تعود نشأة الحركة الدولية للهلال والصليب الاحمر الى ما يقارب قرناً ونصف القرن، حيث كان مئات القتلى وآلاف الجرحى في شوارع سلفرينو لم يجدوا من يعنى بهم والحرب تدور رحاها بلا رحمة لجريح او لطفل رضيع او لمسن ضعيف فتعفنت كثير من الجثث وساءت جراح المصابين واصاب الجوع والمرض الضعفاء..
وبنظرة مشفقة من مجموعة تأثروا لهذه المناظر المؤلمة كونوا مجموعة عمل طوعي ذات دافع انساني للعناية بضحايا تلك الكارثة ومن هذه المجموعة تطورت وتنامت دوافع العمل الانساني في تلك القارة من العالم ثم امتدت الى البلدان كلها لتكون بعد ذلك لجنة دولية للصليب الاحمر.
وانشأت جمعيات وطنية للهلال الاحمر والصليب الاحمر في معظم الدول وتكون اتحاد يضم هذه الجمعيات الوطنية الذي يضم ما يربو على 180 جمعية وطنية.
وهذه العناصر الثلاثة «اللجنة الدولية للصليب الاحمر - والجمعيات الوطنية - والاتحاد الدولي» تشمل الحركة الدولية للهلال والصليب الاحمر سبعة مبادي اساسية للنهج الذي تسير عليه وهي «الانسانية، عدم التحيز، الاستقلال، الوحدة، العالمية، الخدمة، الطوعية».
وتوجه خدماتها الانسانية الى الضعفاء والمحتاجين من منكوبي الكوارث الطبيعية او منكوبي الحروب او النزاعات المسلحة، والسعي الى نشر مفهوم ومبادئ القانون الدولي الانساني والحث على تطبيقها وصيانة حقوق الإنسان.
وحيث يفتخر العالم اليوم الثامن من شهر مايو من كل عام الذي هو انطلاقة العمل الانساني للحركة الدولية غير اننا وبكل اسف في العام الحالي 2003 نشهد مآسي انسانية كثيرة في عدد من البلدان تعاني من ويلات الحروب والامراض والفقر.. واننا لننظر ونتابع مجريات الاحداث فنلحظ ان الجيوش المتحاربة قبيل اليوم الثامن من شهر مايو تدوس الكرامة الانسانية وتحول دون وصول عمليات الانقاذ للضحايا المدنيين ومنافية للاعراف والاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
فلعل الحدث الاعلامي لليوم الثامن من مايو لهذا العام 2003م يجدد الدعوة الى الاطراف المتعاهدة باحترام اتفاقيات جنيف وملاحقها ومبادئ الحركة الدولية للهلال والصليب الاحمر متطلعين في حركتنا الانسانية الى عالم يسوده التفاهم والاحترام ويكون شعاره الحفاظ على كرامة الإنسان كما كرمه الله واخبر بذلك في الشرائع السماوية.
(*) رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي
|