* برلين رويترز:
قال المستشار الألماني جيرهارد شرودر أمس الجمعة إن ما يجمع بين ألمانيا والولايات المتحدة أكثر مما يفرقهما في محاولة لمد الجسور وتحسين العلاقات التي تضررت من معارضته العلنية للحرب التي قادتها واشنطن ضد العراق.
وقال شرودر في خطاب ألقاه بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء غرفة التجارة الأمريكية في ألمانيا «تربط بين ألمانيا والولايات المتحدة صداقة حيوية حقيقية، هذه الصداقة قائمة على أساس متين من الخبرات المشتركة والقيم المشتركة».
وصرح بأن الجدل المثار حول نظام ما بعد الحرب الباردة وما إذا كان يجب أن يظل نظاما أحاديا أو متعدد الأطراف هو جدل غير مثمر.
وأضاف «بالقطع نحن متفقون جميعا على أننا نريد قطبا واحدا في السياسة العالمية نلتف حوله هو قطب الحرية والسلام والعدالة».
ومن المقرر أن يجري المستشار الألماني الأسبوع القادم محادثات مع كولن باول وزير الخارجية الأمريكي والذي سيكون أرفع مسؤول أمريكي يزور برلين منذ فوز شرودر بانتخابات عام 2002 حين قامت حملته على نقد شديد للخطط الأمريكية لشن حرب على العراق.
ومن المتوقع أن يبحث الجانبان اجتماعا محتملا بين المستشار الألماني والرئيس الأمريكي جورج بوش على هامش قمة دولية تعقد في مدينة سانت بطرسبرج الروسية في وقت لاحق من الشهر الحالي.
ولم يجر أي اتصال بين شرودر وبوش منذ نوفمبر/تشرين الثاني بالرغم مما أعلنه شرودر مؤخرا من أسفه «لتصريحاته المبالغ فيها» التي أدلى بها بشأن العراق خلال حملته الانتخابية.
وفي خطابه الذي لم يشر فيه إلى العراق ولو مرة واحدة قال شرودر إنه يتطلع إلى المستقبل لا الماضي.
وصرح بأن ألمانيا لن تنسى قط ما فعلته الولايات المتحدة من أجل إعادة بناء الديمقراطية والرخاء بعد الحرب العالمية الثانية وتأييدها لتوحيد شطري ألمانيا عام 1990 وقال إن العلاقات الأمريكية الألمانية تقوم على قيم وثقافات مشتركة.
وأضاف قوله «ذلك يشمل حرية تبادل الرأي في حالة الخلاف».وصرح شرودر بأن الولايات المتحدة هي أهم حليف لألمانيا لكن علاقة ألمانيا بفرنسا حيوية أيضا ويجب ألا يجبر أحد برلين على الاختيار بين الاثنتين.ورفض شرودر الرأي القائل بأن مبادرة الدفاع المشترك بين ألمانيا وفرنسا وبلجيكا التي أعلنت الشهر الماضي ستضر بحلف شمال الأطلسي قائلا: إن التعاون الأمني الأوروبي الوثيق هو لمصلحة الحلف على جانبي المحيط.
|