* الطائف - هلال الثبيتي :
خطت وزارة التربية والتعليم خطوات رائدة في برنامجها «دمج المكفوفين» مع الطلاب المبصرين حيث بدأت تطبيق البرنامج في تعليم محافظة الطائف منذ ثلاث سنوات في مدرسة الثقافة الابتدائية وقد وصل طلاب الدمج ستة عشر طالباً يمارسون حياتهم الدراسية اليومية بين زملائهم المبصرين ويشاركون في جميع مجالات الأنشطة اللامنهجية.
وترى الوزارة من خلال الدمج ان المدارس العادية هي البيئة الطبيعية التي يمكن للأطفال المعوقين وغيرهم أن ينموا فيها على حد سواء حيث يتيح للأطفال المعوقين فرص البقاء في منازلهم ومع أسرهم ويعمل على الحد من المركزية في عملية تقديم الخدمات التعليمية ويشكل وسيلة تعليمية مرنة يمكن من خلالها زيادة وتطوير الخدمات التربوية وكذلك اتاحة الفرصة للأطفال المعوقين في التفاعل مع أقرانهم المبصرين ويعمل هذا الدمج على تمكين محاكاة الأطفال المعوقون أقرانهم غير المعوقين ويعمل على زيادة التواصل بين الجانبين في سبيل الاسهام في تحسين الاتجاهات بين هؤلاء وهؤلاء.
بيئة واقعية
ونجد هنا أن الدمج يعمل على ايجاد بيئة واقعية يتعرف فيها الطلاب المعوقون على خبرات متنوعة ومفاهيم واقعية وايجاد كذلك بيئة تعليمية تشجع على التنافس بين الطلاب أكاديمياً وتعميق فهم المربين للفروق الفردية بين الأطفال. بالاضافة إلى الاهتمام بالأنشطة الأدبية والاجتماعية والزيارات الميدانية للمراكز الأساسية في المجتمع لاكتساب مهارات التفاعل الاجتماعي.
ومن هذا المنطلق وضعت الوزارة اعتبارات أساسية في تعليم المكفوفين من أهمها:
- الاهتمام بمهارات العناية بالنفس والتفاعل الاجتماعي بالاعتماد على الحواس الأخرى غير البصرية.
- اجراء تعديلات في المحتوى العام للمنهج بحيث يحذف منه ما لا يتناسب مع امكانات وقدرات الكفيف ويضاف إليه بعض الموضوعات المتخصصة التي يحتاجها الكفيف في حياته الاجتماعية والمهنية.
- توفير الأجهزة والأدوات السمعية واللمسية والتي تيسر على الكفيف فهم الموضوعات الدراسية والتفاعل معها.
- مراعاة الفروق الفردية بين المكفوفين.
- توفير النماذج والمجسمات التي تمثل المفاهيم البصرية الواردة في موضوعات المنهج.
- التعرض للخبرات المباشرة في البيئة حتى يكتسب تعلمه عنصر الاثارة والتشويق.
- اتاحة الفرصة أمام الكفيف لممارسة النشاط الذاتي والقيام بأداء بعض الخدمات لنفسه بنفسه حتى يكتسب الثقة بالنفس.
- الاهتمام بأنشطة التربية البدنية والأنشطة الترويحية لما لها من دور في تنمية مهارات القصور الجسمي وادراك العلاقات المكانية والمساعدة على أداء مهارات التوجه والحركة ببراعة وفاعلية.
تفعيل البرنامج
ومن هذا المنطلق حرصت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف ممثلة في مدرسة الثقافة الابتدائية على تفعيل هذا البرنامج تفعيلاً كاملاً واشراك طلاب الدمج «المكفوفين» في مختلف الأنشطة داخل المدرسة سواء الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية وغيرها.
ولم يقتصر التفعيل على المشاركة في البرامج الداخلية في المدرسة بل تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك حيث شارك طلاب الدمج مشاركة فعالة في أسبوع العمل الاجتماعي الثالث حيث خصص في المعرض الذي افتتحه معالي محافظ الطائف ركناً خاصاً بطلاب الدمج يهدف إلى تعريف الدمج واسهامات الطلاب المكفوفين مع زملائهم المبصرين، ولكن الأهم من ذلك كله هو مشاركة هؤلاء الطلاب في الحفل المسرحي لاسبوع العمل الاجتماعي الثالث والذي رعاه وكيل محافظة الطائف الأستاذ عبد الله بن ماضي الربيعان، وكانت مشاركاتهم محل تقدير واحترام الحضور. فكان للطالب علي إبراهيم المالكي مشاركة بعنوان «رسالة إلى من ينطقون بالشهادتين» ومشاركة أخرى وهي عبارة عن قصيدة بعنوان «كفيف وقصته عبرة» وعمل جماعي مشترك.
ونظراً لما قدمه طلاب الدمج من تفاعلات مميزة فقد استقبل معالي محافظ الطائف في مكتبه طلاب الدمج «المكفوفين» بمدرسة الثقافة حيث قدم معاليه هدية مالية لابنائه الطلاب المكفوفين تشجيعاً لهم وحثهم على مواصلة تميزهم.
ومن هنا نقول ان النجاحات التي حققها برنامج الدمج بتعليم الطائف تعتبر خطوة رائدة في ترابط المجتمع وغرس التآلف والمحبة بين ابنائنا الطلاب المكفوفين والمبصرين لاذابة تلك الفوارق والأهم من ذلك كله هو جمع هذا الطالب مع اسرته تحت نظر والديه.
|