* القاهرة مكتب الجزيرة عطيات عبدالرحيم:
تحت عنوان دور المثقف العربي في مواجهة اغتيال التاريخ والثقافة في العراق عقد منتدى المثقف العربي الذي يرعاه سفير اليمن بالقاهرة الدكتور عبدالمولى الشميري ندوة استضاف فيها الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر وسامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين وأكدت الندوة على ضرورة توجيه حملة إعلامية للشعب العراقي للمحافظة على المتبقي من آثار ومخطوطات عراقية تمت سرقتها على أن تقوم المنظمات العربية والاقليمية والعالمية كاليونسكو والمنظمة الإسلامية والمنظمات الشعبية بهذا الدور لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أبدى الدكتور جابر عصفور في البداية ملاحظة على عنوان الندوة فقال العربية لن تغتال وعبر التاريخ لم تنجح أي قوى غازية في ذلك وحتى عندما هاجم التتار بقيادة هولاكو بغداد فلم يستطع أن يغتال الحضارة العربية لأنها كانت قوية والذي حدث لمتاحف العراق الآن كارثة وللأسف المثقف العربي يقف أمامها موقف رد الفعل واكتفى بذلك فليس لدينا تنبؤات استراتيجية للمستقبل ونحن دائماً مع الماضي والحاضر فقط ولذا عندما تحدث كارثة تصيبنا بصدمة قوية ويحدث لنا ذلك منذ عام 1967م ومنذ ذلك التاريخ نتحدث ونكرر لابد من الديمقراطية والحرية الخ، وبالتالي أنا أيضاً أكرر مجموعة أقوال وأفكار منها أن الذي حدث في العراق هو وضع استعماري ولكنه مختلف في تقنياته وملامحه وأهدافه وهذا يتطلب بالتالي نوعا مختلفاً من المقاومة وهذا الوضع مرتبط بأخطبوط العولمة فنحن أمام تكتل شركات اقتصادية تنتسب إلى اليمين الأمريكي في أقصى تطرفه وتسعى إلى الهيمنة الاقتصادية غير المباشرة عن طريق الهيمنة العسكرية والسياسية المباشرة للعراق وهذا الوضع الجديد يفرض علينا درجة جديدة من الوعي والمراجعة للاستراتيجيات السائدة لدينا وهذا يعني استبدال ثقافة المستقبل بثقافة الماضي فهناك خريطة جديدة ترسم للشرق الأوسط وقد بدأ بالفعل في تنفيذها وأرجو أن تعيننا الثقافة المستقبلية ولمواجهة ذلك لابد أن نتخلى عن الخطب الحماسية التي نستخدم فيها مفردات قديمة مستهلكة فنحن للآن عاجزون عن صياغة خطاب سياسي جديد مقنع للآخرين فنحن مازلنا في دائرة الخطاب الصوتي والتقليدي فلابد من خطاب عقلاني مدني فانظروا إلى ما كان يستخدمه صدام حسين من مفردات ثم ما استخدمه الصحاف أثناء الحرب من مفردات رعبية قديمة فكلمة علوج كانت تطلق على الكفار وكانت تطلق أيضاً على التتار.
ودعا عصفور إلى ثقافة قومية مرنة ومتطورة فعلى الثقافة العربية أن تنفتح على نفسها أولا لتكون خلاقة على مستوى كل قطر عربي وعلينا الاعتراف بثقافة الأقليات الموجودة بكل قطر وأن الخصوصيات الثقافية لكل قطر تختلف عن الأخرى وفي المستقبل لابد أن تكون هناك ثقافة قومية عربية قائمة على أساس وحدة التنوع وقال علينا كأفراد أن ننظر بشكل جديد للتخلص من أفكارنا القديمة كي نتجنب كوارث أخرى قادمة وذلك باللجوء إلى التوحد السلمي وطلب عقد الجمعية العامة لمجلس الأمن.
غزو الولايات المتحدة للعراق
ومن جانبه قال سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب علينا تغيير العنوان إلى دور المثقفين العرب في مواجهة اغتيال الثقافة العربية ولا يمكن الفصل أو تجزئة القضية العربية الأصلية والأمة العربية الآن في حالة شلل مؤقت فالذي حدث كارثة بكل المقاييس وأتساءل لماذا تكون كل المصالح الاقتصادية والثقافية أمريكية في المنطقة العربية؟
فلابد من توازن مع العلاقات مع الدول الأخرى كما أن الخطاب السياسي الاستسلامي ضيعنا في الماضي أثناء غزو التتار والآن يوجد فراغ دستوري وقانوني باحتلال الولايات المتحدة العراق وعلينا تتبع ذلك قانونيا ودبلوماسيا والمثقف العربي وحده لا يستطيع تحمل ذلك.
| 
