الحزن يعتصر القلوب لما حصل ويحصل لإخوتنا في العراق هذه الأيام، التفكير توقف وتكاد الأنفاس أن تحتبس معه، مشاعر تختلج في النفوس ليس لها أي متنفس أو ترويح ويعجز القلم عن شرحها.
كلما أردت أن أخلد الى النوم استرجعت مشاهد كثيرة من تلك المشاهد التي تبثها شاشات التلفزيون التي تعبر عن الحزن والرعب والخوف والأسى ثم انسكب شلال من الخيالات الأكثرحزناً لما وراء تلك المشاهد ثم تنهمر الدموع، فلنستعرض نماذج من تلك المشاهد:
1- صورة في البصرة:
امرأة يرتسم على ملامحها الجميلة حزن على فقدان حبيب وخوف من مستقبل يتحكم فيه الغريب تحمل هذه المرأة طفلها نصف العاري التي لم تجد فرصة لاكمال لباسه وتمسك بطرف ملابسها طفلة في عمر الزهور يبدو عليها الهلع والبراءة، تسرع هذه المرأة الخطى بجانب دبابة معتدية كاملة التسليح.
2- مشهد في بغداد:
شاب في العشرينات يحمل على كتفه أخاه المغمى عليه الذي لم يبلغ التاسعة ويضعه بين المارة وهو شبه ميت ويصيح ويستنجد بمن يقدم الاسعافات لأخيه ثم يقوم أحد المارة برش الماء على وجهه ويفيق الصبي ثم ينظر الى المارة وقد اجتمعوا حوله ويجول ببصره المنهمك ثم يصرخ ويحتضن أخيه ويبكي بحرقة تدمي القلوب بوجه حزين ومرعوب.
يقول مراسل ال«B.B.C» معلقاً على المشهد: يبدو أن هذا الطفل قد رأى منظراً مخيفاً ومرعباً بدرجة لا توصف.
مشهد آخر من بغداد:
امرأة في الأربعينات من ملامحها تستطيع ان تحدد كل يوم مر منذ 16 مارس وتستطيع ان تجزم بأنها فقدت أكثر من عزيز وخسرت أكثر من غالٍ، تتكلم بمرارة وتلعثم «ما هذا؟ أين نحن؟ لم هذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ هل هذه فلسطين جديدة؟».
مشهد آخر من أحد المستشفيات في بغداد
طفل جميل الملامح ينظر الى الكاميرا تبتعد الكاميرا ويتضح أنه فقد يداه تبتعد أكثر ويتضح أنه فقد رجليه تقترب الكاميرا ينظر اليها بكل ألم الحياة تدمع عيناه.
لمثل هذا: هل يستباح لي العذر في أن أذرف الدموع كل ليلة، وان اتضرع بالدعاء للعزيز المقتدر الجبار في أن ينصر المظلوم وينتقم من الظالم.
|