Saturday 10th may,2003 11181العدد السبت 9 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أعمالهم نتيجة لجلساء أعمالهم نتيجة لجلساء
أ.د. حمد بن ناصر العمار ( * )
السوء خلقاً وديناً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فإن ما قامت به الأجهزة الامنية المختصة في وزارة الداخلية من القبض على وكر تلك العصابة المنحرفة مساء يوم الثلاثاء 5/3/1424هـ، حيث وجدوا معهم عددا من الأسلحة المتنوعة الفتاكة التي تنبىء عن اعمال شر قد يرتكبونها.
انَّ هذا الحادث يجعلنا نقف عدة وقفات منها:
أولا: شكر كبير نقدمه نحن المواطنين لرجال الأمن في بلادنا الغالية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، وسمو نائبه، وسمو مساعده على ما يبذلونه من جهود مباركة وبناءة لمحاربة الجريمة ومكافحتها، بل ومعالجتها قبل وقوعها، ولاشك ان ذلك يسجل من المواقف الايجابية للجهات الرقابية المختصة التي نسأل الله سبحانه ان يعينهم على ما حملوا، وان يضاعف اجرهم ومثوبتهم.
ثانيا: هؤلاء الشباب الذين أعلن عنهم وكشفت صورهم وأنباءهم اكثرهم من ابناء البلد السعوديين، وهذا يملي علينا نحن اولياء الامور من الآباء والامهات، ضرورة متابعة ابنائنا وبناتنا وحثهم على الجلساء الصالحين الاسوياء وإبعادهم عن المنحرفين خلقا وديناً حتى وإن تظاهروا بالصلاح فان الله سبحانه يكبت اولئك النفر الذين يرون اعمالهم سدادا وهي خراب، قال تعالى: {افمن زين له سوء عمله فراه حسنا}.
إذن المهمة والمسؤولية صعبة، واحسب ان كل اب وام عاقلين لا يتمنيان ان يكون احد أبنائهم من هذه الطائفة، ولذا فإنه ينبغي ان نعمل جاهدين على إبعاد ابنائنا وبناتنا عن الردى قبل ان يستفحل الخلل ثم نقول لا نستطيع صنع أي شيء، وعندها لا ينفع الندم.
ثالثا: ينبغي على الاجهزة المختصة بالشباب مثل:
وزارة التربية والتعليم، الجامعات، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، كل فيما يخصه العمل على رسم عدد من الخطط منها ما كانت قريب المدى، ومنها: ما كان بعيد المدى، تعنى هذه الخطة باشغال الشباب والشابات بما يتوافق مع معطيات ديننا الحنيف وآداب مجتمعنا المحافظ، وان تكثر هذه الاجهزة وغيرها من اشغال الشباب اوقات الاجازات الصيفية بالبرامج النافعة سواء أكانت ثقافية ام اجتماعية ام رياضية لتشبع احتياجات الشباب وتصرفهم عن التفكير في الامور المنحرفة.
رابعا: ينبغي على الجهات ذات الاختصاص ان تدرس هذه الظواهر الانحرافية، وان تتعرف على أسبابها ومسبباتها وان تسهم في وضع الحلول المناسبة لها وألا تقتصر في معرفة ذلك على جهودها وجدها، بل ينبغي ان تُشرك معها فريقا منوعا من جهات عديدة، واختصاصات متعددة لتكون الفائدة اعم واشمل.
خامسا: السعي الجاد في تلمس حاجات الشباب، وفتح الابواب والحوارات الجادة البناءة معهم عبر المجالس العامة، او عبر البرامج التلفزيونية المباشرة الموجهة، لتمتص ما لديهم وتستوعب افكارهم وتجيب على تساؤلاتهم.
أسأل الله سبحانه ان يحفظ بلادنا ومجتمعنا وولاة امرنا من كل مكروه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

( * ) وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع والتعليم المستمر

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved