الدمام - تحقيق :خالد المرشود
أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز «حفظه الله» قضايا الإعاقة اهتماماً كبيراً بحيث شهدت العقود الثلاثة الأخيرة تنامياً ملحوظاً في مستوى هذه الخدمات والتقنيات المقدمة لهم حتى وصلت هذه الخدمات إلى جميع المواطنين وإذا ما أخذنا من الحديث بطرف نجد أن المنطقة الشرقية شهدت تقدماً كبيراً في مجالات خدمات المعاقين على شتى صور إعاقاتهم وكان من بين هذه الصور الحضارية بالمنطقة الشرقية مجمع الأمير سلطان للتأهيل «الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية» ولقد حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس الجمعية أن تكون هذه الجمعية على نسق فريد في أداء الخدمات المتميزة للمعاقين.
تقنيات عالمية
اشار الاستاذ عبدالله المغامس مدير عام الجمعية إلى أنه بتوجيهات صاحب السمو الملكي أمير المنطقة رئيس الجمعية وسمو نائبه تم تشييد المجمع على أحدث النظم والتقنيات العالمية في مجال تأهيل المعاقين بجانب تفعيل الدور الفني والطبي والتأهيلي للعاملين بالمجمع والوصول بمستواهم إلى الهدف المرجو لخدمة المعاقين حركياً والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات نمائية أخرى فقد تم التعاقد مع بعض المستشفيات العالمية لتدريب العاملين في هذا المجال ونحمد الله تعالى أن ثمرة هذا الغرس ما تشاهدونه الآن من خدمات متميزة في شتى المجالات التأهيلية والحمد لله ندير التقنيات العالمية بإدارة سعودية تتنامى بازدياد.
وعن اختيار الاعاقة الحركية دون غيرها من الإعاقات الأخرى يقول حرصت ادارة الجمعية على توفير الخدمات التي لم تكن متوافرة في المنطقة الشرقية لاسيما وأن تنوع الخدمات يخلق فرصاً متعددة لخدمات متميزة وبناءً على رسالة الجمعية فإننا نركز على الإعاقات الحركية والإعاقات المصاحبة لها مثل الإعاقات الذهنية «البسيطة والمتوسطة والشديدة والإعاقات الحسية» وذلك لكثرة أعدادها بين فئات المعاقين وقلة الخدمات المقدمة لها.
وعن تفاعل أعضاء مجلس الإدارة مع رسالة الجمعية يوضح المغامس انه تم تشكيل مجلس إدارة الجمعية بقرار من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة رئيس الجمعية وقد اختار الأعضاء فيما بينهم الاستاذ خالد بن علي التركي رئيسا لمجلس الإدارة والمهندس خالد الزمل نائباً لرئيس المجلس ومنذ تشكيل المجلس هناك اجتماعات دورية وتفاعل مستمر بين الأعضاء الذين يحرصون على دفع انطلاقة الجمعية نحو الغاية المأمولة حيث تبذل اللجان التي كونها أعضاء مجلس الإدارة فيما بينهم جل طاقتهم لتذليل كافة العقبات وتحقيق الغايات المرجوة لخدمة المعاقين حركيا والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات نمائية أخرى فلم يدخر أعضاء مجلس الادارة وقتاً ولا جهداً في هذا السبيل.
البرامج نهارية
تحرص الجمعية على دمج المعاقين في الأسرة والمجتمع طبقاً للنهج العالمي الحديث في مجالات التأهيل إذ انه لا يجوز فصل المعاق عن المجتمع المحيط به «الأسرة والمجتمع الخارجي» لهذا انطلقت استراتيجية عمل الجمعية على أن تكون جميع البرامج المقدمة للمعاقين خلال فترة النهار فقط وهذا يؤدي بكل تأكيد إلى تفعيل عملية الاندماج الأسري والمجتمعي والتي يكون المعاق في أمس الحاجة إليها بحيث يتلقى الطفل المعاق التأهيل من جوانب عدة ومختلفة من كافة النواحي الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية وذلك في إطار متناسق ومنظم بهدف تدريب المعاق إلى أقصى حد ممكن حسب قدراته واستعداداته من خلال الفريق متعدد التخصصات وذلك مخالف لما كان يحدث في الماضي من قبل تخصصات مختلفة دون أن يكون هناك تناسق فيما بينهم.
وفي هذا الصدد أكد المغامس الحرص على تدريب أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية على عملية التأهيل وهذا بكل تأكيد يكون له ثمرة جيدة حيث اننا نضمن التأهيل للطفل طوال اليوم ونحقق فكرة التأهيل الشامل.
وأوضح إن وحدة التقويم والتشخيص بمجمع الأمير سلطان للتأهيل تعمل على تحديد وتشخيص الحالة بدقة وكذلك تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطفل ورسم صورة مستقبلية لحالته من جوانب عدة منها الاستقرار أو زيادة الحالة ويعمل في هذا القسم استشاريون في تأهيل الأطفال وأطباء مقيمون وأخصائيون في العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق والسمع والتغذية والتأهيل المهني حيث يتم دراسة الحالة بشكل مستفيض إما بطريقة فردية وإما بطريقة جماعية ويتم الاتفاق على التشخيص والاحتياج وامكانية الخدمة في المجمع أو عدم الإمكانية بحيث يتم تحديد نوعية الخدمة في حالة تطابقها مع شروط القبول.
وعن عدد الحالات التي ترعاها الجمعية قال: تخدم الجمعية عدداً من المعاقين يفوق «4000» معاق وتبلغ عدد الحالات التي ترعاها الجمعية 540 حالة كما أن عدد المراجعين يبلغ 958 حالة خلال العام الماضي والحالات التي تتلقى الخدمة بصفة دورية 264 حالة من بين هذه الحالات حالات منتظمة وعددها 133 حالة تتلقى الخدمة بوحدة الرعاية النهارية بشقيها الذكور والإناث والتأهيل ضمن المجتمع وبجانب التأهيل الأكاديمي يتلقون خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والرعاية الطبية والأسنان بمواعيد دورية وكما أوضحنا أن هذه الحالات تعاني معظمها من الشلل الدماغي.
الوحدات التأهيلية
يضم مجمع الأمير سلطان للتأهيل عددا من الوحدات التأهيلية تؤدي خدماتها وفق استراتيجية الجمعية ورسالتها فوحدة الرعاية النهارية ذكورتقدم خدماتها والحالات التي بها تعتمد معظمها على الطاقة الفنية في عملية التأهيل والعناية أثناء تواجدها هذا إلى جانب عمل وحدة الرعاية النهارية للصغار وتعمل وحدة التأهيل المهني ذكور على تدريب المعاقين على المهارات المهنية التي تتناسب مع طبيعة إعاقاتهم كما أنها تعنى برفع مستوى قدراتهم الحركية وتأهيلهم لأداء الدور الاجتماعي المناسب لحالاتهم .
أما وحدة التأهيل المهني إناث فتقدم خدماتها للمعاقات حركياً حيث يتم تدريبهن على أعمال السكرتارية والحاسب الآلي والتصميم الداخلي والفنون الجميلة والتشكيلية لتلبية حاجات سوق العمل من مثل هذه المهن.
وتتطلب معظم الحالات المتواجدة بالمجمع خدمات نفسية وتتمثل في تنمية المهارات وتعديل السلوك كما يتم تقديم الخدمات إلى أهل المعاق عندما تتطلب الحالة ذلك لتخطي بعض الصعاب السلوكية أو أنماط التعامل.
وتعمل وحدة العلاج الطبيعي وفقاً لجداول الجلسات الدورية التي تراجع الوحدة وقد بلغ عدد الوحدات خلال عام 1423هـ 866 حالة وبواقع 201 جلسة أسبوعياً.
وبلغ عدد الحالات التي تم فحصها بوحدة النطق خلال عام 1423هـ 700 حالة وعدد الحالات الخارجية التي تراجع الوحدة دورياً 262 حالة وبواقع 80 جلسة أسبوعياً بجانب الحالات المنتظمة بالمجمع.
وتقوم وحدة العلاج الوظيفي بالمجمع بدور بالغ الأهمية حيث انها تعمل على تمكين المعاق من الاستفادة من القدرات المتبقية لديه في قضاء حاجاته الشخصية وبلغ عدد الحالات التي راجعت الوحدة على مدى العام المنصرم 192 حالة وبعدد 200 جلسة اسبوعياً هذا بجانب عدد الحالات المنتظمة بالمجمع.
وتعمل وحدة التأهيل البدني على تطوير اللياقة البدنية والمهارات الحركية الأساسية وهذا يؤدي إلى تفاعلهم اجتماعياً ونفسياً مع المجتمع الخارجي والاندماج فيه بما يحقق طموحاتهم وأهدافهم.
وقامت الوحدة الاجتماعية خلال العام المنصرم بدراسة 1065 حالة خلال العام الماضي وتهدف الوحدة إلى تخفيف الآثار الاجتماعية عن مشاكل الإعاقة في الأسرة كما تعمل على تذليل كافة العقبات ومساعدة أولياء الأمور على تخطيها من خلال المساعدات اللازمة مثل تقديم الكراسي أو مساعدات المشي وخلافه.
وفي مجال التأهيل ضمن المجتمع تتعاون الجمعية مع وزارة الصحة بفتح عيادات التأهيل ضمن المجتمع لاستقبال الحالات من لحظة الميلاد وحتى سن ست سنوات من خلال عيادات الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في مدينة الدمام والخبر والقطيف وقد تم اختيار عشر ممرضات وتدريبهن من قبل الجمعية على كيفية التعامل مع هذه الحالات واكتشافها وتحويلها إلى الخدمات المناسبة في المنطقة.
ويتبنى البرنامج تنظيم المحاضرات بهدف التثقيف الصحي عن الإعاقة داخل المراكز الصحية وخارجها.
العيادة الطبية بالمجمع
بلغ عدد الحالات التي تم فحصها خلال العام الفائت 818 حالة بجانب فحص الحالات الداخلية ومتابعتها دورياً وتختص العيادة الطبية بالجوانب الطبية للأطفال ضمن فريق التقييم بالمجمع.
وتعنى وحدة الأسنان بصحة الفم وقد بلغ عدد الحالات الواردة إليها خلال العام الماضي 433 حالة وبلغ عدد الجلسات الأسبوعية 230 جلسة.
وتلعب وحدة الاطراف الصناعية والجبائر بمجمع الأمير سلطان للتأهيل دوراً بارزاً في العملية التأهيلية حيث استقبلت الوحدة خلال العام المنصرم 281 حالة بجانب استقبال 521 مراجعاً وقد صنعت الوحدة على مدى العام الماضي 822 جهازاً تتضمن الأطراف الصناعية والجبائر والأحذية الطبية.
وانتهج مجمع الأمير سلطان للتأهيل نهجاً جديداً في برامجه التأهيلية من خلال عقد اجتماع لكل الأخصائيين المعنيين بالحالة حيث يتم مناقشة نتائج الخطط التأهيلية في التخصصات المختلفة «العلاج الطبيعي، الوظيفي، النطق» وتحديد إمكانية الحاق المعاق بإحدى الوحدات الداخلية مثل وحدة الرعاية النهارية أو التأهيل المهني أو التأهيل ضمن المجتمع أو يتم تلقيها خدمات من خلال جلسات خارجية وبعد وضع الخطط التأهيلية للمعاق يتم عقد اجتماع آخر مع أسرة المعاق وفريق التأهيل لعرض الخطة عليهم ومدى إمكانية مشاركتهم فيها وفي عملية التأهيل للمعاق كما تكرر هذه الاجتماعات على فترات لمتابعة تطور الحالة وإدخال أي تعديل عليها.
