من الدول الأكثر تأثرا بالمرض، وعن متابعة القادمين من أي دولة سجلت بها حالات للمرض وذلك عبر الصحف والإذاعة والتلفزيون، كما تصدر الوزارة بياناً صحفياً أيام السبت والاثنين والأربعاء من كل أسبوع عن آخر المستجدات الوبائية عن المرض. إضافة إلى ذلك فقد قامت الوزارة بتوزيع كمية من المطويات على المراكز الصحية والمدارس والمطارات تتضمن التعريف عن المرض وطرق الوقاية منه. كما تم القيام بعدد من اللقاءات العلمية عن المرض كان آخرها اللقاء العلمي الذي تم بمركز الأمير سلمان الاجتماعي يوم الثلاثاء 5/3/1424هـ للتوعية عن المرض وطرق الوقاية منه.
سارس حتى 7/3/1424هـ
يضيف الدكتور القصبي: وبالنسبة إلى ما وصل اليه عدد المصابين بهذا المرض، فعالميا بلغ عدد الحالات الإجمالية للمرض «6903» حالة منها حالة وفاة، وسجلت أغلب الحالات المرضية والوفيات في كل من الصين وهونغ كونغ و تايوان. أما محليا فأكد القصبي أنه لم تسجل أي حالة مشتبهة في المملكة حتى تاريخه بفضل الله.
احترازات على المنافذ
وبالنسبة للمنافذ الحدودية فقد أكد القصبي أنه يتم إجراء عملية مناظرة للقادمين من الدول الأخرى التي ظهر بها حالات المرض بما في ذلك كندا للتأكد من سلامة القادمين منها ومتابعتهم يوميا لمدة عشرة أيام من دخولهم المملكة وهي فترة حضانة المرض بالإضافة إلى تخصيص غرف للعزل في المستشفيات الرئيسية بكل منطقة لاستقبال أي حالة مشتبه بها، بهذا الخصوص دعا الدكتور القصبي وسائل الإعلام والمراسلين والصحفيين إلى ضرورة أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الاجتهاد عن الحديث عن المرض حتى لا يتسببوا في إثارة الهلع والبلبلة لدى العامة.
ما حقيقة هذا المرض؟!
وقد التقينا المدير الطبي بالمركز الأستاذ الدكتور سليمان الماجد وسألناه عن مرض الإلتهاب الرئوي الحاد اللا نمطي«سارس» الذي هو حديث الناس هذه الأيام وطلبنا منه إعطاءنا تعريفاً مفصلاً عن هذا المرض ؟
فقال: متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد اللامنطي «سارس» مرض جديد لم يكن معروفاً من قبل حتى اكتشفت حالات منه في بعض دول شرق آسيا وانتشر بشكل وبائي في عدد من دول العالم، أن مرض الالتهاب الرئوي الشديد الحاد اللا نمطي «سارس» فيروس جديد أطلق عليه اسم سارس SARS VIRUS وهو مجموعة من فيروسات كورونافيروس Coronavirus وظهر في الصين بداية العام المنصرم، وهو مرض فيروسي حاد ينتشر بسرعة وفي فترة قصيرة بواسطة الرذاذ وسوائل الجسم، وغالبا ما يكون انتقال العدوى مرتبط بحركة السفر العالمي إلى البلدان الموبوءة بهذا المرض، وارتفاع درجة الحرارة والرعشة والسعال وضيق التنفس من أعراض الإصابة بهذا المرض.
ويعتقد أن مرض وباء الإلتهاب الرئوي الشديد الحاد Sever Acute Respiratory Syndrome ظهرت أعراضه في الصين شهر أكتوبر عام 2002م، ولكن لم يبلغ عنه إلا حديثاً وقد اكتشفه طبيب ومات بنفس المرض إلى أن تم الإعلان على أكثر من 3700 مصاب. وحضانة هذا المرض من يومين إلى سبعة أيام وقد تصل إلى عشرة أيام، ولوحظ أن الإصابة بهذا المرض لدى الكبار ما بين 25 إلى 70 سنة، وقد يصيب الصغار فقد شوهدت حالات من عمرهم أقل من 15 سنة.
خطوات الوقاية..
وفرق الالتهابين
ما هي الخطوات لمن تعرض لهذا المرض ومن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به، وما الفرق بينه وبين الإلتهاب الرئوي النمطي ؟
إذا لم يظهر لديه أعراض في العشرة الأيام الأولى فلا يحتاج إلى عزل.أما إذا ظهر لديه حرارة أكثر من 38 درجة مئوية مع سعال وأعراضه لاتماثل الإلتهاب الرئوي الحاد يعزل لمدة 72 ساعة وإذا ظهرت أعراض أخرى يعزل لمدة 10 أيام.
وفي حالة كون الأعراض مماثلة للإلتهاب الرئوي الحاد يعزل لمدة عشرة أيام إلى تحسن الحرارة والسعال، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم المسافرون أو المقيمون في بعض دول قارة آسيا وكذلك الأشخاص الذين هم على تماس مباشر مع شخص مصاب مثل العاملين في الرعاية الصحية أو الذين يعيشون في نفس السكن مع شخص مصاب، والخطوات التي يمكن أن يقوم بها من تعرض لهذا المرض أو يعتقد أنه مصاب بهذا المرض، إذا أصيب بحمى وارتفعت درجة حرارة الجسم لأكثر من 38 درجة مئوية وبدأ الشخص يسعل او يشعر بصعوبة في التنفس فعليه المبادرة فوراً بمراجعة الطبيب، وإخبار المسؤولين بأية رحلات قام بها مؤخراً للمناطق أو الدول الموبوءة بالمرض، وإذا حصل وكان على تماس قريب أو مباشر مع شخص لديه مرض.
والالتهاب الرئوي النمطي سببه غالباً بكتريا مثل المكورات العنقودية أما الإلتهاب الرئوي اللانمطي سببه غالباً فيروسات مثل فيروس الإنفلونزا وفيروس الأدينو وكذلك بكتريا مثل الكلاميديا والميكوبالزما ومسببات أخرى، أما اللانمطي فيسببه فيروس سارس المكتشف حالياً.
أهمية الفحوصات الطبية
وبالنسبة للإجراءات الوقائية من المرض والفحوصات الطبية التي يمكن أن تتخذ لكشف المرض سألنا الدكتور يعقوب المزروع وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي:
- ماهي الفحوصات الطبية التي يمكن للمريض إجراؤها؟
لا يوجد علاج نوعي أو لقاح واقي ضد المرض إلى الآن ولا يؤدي استعمال المضادات الحيوية إلى تحسن سريري، أما العناية الداعمة الجيدة والتي تقوم على المعالجة المركزة فقد أدت إلى تحسن سريري ملحوظ كما أدى استعمال المضاد للفيروسات «ريبافيرين» مع أو بدون الكورتيزون إلى تحسن سريري ملحوظ في بعض المرضى من ذوي الحالات الحرجة، ولا بد من إجراء الفحوصات المخبرية الاحترازية الدقيقة بمختبرات تطبق معايير الجودة، وهناك وسائل عديدة لفحص المرض بالمختبر كما أن هناك العديد من الفحوصات المصلية وهي PCR , IFA , ELIZA
وعند ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مؤية مع سعال وضيق بالتنفس مع انخفاض الأكسجين بالدم ووجود التهاب بأشعة الصدر وفي حالة كان الشخص قد سافر منذ عشرة أيام إلى البلدان الموبوءة مثل الصين، هونغ كونغ، سنغافورة، فيتنام، أو تعرض الشخص لمريض مصاب منذ عشرة أيام فهنا يعتقد أن الفيروس المسبب من الفيروسات الكرونا والتي أحياناً تسبب إسهالا عند الحيوانات. وهذا الفيروس يعرف عن طريق فحص الدم من خلال RT - PCR أو الفحص عن مضادات الكرونا وكذلك عند فحص براز المصاب.
ولا يوجد الآن تطعيم ضد هذا الفيروس إذا كان السبب فيروس الكرون. فعمل المصل يحتاج إلى وقت، لأنه لابد من زراعة الفيروس ثم قتله وإعطائه للحيوان وينظر هل يفيد هذا المصل وينقذ الحيوان من الإصابة به. والطريقة الحديثة تسمى Molacular Biology .
احتياطات واجب اتخاذها للوقاية من «سارس»
- لبس كمامة واقية جداً من دخول الجزئيات الصغيرة جداً مثل الكمامة المستعملة للوقاية من الدرن من نوع N95 كذلك يجب حماية العيون خاصة الطاقم الطبي عند التعرض لشخص مصاب.
- غسل الأيدي بالماء الحار والصابون ولبس القناع الواقي واستعمال القفازات غير المعقمة والتخلص منها عند الانتهاء من المهمة كذلك مسح الكراسي أو المقابض التي سبق وأن لمسها المصاب بغسل كحولي.
- عند ظهور أعراض مماثلة للمرض يستحسن أن يبقى المريض بالمنزل وعدم التواجد بالأماكن المزدحمة مثل المدارس والمساجد لمدة عشرة أيام بعد ظهور الأعراض خاصة إذا كان الشخص قادما من بلدان موبوءة أو إذا كان في انتظار في مطار بلد موبوء.
- الطائرات القادمة من البلدان الموبوءة يجب استعمال القفازات عند التنظيف والتخلص منها وكذلك غسل الأيدي بالماء الحار والصابون والأجزاء الملموسة مثل الكراسي وطاولات الأكل ومقابض الحمامات تمسح بمادة مضادة للجراثيم.
أعراضه والوقاية منه
كما التقينا الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الزير ليحدثنا عن هذا المرض: فيقول:
أعراض المرض هي ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة تزيد عن 38 درجة مئوية في جميع المرضى مصحوبة بقشعريرة وصداع مع وهن عام. وكثيراً من هؤلاء قد يصحبه في البداية بعض الأعراض التنفسية. ولكن بعد مضي يومين إلى سبعة أيام فإن معظم هؤلاء المرضى يصاحبهم سعال غير مصحوب ببلغم وصعوبة في التنفس مع نقص في أكسجين الدم. وقد بينت الدراسات الأولية بأن 80% من المصابين قد توضح أشعة الصدر بعض التغيرات وهذه ربما تزول خلال الأيام القليلة القادمة ولكن كثيراً من هؤلاء يتماثلون للشفاء بعد حوالي أسبوعين من بداية المرض مع رجوع أشعة الصدر إلى حالتها الطبيعية ولكن الإحصائيات تشير بأن 10 إلى 20% من الحالات ربما تزداد سوءاً ويحتاج إلى دخولهم إلى قسم العناية المركزة بسبب الفشل الرئوي حيث يوضعون تحت جهاز التنفس الاصطناعي. وقد تحث بعض التغيرات في الجسم حيث أن حوالي 70% منهم يحدث له نقص في كريات الدم البيضاء «ليمفوسايت» وحوالي 45% منهم يعانون من نقص في الصفائح الدموية وحوالي 25% منهم قد يصاحبهم ازدياد في إنزيمات الكبد. ولكن عادة لا يحدث تغيير في وظائف القلب والكلى. والمصابون الذين عمل لهم أشعة مقطعية للرئتين قد تبين أن لديهم التهابا رئويا حادا وبالفحص التشريحي لبعض الحالات التي توفيت تبين أن الرئتين محتقنة ومصابة بالتهاب حاد مع وجود خلايا التهابية نشطة مما أدى بالتالي إلى عدم أخذ الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم.
وبعد إجراء كثير من الفحوصات المخبرية فانه تبين الآن أنه ربما يكون المسبب الرئيس لمرض سارس هو فيروس يدعى فيروس كورونا. وهناك عدة أنواع من هذا الفيروس معروفة سلفا منها نوعان يصيب الإنسان ويؤدي إلى أعراض البرد ودائماً هي أعراض خفيفة ويعتقد بأن حوالي 20 إلى 30% من حالات البرد التي نشعر بها دائماً ربما يكون سببها هو هذه الفيروسات ومنها الآخر كذلك الذي يصيب الحيوانات ولكنها تختلف في تركيبتها عن النوعين اللذين يصيبان الإنسان. أما النوع الجديد المسبب لمرض سارس فهو نوع آخر جديد من نوع فصيلة فيروس كورونا، ولكن هذا النوع يختلف تماماً من الناحية الوراثية عن الفيروسات المسببة لأعراض البرد. وهذا النوع يبدو بأنه أكثر شده ويؤدي إلى فشل في الرئتين. هذا ولقد اكتشف حديثاً طرق سريعة لتشخيص المرض في المختبر وهي موجودة في عدة مختبرات عالمية.
سارس خطير وسريع الانتشار
ويقول الدكتور الزير إن مرض سارس يبدو أنه ينتشر بسرعة عن طريق الجهاز التنفسي والرذاذ، خاصة عند العطس أو الكحة حيث تنتشر الفيروسات وتبدو نسبة الانتشار مرتفعة وتصل إلى نسبة عالية عند الناس المقربين من المرضى. وانتشاره أكثر بين هيئة التمريض والأطباء المعالجين وكذلك بين أهالي المرضى. أما المسافرون وخاصة للمناطق الموبوءة فهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض كما أنهم يتسببون في زيادة انتشاره عند سفرهم لمناطق أخرى. ويبدو أن ملامسة الأشياء الملوثة بالفيروس وبعدها ملامسة الفم أو العين أو الخشم ربما تزيد الإصابة بهذا المرض، هذا وقد تبين أن فيروس سارس قد يكون موجوداً في فضلات الأشخاص المصابين بهذا المرض لمدة تتراوح إلى ثلاثة أسابيع من بداية تعرضهم له. لهذا يجب أخذ الحيطة وذلك بغسل اليدين بالماء والصابون، وننصح بوضع كمامة على وجه المريض والناس القريبين منه تفادياً لانتشار المرض. وأشير إلى أن المسافرين إلى المناطق الموبوءة قد يتعرضون للإصابة بالمرض أو نقله لأشخاص آخرين وخاصة زيارة المناطق التي كثر انتشار المرض فيها مثل «جنوب شرق آسيا كالصين وهونغ كونغ وسانغافوره وتايوان وفيتنام وكذلك تورونتو في كندا». والعمل الآن جار في كثير من المختبرات العالمية لإيجاد لقاح ضد هذا الفيروس الجديد، والأمل كبير حيث يوجد لقاح خاص بالحيوانات وبوجود اللقاح سوف يخفف بلا شك كثيراً من انتشار المرض. مرض سارس مرض خطير وسريع الانتشار وعلى جميع الدول والأفراد اتخاذ الحيطة اللازمة واتباع الإرشادات وأن يكون هناك تصور وعمل خطة من جميع الدوائر المسؤولة لمجابهة المرض. وعلى جميع المسافرين والقادمين من جنوب شرقي آسيا أن يفحصوا عند دخولهم إلى البلاد ويراقبوا مراقبة شديدة وخاصة في فترة العشرة أيام الأولى من وصولهم وأن يتجهوا إلى أقرب مستشفى أو عيادة عند شعورهم بارتفاع في الحرارة أو أي أعراض تنفسية أخرى.
دور مركز الحبيب ضد
مرض «سارس»
عن الجهود التي يقوم بها مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي في العديد من المجالات لمكافحة هذا المرض قال الأستاذ/ عبد الرحمن العييد: إن المركز يمثل جزءا من الجهود التي تبذلها الجهات المسئولة ونعمل كل ما فيه سلامة المجتمع للقضاء على مثل هذا المرض، حيث يعتبر المركز من أوائل المراكز الطبية السباقة في التعريف بهذا الوباء منذ بداية ظهوره وذلك من خلال رعايته لبعض البرامج الصحية والتوعوية في إذاعة mbc ومشاركة عدد من الاستشاريين في هذه البرامج منهم الأستاذ الدكتور سليمان الماجد المدير الطبي أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية والباطنية بالمركز كما قام المركز بتشكيل لجنة عمل مكونة من كبار الاستشاريين بالمركز ومسؤولين في الإعلام والنشر والعلاقات العامة للقيام بما يلزم في سبيل التعريف بهذا الوباء والحد منه.
وتتضمن أعمال هذه اللجنة أن قامت بعقد المحاضرات العلمية وتحرير المواد الصحفية والعمل على تعريف منسوبي المركز بهذا الوباء كما يتم التعاون مع الجهات الخارجية. بالإضافة إلى ما يتمتع به المركز ولله الحمد من تجهيزات حديثة تمنع نقل العدوى والفيروسات لا سيما في غرف العمليات الجراحية. كما أن المركز يضم أحدث ما توصلت إليه التقنية في مجال التحليل المخبري.
وبما أن الجهات الطبية هنا في المملكة ومنها المراكز والمستشفيات الخاصة تضم عددا من الاستشاريين والمختصين في التعامل مع هذا النوع من الأمراض، فقد توجب على هذه المراكز تفعيل هذه الطاقات من خلال تنظيم عدد من البرامج والمحاضرات للاستفادة من هذه الخبرات ليعود النفع على صحة وسلامة أبناء هذا الوطن الغالي والبشرية عموما. وهذا النوع من المرض يحتاج إلى تكاتف الجهود من قبل جميع الجهات المعنية به والتي لها علاقة به من قريب أو بعيد.
وأضاف العييد: في هذه المناسبة أشير إلى نقطة في غاية الأهمية ألا وهي دور وسائل الإعلام تجاه هذا الوباء بحيث لا بد من التأكد من صحة المعلومات وتبسيطها للعامة لمعرفة الدور الذي يجب عليهم اتباعه والتعامل مع هذه الظروف الراهنة بشيء من الحكمة والمصداقية وأن يشعروا بعظم الأمانة التي في عاتقهم وأن يتبينوا من صحة الأخبار التي ترد إليهم وشمولية الأخبار التي يسعون إليها، وحين أشير إلى هذه النقطة فهذا يأتي لأهمية هذه الوسائل الإعلامية وقوة تأثيرها وتأثر المجتمع بها وأنها يجب أن تعمل جنباً إلى جنب مع الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة.
لمزيد من المعلومات عن مرض «سارس» يرجى الاتصال بوزارة الصحة - الوكالة المساعدة للطب الوقائي هاتف: 4015555 / 4057494
أو زيارة موقع وزارة الصحة على شبكة الأنترنت: www.moh.gov.sa
|