Saturday 10th may,2003 11181العدد السبت 9 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
العملاق الشريدة
محمد الشهري

من موسم لآخر، ومن تجربة لاخرى يثبت عملاق الدفاع الازرق عبدالله الشريدة ان النجومية الادائية وحدها لا تكفي لاكتساب الاحترام إن لم تقترن بالعديد من المقومات والمرتكزات الاخرى.
فالشريدة ومنذ أن التحق بزعيم الكرة الآسيوية ظل يقدم الدروس تلو الدروس في كيفية احترام المنشأة التي ينتمي إليها، فضلا عن احترام الاخرين، وذلك بعدم تجريحهم أو الخروج على الضوابط السلوكية أو الذوقية أو حتى اللفظية.
ليس هذا فحسب.. وانما يضاف إليه من المزايا الرفيعة الشيء الكثير، والتي من أبرزها ميزة «الاخلاص» والتفاني وبذل أقصى ما يمكن من الامكانات في سبيل خدمة الفريق، وتحمل الاعباء بروح المسئولية العالية.
كم هي الازمات العرضية التي اعترت مشواره ومع ذلك ظل يجتازها بحكمة وصبر الرجال الافذاذ حيث لم يكن لأي منها أن يكون سبباً في عرقلة مسيرته الواثقة.. هذا فضلاً عن قدرته المرتكزة على مخزون هائل من القدرات والامكانات الفردية العالية والممزوجة بالثقة بالنفس على رد الاساءات والاتهامات المغرضة على أصحابها واخراس تلك الألسن عملياً لا كلامياً.
وها هو الشريدة يجدد عقده للمرة الرابعة أو الخامسة لست متأكداً دون أن يحدث في واحدة منها ما يعكر صفو العلاقة المثالية بينه وبين ناديه.. بل على العكس تماماً .. ولعلي لا ابالغ اذا قلت ان التجديد معه اضحى علامة مميزة في اليسر والسهولة، فتحية لهذا المواطن الانموذج.
جبر الخواطر على الله
يدقق النصراويون حد الاستماتة في التباهي والتمسك بمسائل لا تستدعي في تقديري ذلك القدر من الضجيج والجلبة المبالغ فيها لولا انها كما يتضح تمثل لهم هاجساً أو ما يعرف بالعقدة.
فمثلاً: حكاية عدد مرات الفوز على الهلال أضحت تمثل لهم «مأزقاً» يصعب الفكاك منه.. حيث تحول إلى أولى الاولويات .. والمكتسب الذي دونه قلع الثنايا «؟!».
ومن قبيل «للناس فيما يعشقون مذاهب» بحيث يمكن أن ترى شخصاً ما يكرس امكاناته في سبيل الارتقاء بمقوماته ومقدراته.. والبحث عن المزيد من أسباب تحقيق طموحاته التي تميزه عن أقرانه .. تجد في المقابل ان هناك من يحاول التسلق على اكتافه وذلك باجترار بعض المواقف والاحداث وتحويلها إلى ملاحم بطولية تستدعي التفاخر والاعتزاز عطفاً على القيمة العالية التي يمثلها الطرف الآخر.
من هذا المنطلق.. وكون الفارق على مستوى الانجازات والالقاب بين الهلال والنصر قد تجاوز الضعف.. وبالتالي فلم يعد للفريق الأصفر من الحضور ما يؤهله للدوران في فلك الهلال سوى مسألة عدد مرات الفوز.. أما مسألة التنافس فلم يعد هناك ما يميزه عن الرائد والتعاون بالنسبة للهلال .. وكون مثل ذلك المنجز يمثل لأشقائهم في النصر ذلك القدر من القيمة الكبيرة.
وكوني اعلم يقيناً ان مثل تلك الاهتمامات لا وجود لها في أجندة الزعيم البتة بحكم ان طموحاته دائماً وأبداً لا تتوقف عند مثل تلك الحدود .. وإنما هي ترتقي وتتصاعد باستمرار لاضافة المزيد من الالقاب المعتبرة .. لا سيما وان سجله مليء بالتفوق البطولي والتنافسي حتى على مستوى مرات الفوز وعلى فرق تتفوق عراقة ومنجزات وجماهيرية وامكانات على النصر ومع ذلك لم يجعل الهلال من تلك الامور مدعاة للشطح والنطح واشغال الرأي العام الرياضي كونه أولاً وأخيراً يعرف حجمه ويعرف قدر نفسه.. وبالتالي فان ديدنه حصد البطولات وترك مهمة الاختلاف حول تعدادها اضافة إلى «بطولات» من كسب من أكثر للاخرين يسهرون جراها ويختصمون.
لذلك ومن باب «جبر الخواطر على الله» لا أرى بأساً في ان يبقى الزعيم على تلك الشعرة كرابطة بينه وبين جاره خصوصاً وان هذا الجانب يمثل أهمية كبرى كما أسلفت.
نجومية الأحمد في مهب الريح
لا أحد يجادل حول قدرات الزميل اللامع ناصر الأحمد في مجال التعليق تلك القدرات تقف خلفها الموهبة دون ريب.
ولكن وعلى رأي المثل «الزين ما يكمل» فان الزميل الموهوب كثيراً ما يوقع نفسه في مآزق ما كان ينبغي له الوقوع فيها أياً كانت المبررات والذرائع.. وسواء كان ذلك عن حسن نية، أو عن سابق تعمد .. ولن أخوض في سلسلة سقطات الأحمد الطويلة والمتتالية بحق نفسه وبحق آخرين بعينهم، والتي أثبتت الايام انها نتاج حسابات «رثة» بعضها له علاقة بالميول والبعض الآخر فرضته «العين الحمراء»؟!
فهل كان بحاجة إلى ان تحاصره جماهير الاتحاد وترغمه على الاعتذار ومن يومها وهو يمشي على العجين الاتحادي دون أن يلخبطه «؟!».
وهل يسوغ له الارتجاف من الغضبة الصفراء الاستمرار في الانتقاص من شأن الهلال ونجومه بطريقة فجة على طول الخط وكأنه قد أخذ على نفسه عهداً في ذلك الشأن .. أو كأنه يؤدي أمانة، لولا ان له حساباته الخاصة «؟!».
وهل كان الأمر يستدعي حضور الاحتفالية الهلالية بقصد جس نبض جماهيره على طريقة «اللي على رأسه بطحا».
وهل كان الوسط الرياضي بحاجة إلى من يؤكد رقي ووعي أنصار الهلال وتميزهم في التعامل حتى مع من يناصبونه المواقف أو يتخذون من الاساءة إليه وسائل لتحقيق بعض المصالح أو لدرء التهديدات والتهجمات كما حصل مع الاستاذ البكر وغيره من الانقياء الذين لا يخشون في الحق لومة لائم «؟!!» ثم ان الزميل الكريم لم يخبرنا متى اكتشف مثالية وحضارية الجماهير الهلالية وهل تم ذلك عن سابق رغبة منه أم انه جاء عن طريق الصدفة.. وهل لتلك الخصوصية الحميدة علاقة بتماديه في تجاوزاته بحقهم بعد أن أمن غضبتهم بعكس البقية، ولحساب آخرين.. بدليل ان النادي الذي لم يسلم أحد من تهجماته .. والذي أعد قائمة سوداء طويلة ضمنها نخبة من نجوم التحكيم والتعليق والصحافة والإدارة وغيرهم الكثير لم يسبق أن تعرض لزميلنا الأحمد بأي ذكر سلبي رغم انه لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، كدليل آخر على انه «لا يُخدم بخيل»؟!.
عموماً للأحمد عندي «عشر» وصايا ربما أقوم يوماً ما بطرحها من خلال هذه المساحة.. واعده من الآن انني لن أحرضه على زيد ولن أشجعه على مداهنة عبيد، إذ ان مثل هذه الاخلاقيات تحكمها أولا وآخراً مجموعة من القيم الإنسانية والمهنية .. ثم ليقيني مثلكم ان الأحمد لا يملك ان يمنح بطولة كما لا يملك حجبها لمجرد مدح هذا أو قدح ذاك.. وسواء كان ذلك نتاج استحقاقات وقناعات أو كان افراز عواطف أو مصالح.
وفي الطائرة أيضاً
حقق الزعيم كأس مسابقة الاتحاد السعودي للكرة الطائرة لهذا الموسم وبذلك تقاسم مع قلعة الكؤوس بطولات الموسم للكبار كمؤشر على ما يتمتع به كل من الناديين العريقين من حضور مدهش ومشرف ليس على مستوى كرة القدم فحسب وإنما على اكثر من مستوى واكثر من صعيد وكتأكيد على تسيدهما للساحة الرياضية المحلية.
الف مبروك لزعيم البطولات الذي لا تغيب شمسه عن المنصات بطولته الجديدة وتحية لنجوم القلعة على روحهم العالية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved