حرمة وتصويب الأخطاء

اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالله المدلج عن بلدة حرمة الواقعة في اقليم سدير في يوم الاحد 25/2/1424هـ وفي يوم الثلاثاء 27/2/1424هـ في العدد رقم 11168 والعدد 11170 وهو عبارة عن حلقتين في صفحتين كاملتين في الجريدة تحت عنوان «في حدود الوطن» وأنا أشكر الأخ عبدالله على وطنيته والتي تمثلت في حرصه على الكتابة عن بلده وتدوين ولو جزء يسير من تاريخه للأجيال القادمة وأقولها حقيقة لقد شجعني هدف الكاتب إلى ان أمسك بالقلم وإلى ان أشغل نفسي وتفكيري وان اقتطع جزءاً من وقتي كل ذلك في سبيل تصحيح بعض الأخطاء الواردة في المقال وما كان قصدي، من وراء ذلك إلا لحصر الأخطاء في زاوية ضيقة ما امكننا ذلك فكلما تساعد الناس في حصر الأخطاء كلما زادت الفائدة وظهرت الحقيقة اكثر واكثر فأقول.
أولاً: ذكر الكاتب عن نشأة حرمة قوله «يعود تاريخ مدينة حرمة إلى عام 770 عمرَّها إبراهيم بن حسين بن مدلج الحسيني الوائلي العنزي!هـ فأقول لقد نشأت حرمة قبل هذا التاريخ وسأوضح لك ذلك لاحقا وفي اعتقادي انك نقلت هذا الكلام عن ابن لعبون وقد اخطأت فيما أخطأ فيه ابن لعبون حيث لم تذكرا المصدر الذي نقلت منه هذه المعلومة وكذلك ابن لعبون وهذا من الأخطاء التي تؤخذ على الكاتب والمؤرخ.
ثانياً: ذكر الكاتب ان حرمة كانت مياها وآثاراً ومنازل مندثرة عن بني سعد بن عايذ وقد تعطلت أ.هـ فأقول لقد تكرر خطؤك حيث لم تشر إلى المصدر في خبر هام مثل هذا وان كان هذا الخبر صادراً عن ابن لعبون إلا انه اخطأ في كلامه عن اندثار حرمة وانما بقيت مسكونة من العصر الجاهلي إلى العصر الحاضر والدليل على ذلك ان ابن لعبون لم يذكر مصدره في خبر مهم مثل هذا بينما ذكر مصادره لأخبار تحدثت عن حرمة تقل بكثير في اهميتها عن هذا الخبر وسأذكر ذلك في عنوان المقال.. الامر الآخر ان عدد السنين بين هذا الخبر وبين مولد ابن لعبون عام 1182هـ هو اربعمائة واثنتا عشرة سنة وهي سنوات ليست بالقليلة حيث نقول انه سمعها من جده أو أبيه فأين جاء بهذا الخبر بدون مصدر ولم يعاصر أباه أو جده وهناك سؤال يطرح نفسه يقول كيف ذكر الاندثار ولم يذكر اي تفصيل عنه مثل متى بدأ وما هي اسبابه، سأوضح لك يا اخ عبدالله تسلسل تاريخها وما ذكره عنها المؤرخون القدامى بايجاز.. قال نصر: حرم بفتح الحاء وكسر الراء واد بأقصى عارض اليمامة فيه نخل وزروع(1) وقد توفي في أوائل القرن الرابع الهجري وقال الاصفهاني ومن مياه حرمة والمجمعة والخميس ولهم بطن الحريم(2) ثم قال في موضوع آخر من مياه اليتم وادي الكلب وهو وادي فيه ماء اليتم(3) وقد توفي في أوائل القرن الرابع الهجري ثم جاء بعده الحازمي فقال: حرم بفتح الراء واد من ناحية اليمامة فيه نخل وزروع(4) وقد توفي عام 584هـ وقال ياقوت: الحريم قرية لبني العنبر باليمامة(5) وقد توفي عام 626 وقال إن فضل الله العمري: عائذ بنو سعيد دارهم من حرمة إلى جلاجل والتويم ووادي القرى(6) وقد توفي في القرن الثامن قبل الهجري وكما قلت سابقا ان ابن لعبون ذكر مصادر أخبار تقل عن اخبار الاندثار بكثير عن هذا الخبر حيث نسب هذا الخبر إلى السيوطي(7) وفي هذا تناقض من ابن لعبون حيث يذكر انه أُعيد بناؤها سنة 770 ثم يرجع وينفي كلام السيوطي دون تعليق عليه مما يؤكد موافقته على الخبر مادام انه سكت عن التعليق ثم جاء بعد فضل الله العمري ابن منقور وبعد ابن منقور ابن غنام وبعد ابن غنام الفاخري وابن بشر وكل هؤلاء ذكروا أن حرمة كانت مسكونة وذلك بذكرهم للحروب التي حصلت على حرمة ومنها.