* الثقافية علي سعد القحطاني:
رصد الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبوسليمان حركة الوراقة في الحجاز في القرن الرابع عشر الهجري وذلك من خلال كتابه الذي قام بإصداره نادي الطائف الأدبي. رأى الدكتور أبوسليمان من خلال دعوة كريمة تلقاها من نادي الطائف الأدبي للاسهام في نشاطه الثقافي الأدبي صيف عام 1419هـ انه من الأنسب الحديث والبحث عن بعض الجوانب المشرقة في تاريخنا العلمي الحضاري في القرن الهجري الرابع عشر في هذا الجزء من مملكتنا الحبيبة، خصوصاً وانه له السبق العلمي الحضاري منذ بزوغ الإسلام، وإشراق نوره، ومن الأمانة، بل من الوفاء إبرازها، والكشف عنها لحث الشباب لمواصلة المسيرة العلمية التي سار عليها السلف في صون وعفاف، وترفع وإباء، فتم اختيار موضوع يحقق هذه الأهداف من بين موضوعات عديدة بعنوان: «العلماء والأدباء الوراقون في الحجاز في القرن الرابع عشر الهجري» يهتم العرض هنا بالشخصيات العلمية والأدبية التي احترفت الوراقة بمدلولها القديم والحديث بالحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة، يركز البحث على عنصرين أساسيين في هذه الشخصيات:
أولاً: توافر العلم، أو الأدب في المتحدث عنه، وهذا يتحقق عن طريق من الطرق الآتية:
الشهرة العلمية، النتاج العلمي، أو الأدبي، انتظامه في السلك التعليمي، شهادة الوسط العلمي، أو كتب التراجم، احترافه عملاً له علاقة بالعلم، أو الأدب والفكر.
ثانياً: ثبوت احترافه الوراقة في صورة من صورها.
هذان العنصران هما مفتاح الشخصيات التي يتم عرضها في هذا البحث، والتركيز عليهما دون غيرهما، حتى تظل الدراسة في إطار الهدف الأساس، لذا جاءت الدراسة عن كل شخصية محتوية على عنوانين رئيسيين: بطاقة الوراقة، الحياة العلمية.
اختصت الدراسة هنا بهذه الصفوة المتميزة من العلماء، والأدباء في حدود القرن الرابع عشر الهجري ممن انتقلوا إلى رحمة الله تبارك وتعالى، ذلك انه لا يعد الحدث تاريخاً إلا بعد طي السجلات، وبلوغ الكتاب أجله «فتاريخ كل شيء غايته ووقته الذي ينتهي إليه».
والتاريخ في مفهومه الاصطلاحي هو «دراسة الماضي، والكشف عن آثاره».
استقلت الدراسة بالفترة الزمنية الآنفة الذكر، ذلك ان القرن الرابع عشر بالنسبة للحجاز، وخصوصاً الحرمين الشريفين يعد في موازين العلم والتاريخ من أكثر العصور الإسلامية ازدهاراً بالعلم والعلماء الكبار في شتى الفنون الإسلامية، والنبغة من الأدباء، والمفكرين، والشعراء المبدعين.
الحجاز منبع العلم والنور، ومأزر الإيمان، ومهد الرسالة المحمدية كان له نصيب وافر من هؤلاء العلماء، والأدباء غابر الدهر وأبده، ولا أدل على هذا من الزمن القريب، القرن الدابر، الرابع عشر الهجري، الذي تخص فيه هذه النخبة بالعرض والدراسة، تقدم مثالاً حياً عشناه، وعايشناه بالأمس القريب في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والطائف، وجدة.
انتظمت الدراسة والعرض أسماء العلماء، والأدباء الوراقين الآتية أسماؤهم، حسب تاريخ الوفاة، وهي تمثل القسم الثاني من البحث بعنوان: تراجم العلماء والأدباء الوراقين.
1 العلامة المحدث المؤرخ الشيخ أحمد بن محمد الحضراوي «ت 1318ه».
2 القاضي الأديب الشيخ عبدالملك بن عبدالوهاب الفتني «ت 1332ه».
3 - العلامة المحدث الشيخ أبوالخير أحمد بن عثمان العطار المكي «ت1335هـ».
4 العلامة الشيخ محمد ماجد كردي «ت 1349ه».
5 العلامة الشيخ أبوبكر بن محمد عارف خوقير «ت 1349ه».
6 العلامة الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عبدالله الدهلوي اللحياني «ت 1354ه».
7 العلامة المحدث المؤرخ الشيخ عبدالستار الدهلوي «ت 1355ه».
8 العلامة المحدث المؤرخ الشيخ عبدالله غازي المكي «ت 1365ه».
9 العلامة الفقيه الشيخ محمد حسن المنصوري «ت 1369ه».
10 العلامة الأديب الشيخ عبدالله بن عباس فدا «ت 1369ه».
11 العلامة الفقيه المحدث السيد محمد المصطفى العلوي «ت 1389ه».
12 الأديب الرائد الشيخ محمد سرور الصبان «ت 1391ه».
13 المربي والمؤرخ الشيخ عمر بن يحيى عبدالجبار «ت 1391ه».
14 العلامة الشيخ محمد بن سلطان النمنكاني «ت 1399ه».
15 العلامة الفقيه الأديب السيد محمد المؤيد الحسني «ت 1399ه».
16 الكاتب الصحفي الكبير الشيخ صالح محمد جمال «ت 1411ه».
17 العلامة الفقيه السيد محسن بن عمر العطاس «ت 1413ه».
18 العلامة المحدث السيد عبدالله هاشم اليماني المدني «ت 1413ه».
19 المربي القدير المؤرخ الأديب الشيخ محمد سعيد بن حسن آل كمال «ت 1416ه».
يتقدم عرض ترجمة هذه الصفوة من العلماء والأدباء موضوعات مهمة ذات صلة قوية به، تمثل القسم الأول منه بعنوان: الوراقة تعريف، وفقه، وتاريخ، يشتمل على الموضوعات التالية: الوراقة تعريف وتأصيل، مكانة الوراقة في الإسلام، فروع الوراقة التقليدية القديمة، فقه الوراقة وآدابها، أسواق الوراقين في الحجاز قديماً وحديثاً.ينتهي البحث بخاتمة موجزة تتضمن تصنيف هذه الفئة من الأعلام المتميزين حسب توجهاتهم ونشاطاتهم العلمية.
|