يصنِّف المربُّون وعلماء النَّفس والاجتماع التَّعليم عن التَّربية، ويفصلون بين التَّنشئة الأسرية والتَّربية والتَّعليم في المدارس...، ولئن كانت التَّنشئة الأولى تتمُّ في الأسرة وعليها معوَّل الاستمرار حتى يخرج الفرد إلى المجتمع مستقلاً بذاته، إلاَّ أن الوقت الذي يقضيه التَّلميذ في المدرسة يجعل التَّنشئة مهمَّة مشتركة بين البيت والمدرسة اشتراكاً مترابطاً لا يكفي تلك العلاقة التي تتمُّ «بالاتِّصال» بولي الأمر فقط عند حدوث موقف يستدعي حضوره أو علمه، ولا حتى يكفي حضوره مجالس الآباء الدَّورية...
إنَّ ما يحدث في كثير من المدارس وعلى وجه الخصوص فيما أعلم من مدارس البنات من سلوك يصل إلى درجة الأهمية من الطَّالبات تطلَّب أن يقضي ولي الأمر ساعات محدَّدة مدروسة بالاتِّفاق والتَّنسيق مع إدارات التَّعليم في المدرسة ضمن اليوم الدِّراسي، ويكون بمثابة «الشَّاهد» ليس فقط للحكم على ابنه أو ابنتها، بل لتلقي التَّوجيه اللاَّزم المشترك مع المدرسة في وضع خطط علاجية لسلوك هذه الفئات التي إنْ فُصلتْ أصبحتْ عالة باطلة وقد تتحوَّل إلى مفسدة في المجتمع ومن ثمَّ إلى عناصر ضائعة.. وإن بقيت في المدرسة كانت وبالاً على البيئة التَّربوية.
فيا تربية ويا تعليم ويا أسرة ويا مسؤولين، قليلاً من الالتفات إلى هذه القضية ودراسة الحالات في كافَّة المدارس واتِّخاذ إجراءات إنشاء برامج علاج مشتركة لا يقلُّ فيها دور المعلِّم والمدير والموجِّه والمرشد والاختصاصي عن دور الأب/ الأم... في هذا الشَّأن.
|