Saturday 10th may,2003 11181العدد السبت 9 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وسائل حفظ الأمن ومكافحة الجريمة وسائل حفظ الأمن ومكافحة الجريمة
إبراهيم محمد المريع/وزارة المعارف

من الامور التي نعتقدها ان الامن يتحقق بتحقيق الايمان كما قال تعالى {الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اؤلئك لهم الامن وهم مهتدون}، فكم هو جميل ان نسعى لكمال الايمان الذي هو مصدر العزة والسعادة ومفتاح خير الدنيا والاخرة ولئن كان الانسان يحرص على طعامه وشرابه لينعم بهذه الحياة فإن من اهم متطلبات العيش بهناء تحقيق الامن في البلاد فاذا عم الامن وانتشرت روح المحبة والاخاء وصفاء العلاقة بين افراد المجتمع فإن ذلك علامة نهضة البلاد وتماسكها لبناء حياة كريمة وكما ان الايمان من اهم عوامل تحقيق الامن فإن الانغماس في حب الدنيا بلا غطاء ايماني يعتبر منشأ كل مصيبة وبلاء ولذلك لما ضعف الايمان قل الوازع الديني في كثير من المجتمعات والاوطان وحيث اننا جزء من هذا العالم وبسبب الانفتاح الاعلامي الكبير وتقارب المسافة وسهولة الاتصال اصبحنا نسمع ونقرأ قصصاً غريبة على المجتمع لم نكن نسمع بها سابقا او لم تكن بتلك المساحة التي نحن عليها اليوم وان لم تصل ولله الحمد الى عدها ظاهرة مستشرية الا ان هناك مؤشرات خطيرة تنبعث بين الحين والآخر لايعقل اثرها الا من بصره الله وان القعود بدعوى ادعاء المثالية والتواكل لهو من اسباب انتشار تلك الصور وشيوعها في المجتمع والعياذ بالله وان قلة الجريمة لاتهون من فداحتها ونحن لانتحدث عن الجرائم المنظمة والتي لاوجود لها بل تلك الجرائم الفردية التي تحتاج الى اصلاح بين افراد المجتمع فعندما نسمع بالانتحار او قتل الرجل زوجته او بنته او امه وكذلك المخدرات ونتائجها وانتحار المطلقة وغيره ثم نقف مكتوفي الايدي ونتجاهل تلك الجرائم فان هذا من الخلل الظاهر وان نشر تلك القصص وتداولها عبر وسائل الاعلام دونما وقفة تربوية ونصائح توجيهية ليسهم في تبلد الاحساس وعدم الشعور بفداحة الجرم ويساعد على تهوين الامر في نفوس القراء والمتابعين وعندما تطلق الاخبار بهذه الصورة فان ذلك يساعد على رسم نهج جديد لكل جانح او متهور او عاطل يقحم نفسه ويوهم نفسه بالمرض النفسي ليصبح مريضا بالفعل ثم تكون الخطوات الحرجة بعد ذلك. ان مسؤولية العلماء والدعاة ورجال التربية عظيمة جداً وهم مطالبون بصيانة الاخلاق وحفظها وعبور الطرق الحديثة في التوجيه والاصلاح فالشر والافساد يتطور بصورة هائلة والمؤثرات التي تغتال امننا الفكري والاخلاقي على قدم وساق وما يتعرض له المجتمع من ازدواجية بحاجة الى ترتيب اوراقه وتغذيته المكثفة بالجرعات الايمانية المناسبة.
يجب ان ننظر الى البعد الاجتماعي ووضع الاسرة وماهي المؤثرات اليومية التي تتغلغل في اوساط الاسر لتسرق وحدتها وتماسكها.
ان علينا ان نبحث ونكثف الدراسة لنضع اليد على الجرح بصورة مبسطة خالية من التعقيد ومن الامور الحيوية التي تحتاج منا الى علاج سريع وفعال الزواج وطرق تسهيله للشباب، الانفاق وترشيده وفق الدخل الميسور، الموقف الحازم والتنظيم الجاد للتعامل مع وسائل الاتصال من قنوات وانترنت وغيرها فوضع آلية مناسبة للاسر في تعامل ابنائها مع الانترنت وضبط المقاهي بحزم وجدية ووضع حد مقبول مرحليا لاحتضان كل القنوات من كل فئة، فمطالبة بعض المحسوبين على التوجيه بعدم تقييد الحريات وان ندع المجتمع يستقبل مايريد مطالبة مرفوضة ولاسيما ان المجتمع يحوي افرادا متعددي التفكير ومختلفي الاعمار وقنوات تدعو للارجاف والعنف والعهر والرقص وسفاسف الامور بل قنوات تربي على الرذيلة وتدعو المجتمع الى العيش وفق منهجها فيحاول المتلقي رغم اختلاف نمط التفكير واختلاف بيئته عن البيئات التي تعرضها تلك الوسائل مما يسبب اختلالا وتشتيتاً وضياعاً بل انها تخاطبه كمستهلك ثري يبحث عن كل جديد من موضة او صرعة فيعيش في صراع بين مايراه وبين ما يملكه من دراهم معدودة وعند ذلك تبدأ خيوط الجريمة ويبدأ ذوبان الاسرة وتفككها.
ان علينا ان نصلح ارضنا ونبذرها بذرة خير لنجني خيراً اما اذا جعلناه ارضاً خصبة تستقبل كل بذرة فذلك الشر المستطير. ان الغزو الفكري اذا لم يقابل بقوة عملية سيصبح اكتساحاً فكرياً وان الحديث عن الغزو الفكري اذا بقي في ادراج المكتبات وملفات المنظرين ليس لنا به حاجة ونحن نرى اوراقه تذبل واوراقنا تتساقط ضحية القحط التربوي. يجب ان نبدأ من صغائر الشرر ونبحث اسباب شيوع التدخين والمعسل في اوساط مربيات الاجيال وننظر الى اسباب نقصان الحياء من بعض الفتيات في الاماكن العامة وانعدام المسؤولية في بعض اوساط الشباب وغيرها من الصور التي تبدو صغيرة الحجم ولكن لها مدلولاتها الكبيرة لمن تأمل بصدق، وحري بنا اذا اردنا القضاء على انتشار الجرائم ان نهتم بتربية الافراد وفق منظومة مشتركة من كل الجهات فلينهض الذين يقومون على التعليم ليرسموا الخط الواضح للابناء وفق سياسة التعليم الراشدة ويعملوا على حيوية اعمالهم وقياس انتاجها في الشارع فالمجتمع بحاجة الى ابناء يعون حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحق والديهم وولاة امرهم ووطنهم وبحاجة الى تعليمهم مكانة الاسرة واهميتها للمجتمع بعامة واسس بناء الاسرة وحرمتها وطرق الحفاظ عليها حتى ينشأ افراد قادرون على تحمل تبعات الاسرة في مستقبل الايام لانه من المؤلم ان نرى شباباً لايحتملون الاقدام على بناء الاسرة او يتكاسلون عن القيام بمهامها بل ويظلمون من يعولون الى درجة القهر وربما القتل.
ينبغي ان يسلك القائمون على التعليم الطريق المناسب بعيدا عن البحث عن مثالية طلبة اليابان ليفجعوا بالمخرجات التي ربما كانت قريبة من سلوكيات الطبقة المنبوذة في امريكا الشمالية.
ان من اعظم المهام التي ينبغي ان نسهم بها في مكافحة الجريمة هي مهمة الوقاية والتحصين ولا سبيل الى ذلك الا بالعمل الدؤوب واستثمار كل فرصة ووسيلة واغلاق منافذ الشر وسد الثغرات وان صغرت في نظرنا لنخفف العبء على الجهات الامنية التي تسعى لحفظ الامن وتعقب المجرمين وبحجم وعظم عمل المربين يتحدد المستوى الاخلاقي والفكري لدى افراد المجتمع. فحرس الله بلادنا من كل سوء وفتنة وحمانا من كل شر وجريمة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved