عشية وصول وزير الخارجية الأمريكي إليها لم تبد إسرائيل أي علامة على أنها تقبل بخطة السلام الجديدة المسماة «خريطة الطريق» كما لم تبادر إلى أي خطوة يمكن أن يفهم منها أنها على استعداد للتعامل مع محاولة السلام الجديدة.
وفي الجانب الفلسطيني هناك، إضافة إلى الاستعداد لتنفيذ هذه الخريطة ترتيبات تم إنجازها بالفعل للتعاطي مع مستحقات المرحلة المقبلة، بما في ذلك تعيين رئيس وزراء فلسطيني وتصريحات رسمية تصب في اتجاه التمهيد لتنفيذ خريطة الطريق.
وبالعودة إلى الموقف الإسرائيلي تجاه الخطة التي أنجزتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا فإن إسرائيل لم تبدِ حتى أي علامة يستفاد منها أنها ستتخلى عما تسميه الضربات الوقائية، ضد الفلسطينيين، وهي عمليات يقتل فيها الكثيرون من المدنيين.
ويصل باول إلى إسرائيل وقد سبقته إليها أنباء الضغوط الهائلة التي يمارسها المئات من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في واشنطن على حكومتهم بعدم ممارسة أي نوع من الضغوط على إسرائيل لإجبارها على تنفيذ خريطة الطريق.
ولهذا فإن باول سينفذ مهمة من جانب واحد تقتصر على الفلسطينيين وهم الذين قبلوا مسبقاً التعامل مع الخطة، بينما لن ينجز الكثير فيما يتصل بإسرائيل وهو يدرك أصلاً أنها لن تخضع لما يقوله لها، وحتى إذا ظهر ثمة ما يشير إلى خلاف بين باول وإسرائيل فإنه سيكون من قبيل إقناع الرأي العام العالمي بأن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل بينما هي لا تفعل ذلك ولم تفعل وإلا لكنا رأينا منذ عشرات السنين الأمور تتحرك إلى الأمام باتجاه التسوية الفعلية.
وعلينا أن نتذكر أن كل هذه التحركات تجرى على خلفية الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل 2004م التي سيحاول فيها جورج بوش البقاء في البيت الأبيض وهو بقاء مرهون إلى حد كبير بمدى التجاوب مع هؤلاء الذين يضغطون في واشنطن، ومع مدى رضاء غلاة التطرف في إسرائيل عن أداء الإدارة الأمريكية تجاه ما يهمهم.
|