تقام بعد غد الاثنين فعاليات الجلسات العلمية لندوة «أسماء الأماكن الجغرافية في المملكة العربية السعوية» والتي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع الجمعية الجغرافية السعودية بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض انتركونتننتال، وتم تخصيص القاعة رقم «1» لجلسات الندوة، والقاعة رقم «6» للسيدات.ويرأس الجلسة الأولى التي تبدأ الساعة العاشرة صباحاً وتستمر حتى الثانية عشرة ظهراً معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، وتتضمن سبع محاضرات الأولى لمعالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري بعنوان «أهمية الخرائط كوسيلة لضبط أسماء الأماكن» والثانية لمعالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم بعنوان «أسماء الأماكن القديمة وجهود المعاصرين.. رؤية للاستفادة من جهودهم».أما المحاضرة الثالثة فهي لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي بعنوان «جهود الشيخ حمد الجاسر وزملائه في تأليف المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية».ثم يقدم الأستاذ الدكتور أسعد بن سليمان عبده محاضرة بعنوان «جهود الشيخ محمد بن بليهد في تحقيق المواضع» وبعد إستراحة قصيرة تتواصل المحاضرات بمحاضرة للدكتور معراج نواب مرزا بعنوان «أسماء الأماكن في مكة المكرمة خاصة مما له علاقة بأعلام الحرم» ثم يلقي الأستاذ عبدالله بن محمد الشايع محاضرة عن «أسماء الأماكن على طرق القوافل».وتختتم هذه الجلسة بمحاضرة للدكتور حمد بن صالح الربدي والدكتور عبداللطيف بن حمود النافع بعنوان «أهمية كتاب دليل الخليج «القسم الجغرافي» في التعريف على أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية».
عقب صلاة الظهر تبدأ الجلسة الثانية وتستمر حتى الساعة الثانية ظهراً ويترأسها الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبداللطيف ال الشيخ، وتتضمن محاضرة للأستاذ الدكتور محمد شوقي بن إبراهيم مكي بعنوان «تجربة الجمعية الجغرافية السعودية في إصدار الموسوعة الجغرافية للأماكن في المملكة العربية السعودية».
ثم يلقي الدكتور محمد محمود محمدين محاضرة عن «أنماط اشتقاق أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية» يعقبها محاضرة للأستاذ مساعد بن صالح الخريجي بعنوان «تجربة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في استخدام نظم المعلومات الجغرافية في ضبط أسماء الأماكن ومواقعها»، بعدها محاضرة بعنوان «تجربة هيئة المساحة الجيوليوجية السعودية في جمع أسماء الأماكن بالمملكة العربية السعودية وتوثيقها» يقدمها الأستاذ محمد بن أحمد الراشد ويقدم الاستاذ محمد بن سعد الشهراني محاضرة عن تجربة الإدارة العامة للمساحة العسكرية في ضبط أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية وتختتم فعاليات هذه الجلسة بمحاضرة للمهندس محمد بن ناصر الراجحي عن «تجربة وزارة الشؤون البلدية والقروية في ضبط أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية».
وتعقد الجلسة الختامية في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً برئاسة الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز ويتم خلالها تلاوة توصيات الندوة وإلقاء كلمة ختامية.
مشروعات علمية وأطالس
ويعد الاهتمام بجغرافيا المملكة العربية السعودية أحد أهداف دارة الملك عبدالعزيز التي خطت نحو تحقيقها خطوات ملموسة تمثلت في العديد من المشروعات العلمية والندوات والمحاضرات والدراسات.
وتضم الدارة ضمن أقسامها مركزاً لنظم المعلومات الجغرافية، يتولى إنشاء قاعدة معلومات جغرافية وإعداد الخرائط المتعلقة بالمملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وقد أنتج هذا المركز العديد من المشروعات العلمية من بينها خرائط وأطالس تاريخية وجغرافية مستثمراً ما يتوفر به من إمكانات وأجهزة تقنية متطورة.
ومن بين المشروعات والإصدارات التي قام بإعدادها المركز «مشروع الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية»، وهو يرصد أبرز الأحداث والوقائع التاريخية السعودية منذ بداية الدولة السعودية الأولى وحتى نهاية عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله- وذلك من خلال تمثيلها بمجموعة من الخرائط والأشكال والصور التي يربو عددها على مائة خريطة وشكل وصورة ويتميز هذا الأطلس بخرائطه التفصيلية للأحداث التاريخية ورصد أهم المعالم الجغرافية التي شهدت تلك الأحداث وقد أعيد طبع الأطلس مرة أخرى طبعة منقحة ومصححة في عام 1421هـ.
مشروع الأطالس التعليمية
كما تبنت دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم مشروع الأطالس المدرسية وذلك لتحقيق عدة أهداف منها:
- إعداد أطالس مدرسية شاملة «جغرافية وتاريخية» تكون مصاحبة لمناهج التعليم العام في المملكة العربية السعودية.
- أن تكون هذه الأطالس متوافقة مع المناهج التعليمية الجغرافية والتاريخية المعتمدة من لدن وزارة التربية والتعليم.
- مساعدة الطالب والطالبة والمعلم والمعلمة على فهم وشرح محتويات المنهج بيسر وسهولة.
وقد تضمن المشروع دراسة ومراجعة الأطالس الجغرافية والتاريخية العامة ذات العلاقة بجغرافية المملكة العربية السعودية وتاريخها، وأكدت تلك الدراسة عدداً من الملحوظات من أبرزها «عدم توثيق المعلومات والبيانات الواردة في تلك الأطالس وكذلك عدم الاهتمام برسم الحدود الدولية بشكل صحيح بين المملكة والدول المجاورة، إضافة إلى وجود أخطاء في تمثيل المواقع الجغرافية كما أن الإخراج الفني لها لا يرقى إلى المستوى العلمي المتعارف عليه.
وقد تم تشكيل عدة لجان للإشراف على تنفيذ المشروع الذي سيتم على عدة مراحل منها جمع المادة العلمية حيث يتم جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات والإحصاءات والخرائط والصور الفوتوغرافية، والمرئيات الفضائية، وغيرها من المعلومات من مصادرها المتعددة.
ثم مرحلة إعداد المادة العلمية وتصنيفها وهي تتضمن دراسة وفرز وتبويب المادة العلمية حسب المفردات العامة للأطالس ثم مرحلة تصميم الخرائط حيث تحدد خرائط الأساس بمقاييس رسمها المناسبة، كذلك تحدد طرق التمثيل الكارتوجرافي المناسبة لتمثيل الظواهر المختلفة، وبالتالي تحديد المواصفات الدقيقة للخرائط والرسوم البيانية والأشكال وذلك بتنفيذ ما يعرف ب «أنموذج الخريطة».
ثم تأتي مرحلة «كتابة النصوص»وفي هذه المرحلة يتم اختيار وكتابة النصوص التوضيحية بشكل موجز وهي التي ستصاحب الخرائط والاشكال والرسوم البيانية تمهيداً لإدخال ومعالجتها بالحاسب الآلي.
بعد ذلك تأتي مرحلة إعداد مسودات الخرائط والمراجعة الأولى والإدخال بالحاسب الآلي ثم المراجعة ثم التعديل والتصحيح وإدخال الصور والإخراج النهائي ومن ثم الطباعة وهي المرحلة الأخيرة من إعداد الأطالس وسيستغرق تنفيذ هذا المشروع مدة ثلاث سنوات.
* مشروع دراسة مسارات طرق القوافل القديمة في جزيرة العرب:
ومن بين المشروعات الجغرافية التي تبنتها دارة الملك عبدالعزيز بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة الإعداد لمشروع دراسة مسارات طرق القوافل القديمة التي كانت تخترق أراضي المملكة العربية السعودية على مر العصور، وتحقيق ما على جوار هذه الطرق من منازل وموارد مياه معمورة أو مغمورة، وكذلك ما تميزت به تلك الطرق من علامات يستدل بها وكذلك ما خلفه سالكو هذه الطرق من اثار مازالت ماثلة للعيان حتى الآن.
ويتضمن موضوع الدراسة طرق قوافل التجارة القديمة قبل الإسلام والتي لم يرد عنها إلا ذكر عابر يستنبط من كتب التراث مثل طرق الحج من اليمامة وهجرها، أو بلدان شرق الجزيرة العربية وخاصة أن طرق التجارة القديمة في غالبيتها رغم ضخامتها وما على جوارها من أشياء حيرت الباحثين فقد طواها النسيان، وسيمكن التعرف على هذه الطرق وتحديد أماكن أعلامها من عمل خارطة لطرق القوافل التجارية القديمة التي كانت تصل بين أنحاء الجزيرة والدول المتاخمة لها بدلاً من الخرائط التي وضعت عليها مسارات تلك الطرق بطريقة اجتهادية مبنية على الحدس والتخمين.
وقد تم تشكيل لجنة علمية تضم نخبة من الأكاديميين والباحثين الجغرافيين والتاريخيين المتخصصين كفريق عمل للإشراف على هذا المشروع.
الأطلس المصور للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة
ومن بين المشروعات الجغرافية التي تقوم دارة الملك عبدالعزيز بتنفيذها أيضاً مشروع الأطلس المصور للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وقد ضم هذا الأطلس مجموعة كبيرة من الرسوم والصور التي تحكي قصة التطور الذي لقيه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة على مر التاريخ الإسلامي الطويل معتمداً على الرسم والصورة التي تفصح بأبلغ عبارة وتنطلق بأصدق مقالة عن واقع تاريخي لم نشهده فنقلته لنا تلك الصور والرسوم كما كان ليبقى ماثلاً للعيان على مر الزمان.
وقد تناول هذا الأطلس ما توافر من رسومات وصور للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة مبتدئاً بالرسومات الإسلامية القديمة التي يعد أقدمها رسم يعود إلى ما قبل سنة 486هـ كما ضم الأطلس رسومات الغربيين وأوصافهم للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة من مثل : باديا ليبلخ، وبوكهارت، وبيرتون.
وقبل بداية القرن الرابع عشر الهجري بدأت تظهر الصور الفوتوغرافية لمكة المكرمة وقد حوى الأطلس هذا مجموعة من الصور الفوتوغرافية العثمانية من مثل صور محمد صادق الذي زار مكة المكرمة خمس مرات أو أكثر، قام خلالها بتصوير المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.
ومع مطلع القرن الرابع عشر الهجري سجل الأطلس ظهور أول مصورين من مكة المكرمة ومنهم عبدالغفار بن عبدالرحمن كما برز في تلك الفترة احتراف بعض المصورين لبيع الصور المكية التي لقيت رواجاً واسعاً بين الحجاج والمعتمرين لتنتشر بعد ذلك في أرجاء العالم الإسلامي حيث تتلهف القلوب قبل العيون للاكتحال بمناظر تلك الأمكنة الطاهرة والبقاع المقدسة.
وقد نطق الأطلس بأصدق عبارة وأوضح معنى بما لقيه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة من عناية فائقة من بداية حكم الملك عبدالعزيز - رحمه الله- الذي وطد الأمن ووحد الشتات وجمع الفرقة ونشر الألفة ومد البنيان وجعل الحرمين الشريفين قرة عينه، ومحط همته واهتمامه، لإراحة الحجاج والمعتمرين ولتقديم الوفاء وكريم العطاء لأقدس البقاع وأطهر الأمكنة.
وتناول الأطلس بعضاً من مظاهر العناية التي لقيها المسجد الحرام والمشاعر المقدسة في عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده، مثل: صناعة الكسوة وتجديد باب الكعبة المشرفة، ونصب المظلات ورصف الأرضيات للوقاية من لهيب الشمس المحرقة، وإضاءة المسجد الحرام، وتوسعة الشوارع المحيطة به، وتوفير المياه وتنظيم المواصلات، وطرق الحج، كل ذلك وغيره أوضحته الصور الناطقة بالعناية المخلصة.
|