اطلعت على خبر صغير لكن معناه كبير في جريدتكم الموقرة عدد 11173 حول قيام محافظ الزلفي بافتتاح «اسبوع القراءة للجميع» وحقيقة ما احوجنا إلى تفعيل مناسبات القراءة وتكريس لقاءاتها المباركة عبر البرامج والملتقيات والمنتديات المتنوعة، ذلك ان الغزو المعرفي والفضائي الذي تمثَّل في القنوات الفضائية والإنترنت قد عزل الشباب عن الثقافة العربية والإسلامية الأصيلة..
والقراءة غذاء العقل ورافد الفكر ودرب المعرفة، ولغتنا العربية مليئة بكنوز العلم وجواهر المعارف فلماذا لا تتجه اهتمامات الشباب إلى ديار الكتاب الذي هو خير جليس وأخلص رفيق.
إن المجتمع مطالب بكل فئاته بغرس مبدأ القراءة في نفوس الجيل المتوثّب الذي تتقاذفه أمواج التغريب الفكري التي تحاول زعزعة ثقافته وعزله عن تراثه والابتعاد به عن منابع فكره النبيل..
نعم.. لا بد من إعداد جيل مثقف يخدم عقيدته السمحة ووطنه المعطاء ولن يتأتى ذلك سوى بدفع هذا الجيل إلى كل منهل فكري أصيل وكم يسعد الإنسان حينما يقرأ في الصحف أخبار معارض الكتاب التي تقام وتغطيات مناسبات القراءة والثقافة التي هي خير رافد للمعرفة.. واللغة العربية لغة ثرية تفيض بالمؤلفات القيِّمة وأمهات الكتب النادرة ودواوين الشعراء الفذة.. وكل تلك الكنوز مصادر مهمة يجب على الجيل الاتصال بها في مختلف العلوم والفنون..
من الظلم ترك أبنائنا للقناة الفضائية والأشرطة الغنائية والسهرات التي تهدر الوقت وتفسد العقل وتؤثِّر على الأخلاق..
إن أعظم بناء يمكن ان يقوم به الإنسان هو بناء الفكر وغرس قيم الشخصية ولعل القراءة خير طريق وأفضل معين.. فهي تمنح القارئ النضج وتمده بالحكمة وبالمعاني السامية..
إنها دعوة إلى نشر مبدأ القراءة، وعلى المدارس توعية الطلاب والطالبات بأهمية القراءة وربطهم بالمكتبات ومطالبتهم بالبحوث واقامة المسابقات النافعة التي تدفع النشء إلى مرافقة الكتاب الذي طالما عانى الهجر والعقوق بعد ان تاه وسط غزو فضائي في ثورة معرفية هائلة وركام معلوماتي، فهلاَّ منحنا عقولنا فيتامين «القراءة».
أحمد بن مقبول بن فضي الرشيدي - بريدة
|