اطلعت على مقالة استاذنا الفاضل حمد بن عبدالله القاضي ليوم السبت بتاريخ 2/3/1424هـ رقم 11174 تحت عنوان «ايها الوزراء» تحمل تهنئة خاصة لهم على الثقة الكريمة المنوطة بهم وتؤكد وتشدد على عظم المسئولية الجسيمة الملقاة على عواتقهم مزودة بتوجيهات وبنصائح جليلة ومقرونة بدعوات خالصة بالتوفيق وبداية اقدم شكري وثنائي لكاتب المقال العزيز واضم صوتي لما قاله واشيد بما قاله بهذه المقالة وهي بحق مقالة حميمية من اخ حميم وكاتب عريق واصيل كعراقة واصالة هذا الوطن المعطاء عرفناه ابناً باراً بوطنه وبمجتمعه وأمته وهو ممن انار الله بصرهم وبصيرتهم ويعد مدرسة في اسلوبه وافكاره وكتاباته المتميزة والموضوعية التي تقطر حباً وتتدفق نبضاً ووفاء وتواضعاً وبراً وجمالاً واناقة فماذا عساي ان اضيف له ولما قاله بقلمي المتواضع وان قلمي لينحني خجلاً امام ما سطره من كلمات بليغة وكلنا نقرأ له ونعتز بما قدمه ويقدمه من عطاء ثر ولكن من حقه علينا ان نقول له جزاك الله خيراً فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله وقال صلي الله عليه وسلم «انتم شهود الله في ارضه» فأقدم له الشكر الجزيل واقدمه اصالة عني ونيابة عن كل محب لشخصه ولعطاءاته من خلال قلمه الذي يمثل فكره النير ومرئياته الحكيمة وشخصه الوقور ونبضه الصادق وللقاضي في كل موقع بصمة خير وهو من الدالين على الخير وفاعليه وممن ترجموا المواطنة حباً وعطاء وولاء وانتماء ويجتمع المجتمع على حب حمد ومن خلال عطاءاته الخيرة بنى علاقة من الود بينه و بين من عرفه او قرأ له او سمع به وارى قلمه بوصلة تتجه الى المكان الذي يحتاجه وما هذه الوصية التاريخية البليغة التي رسمت خطوات النجاح في الدنيا والآخرة الا مكرمة من مكارمه الثرة وقد اتت من حكيم فيما يكتبه يؤرخ ويصبح معيناً تنهل منه الاجيال وهي باسم حمد وباسم كل سعودي مخلص ومحب لوطنه ومجتمعه وامته كتبها من موقع اخلاصه لدينه ولوطنه ولمجتمعه ولامته وهي شهادة منه على طيب اصله وعراقة منبته ودماثة خلقه ونقاء سريرته وتواضعه الجم ووقع عليها ويوقع عليها معه كل محب ومقدر لعطاءاته الخيرة وكل ذلك استوحاه من تعاليم ديننا الحنيف الذي فيه الصلاح والفلاح والنجاة في الدارين قال تعالى:{مَّا فّرَّطًنّا فٌي الكٌتّابٌ مٌن شّيًءُ} [الأنعام: 38] {وّتّوّاصّوًا بٌالًحّقٌَ وّتّوّاصّوًا بٌالصَّبًرٌ} [العصر: 3] وقال صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم» وهذه النصيحة يحتاجها كل مسئول وكل إنسان ومما لاشك فيه ان المسئولية تتعاظم بعظم المكان والزمان قال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» وقال «من ولاه الله شيئاً من امور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة» وقال «اللهم من ولي من امر امتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه» والمنصب تكليف قبل أن يكون تشريفاً وليس للشهرة ولا للوجاهة ولا للاستغلال ولنستشعر سيرة سلفنا الصالح فماذا قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه للناس عندما تولى الخلافة؟ قام فيهم خطيباً وقال «لقد وليت عليكم ولست بخيركم فان احسنت فأعينوني وان اسأت فقوموني الا ان القوي فيكم عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه وان الضعيف فيكم قوي عندي حتى اخذ الحق له» ولقد بكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه عندما تمت مبايعته بالخلافة خوفاً من الله وخوفاً من الا يؤدي حق الله في عباده ولعلمه ان الله سيسأله يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة تولى امرها وقال كلمته المشهورة «والله لو ان بغلة تعثرت في العراق لسأل الله عنها عمر يوم القيامة لماذا لم تصلح لها الطريق يا عمر» ومن الناس من يشرفه المكان ومنهم من يشرف المكان ومن قصد بعمله وجه الله رفعه الله والإنسان لايرحل من دنياه بمال ولا جاه ولا ولد وما يرافقه إلا عمله ان خيراً فخير وان شراً فشر قال تعالى {كٍلٍَ نّفًسُ بٌمّا كّسّبّتً رّهٌينّةِ } [المدثر: 38] وقال {وّتٌلًكّ الأّيَّامٍ نٍدّاوٌلٍهّا بّيًنّ النَّاسٌ} [آل