آراء ومقترحات
توجهنا بهذا التساؤل إلى أولياء أمور المعاقين المنتظمين بالمجمع عن وجهة نظرهم فيما يقدم لأطفالهم من برامج تأهيلية وتلقينا عدداً من الاجابات نورد بعضاً منها في سياق هذا الموضوع حيث يقول صالح عبدالله العبيد ولي أمر أحد الأطفال المعاقين بالجمعية: إن الخدمات التي يقدمها المجمع لأطفالنا مميزة ولقد عادت على ولدنا بالنفع الكثير شاكراً للجمعية حرصها على بذل المزيد من هذا الجهد.
ومن جانبه اضاف سليمان أحمد سعيد الشهري ولي أمر أحد الطلاب بقوله: لقد لمست تحسناً في الكلام لدى طفلي وكذلك استجابة مع الآخرين كما استفاد من البرامج التربوية في نطق الحروف الابجدية ومعرفة بعض الأرقام كما تعرف على شكل الحيوانات وكذلك أسمائها.
اما جاسم محمد الغنام والد أحد الأطفال فقد طلب زيادة جلسات العلاج الطبيعي لطفله كما طالب بالعمل على إعطاء الطفل بعض السور القصار من القرآن الكريم كما طالب بأن يكون هناك مهرجان يضم الأصحاء والمعاقين بحيث لا يشعر المعاقون أن هناك فرقاً بينهم وبين غيرهم أما بقية البرامج التأهيلية فهي جيدة والحمد لله وجهد نشكر عليه جميع القائمين عليه.
الإدارات الخدمية بالمجمع
أوضح الأستاذ عبدالله المغامس بأن الجمعية تسعى لتلمس حاجات المعاقين حسب الإمكانات المتاحة وسعياً وراء تكامل الخدمات قامت الجمعية بتأسيس جهات خدمية داخل الهيكل العام للجمعية يستهدف تقديم العون بشكله المباشر داخل الجمعية أو خارجها ومن بين هذه الادارات ادارة خدمات المعاقين والتي تهدف لتوظيف أكبر عدد ممكن من المعاقين في مختلف الجهات وكذلك القيام بأعمال تحسين البيئة العمرانية للمعاقين وتنظيم الدورات التدريبية لهم مثل دورات لغة الإشارة وغيرها.
وتم استحداث إدارة لتنمية الموارد المالية هدفها توفير أكبر قدر من الدعم المادي بما يحقق تحسين مستوى الأداء الخدمي في برامج التأهيل.
وتقدم وحدة الإعلام والنشر خدماتها الإعلامية من منظور الإعلام المتخصص الذي يعمل على إثراء التثقيف الصحي والوعي الاجتماعي بقضايا الإعاقة والمعاقين حيث تقدم الجمعية سلسلة من الكتب التوعوية وكذلك اصدار مجلة شموع المتخصصة في مجال الإعاقة كما سيتم اصدار أول شريط فيديو تثقيفي للأسرة في كيفية التعامل مع حالات الشلل الدماغي بوحدة الجمعية هذا بجانب مشاركات الوحدة في العديد من الفعاليات الخاصة بالجمعية والعامة.
وتعمل وحدة الحاسب الآلي في منظومة متكاملة لتقنية المعلومات لاستخدام كل ما هو جديد وحديث وذلك لتطبيق أحدث النظم بهدف تحسين مستوى أداء العاملين كما تقوم الوحدة حالياً بإنشاء مركز للمعلومات لخدمة أهداف الجمعية وتلبية طموحاتها.
فهذه رؤية تأهيلية شاملة لخدمة أبنائنا وإخواننا المعاقين حركياً والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات نمائية أخرى والتي ترتكز على تشخيص وتقويم الإعاقات النمائية للأطفال حتى سن 18 سنة كما تقوم بتشخيص وتقويم الاعاقات الحركية للبالغين والتي تكون بحاجة إلى تدخل عن طريق الأطراف الصناعية والجبائر والوحدات التأهيلية بواسطة الفريق الطبي والفني بالمجمع.
| 