عمران: 140] ايها الوزراء اهنئكم على الثقة الملكية السامية من لدن والدنا وقائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين حفظه الله ورعاه وابقاه ذخراً للإسلام والمسلمين آمين وأهنئ كل من يتقلد منصباً يخدم من خلاله وطنه وقيادته ومجتمعه وامته في اي موقع كان وكل خدمة للوطن شرف وتاج على الرأس ووسام على الصدر فكيف بوطن ليس ككل الاوطان مكاناً ومكانة. اخواني اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن فالتكليف امانة قال تعالى {إنَّا عّرّضًنّا الأّمّانّةّ عّلّى السَّمّوّاتٌ وّالأّرًضٌ وّالًجٌبّالٌ فّأّبّيًنّ أّن يّحًمٌلًنّهّا وّأّشًفّقًنّ مٌنًهّا وّحّمّلّهّا الإنسّانٍ إنَّهٍ كّانّ ظّلٍومْا جّهٍولاْ } [الأحزاب: 72] والتكليف مسئولية جسيمة وثقة تتطلب منكم بذل كل الجهود لترجمة هذه الثقة الغالية والسامية وانتم اهل لها وجديرون بتحمل المسئولية المنوطة بكم فارتقوا بمكانة وطنكم ومجتمعكم وامتكم وقوة كل مجتمع مسلم قوة للامة ووطنكم قلب الامة ومهوى الافئدة وقيادتكم ووطنكم ومجتمعكم وامتكم بحاجة لجهودكم وتعلق عليكم الآمال العظيمة ولاسيما ونحن نعيش هذه المرحلة الحرجة والحساسة التي تتطلب العمل وبكل ما أوتينا من قوة فما احوجنا الى الانتاج والاخذ بكل مقترح بناء «والحكمة ضآلة المؤمن أنى وجدها عمل بها» ونحن بحاجة لكل الجهود ولتضافر كل الجهود على كافة الصعد وليس هناك كبير الا بجهده وبعمله الصالح {وّمّا تّفًعّلٍوا مٌنً خّيًرُ فّإنَّ اللّهّ بٌهٌ عّلٌيمِ } [البقرة: 215] ونتمنى ان يوفقكم الله في وضع الحلول الناجعة للعديد من القضايا الرئيسة التي يعاني منها المجتمع وتقف عائقاً امام تقدم الوطن ونتطلع اليكم في انجازات عظيمة تتحقق على خارطة الوطن ويلمسها المواطن فخذوا بنصائح القاضي وكل محب للوطن وللمجتمع وللامة واجعلوا كلماته مصابيح في طريقكم وارعوا الحقوق وادوا الامانات الى اهلها وسهلوا على ذوي الحاجات والضعفاء قال تعالى {وّاخًفٌضً جّنّاحّكّ لٌلًمٍؤًمٌنٌـــينّ} [الحجر: 88] وقال صلى الله عليه وسلم «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله» وانتم اعضاء في المجتمع والمجتمع يتناصح ويتعاون ويتكاتف ويكمل بعضه بعضاً وما احوجنا للالتفاف والالتحام «وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» وانتم امام تحديات خطيرة وتنتظركم مسئوليات جسيمة ونأمل ان تكونوا عند حسن ظن قيادتكم بكم وبمجتمعكم وامتكم فاطلبوا من الله العون والتوفيق والسداد في كل شئونكم واحتسبوا الاجر من الله وراعوا الله في جميع اعمالكم قال صلى الله عليه وسلم «من طلب رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ومن طلب رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس» واستشعروا الله في النعم وفي النقم ومن كان مع الله كان الله معه قال تعالى {يّوًمّ لا يّنفّعٍ مّالِ وّلا بّنٍونّ (88)إلاَّ مّنً أّتّى اللّهّ بٌقّلًبُ سّلٌيمُ } [الشعراء: 89] وقال صلى الله عليه وسلم «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه..» فافتحوا قلوبكم واشرحوا صدوركم وتواصلوا مع مجتمعكم بالبر والتقوى عبر كل قنوات الاتصال «واتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب» ومما لاشك فيه ان كل عمل بحاجة لصبر واحتساب والنية الخالصة هي التي تحدد منزلة الإنسان عند الخالق وخلقه وهي الذكر الحسن الباقي والاجر المدخر عند الله والعافية للمتقين {وّذّكٌَرً فّإنَّ الذٌَكًرّى" تّنفّعٍ المٍؤًمٌنٌينّ } [الذاريات: 55] «فاللهم اجعلنا من الذين اذا سمعوا القول اتبعوا احسنه واجعل اعمالنا خالصة لوجهك وعوناً لنا على طاعتك لبلوغ جنتك» {ذّلٌكّ الفّوًزٍ العّظٌيمٍ } [النساء: 13] نسأل الله ان يوفقكم لكل ما يحبه ويرضاه وان يكتب على ايدكم صلاح العباد والبلاد وينفع بكم الامة انه سميع مجيب الدعوات {$ّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللّهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ} [التوبة: 105] .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البندري بنت عبدالعزيز
|