Saturday 10th may,2003 11181العدد السبت 9 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
هذا ما يريده الأشرار لوطننا..
عبدالرحمن بن سعد السماري

** كلنا.. وبدون استثناء.. أُصبنا بالحسرة والحزن ونحن نسمع خبر ذلك المشروع الإرهابي الإجرامي.. الذي استهدف وطننا.. غير أن ما أزعجنا أكثر.. هو أن يتحول فكر شبابنا هكذا.. ويتحولوا إلى قتلة إرهابيين مجرمين سفاحين ماتت قلوبهم إلى درجة أنهم يسعون لذبح أبناء بلدهم.. وهم أهلهم..
** وكلنا.. أصبنا بالكثير من الألم والمرارة والأسى.. بأن يُغرر ببعض أبنائنا الشباب لدرجة أنهم يسعون لإيذاء وطنهم ومواطنيهم ومكتسباتهم ومنجزات عقود من العمل والتعب بأبشع صور الإيذاء = قتل.. ودمار.. ودماء.. وتخريب لا يمكن تصوره لو... وقع =.
** لقد حزنا حزناً عميقاً ونحن نسمع الخبر.. وفي الوقت الذي نشيد فيه بقدرة وكفاءة وفطنة رجال الأمن.. فإننا أيضاً.. نشعر بالألم.. بأن يكون الوطن مستهدفاً هكذا.
** غير أن ما أصابنا بالحسرة أكثر.. هو أن يخرج إنسان تافه مليء بالحقد والكراهية عبر المحطة سيئة الذكر «الجزيرة» ويمتدح هذا العمل ويشيد به.. ويشيد بالإرهابيين ويقول: «إن المستقبل يحمل المزيد.. ووجهه كله فرح وابتهاج وسرور بهذا الإجرام.. ويعد ويتمنى المزيد.. ومع ذلك يقول.. أنا سعودي؟!.
** هذا ما حصل في قناة الاجرام.. قناة الجزيرة.. التي استضافت مجموعة من «نافخي الكير» نافخي الشرور في تلك الليلة التي بُث فيها الخبر.. وجعلهم يتحدثون عن هذا العمل الإرهابي.. ليس للتحذير والتنبيه.. وليس لإدانة هذا العمل وفضح المجرمين.. وليس لكشف أبعاد الجريمة ومن يقف وراءها.. بل للإشادة بهذا العمل ومحاولة الاساءة للوطن والمواطن بشتى صور الاساءة.. وطرح مواضيع لا علاقة لها بهذا الشأن.
** لقد خرج علينا صاحب الوجه الكريه.. الذي يَدّعي سعوديته.. والوطن منه بريء.. وأثنى على هذه الخطوة وأثنى على منفذيها.. وأثنى على كل عمل من هذا القبيل وقال: إن المستقبل يحمل الكثير من هذه الاعمال.. وشاء الله تعالى.. أن يفضح هذا الوجه «الكالح» أمام الجميع.. وشاء الله تعالى.. أن يظهر مخبأه وما يضمر لنا وللوطن من شر.. وما يتمني لبلادنا.. من أن تتحول إلى بركة دماء.. وإلى أشلاء ودمار.. وإلى خراب وقتل وتقتيل.. وهذا.. هو «الاصلاح» في نظره.
** شاء الله تعالى.. أن يُخزي هذا الخبيث الحاقد.. وأن تكون هذه المؤامرة الإرهابية.. علامة على فضح تلك الوجوه المستترة بأكثر من غطاء.
** هل الإصلاح أيها المجرم.. هو أن يدخل وطننا متفجرات يمكن أن تدمر نصف الرياض تدميراً كاملاً.. وتقتل أكثر من ثلاثة ملايين شخص؟
** وهل الإصلاح أيها الخبيث.. أن نحول أبناءنا إلى مجرمين سفاحين قُطَّاع طرق؟
** وهل الإصلاح.. أن تتحول بلاد آمنة هانئة سعيدة مطمئنة إلى ساحات حرب ومعارك وقتال ودماء وتفجيرات؟
** هل الإصلاح أيها السفاح.. هو أن تشيد بالقتل والمجرمين والإرهابيين.. وتشد على أيديهم.. وتمتدح أعمالهم وتعتبرها جزءاً من «الإصلاح؟!».
** هل الإصلاح أن يموت نساؤنا ورجالنا وأطفالنا؟
** هل الإصلاح.. أن نكون صومالاً أخرى.. أو أفغانستان اخرى؟
** هل الاصلاح أيها المخبول.. هو أن يتحول أبناؤنا الذين نتعشم فيهم الخير والصلاح والاستقامة إلى قتلة؟!
** هل الإصلاح.. أن يتحول أبناؤنا من البناء والإسهام في التنمية إلى سفاحين؟
** لقد فضح هذا الحاقد توجهه.. وعَرّى نفسه دون أن يدري.. وأوقعته قناة «الشر» في سوء عمله.. ففضحته وفضحت نفسها.. وإن كان المجرمون مفضوحين.
** أما قناة الجزيرة نفسها.. أو كما يسميها العوام «خَرّارة الجزيرة» فنحن نعرف أهدافها وتوجهاتها ومن يقوم عليها وندرك أنها «مشروع خبيث» يقوم عليه مجموعة من الأشرار.. هدفهم زعزعة أمن المنطقة وإفسادها وتدميرها وتحويلها إلى ساحات حرب ومعارك وفوضى وجرُّ القلاقل والفتن إلى المنطقة.. وقد يدرك المسؤولون هناك وقد لا يدركون.. وإلا.. فكيف يسمحون لقناة تلفازية في تلك البلاد أن توجه سهامها إلى جارٍ شقيق.. له ألف فضل وفضل عليهم.. ويعتبر هو العمق الإستراتيجي لهم.. وذخرهم بعد الله..
وكيف يسمحون لحفنة من الاشرار بأن يوجهوا سهامهم لهذا البلد؟ ويثنون على هذا العمل ويمتدحونه ويعتبرونه «بشرى خير»؟ وكيف سمحوا لهم.. بأن يشحنوا المجرمين والقتلة والإرهابيين لعمل المزيد؟
** لقد تناولت كل المحطات العربية والإسلامية والمحطات العالمية كلها وبصوت واحد.. إدانة هذا العمل والتشنيع بالمتآمرين والضالعين فيه وحذَّرت منهم ومن صنائعهم.. ووصفته بالجرم والإرهاب.. ما عدا قناة الجزيرة التي رأته عملاً جيداً رائعاً يستحق الاشادة والشد على أيدي الضالعين فيه وامتداحهم وامتداح دورهم.. ليعكس لنا مجدداً .. حقد هذه القناة وكراهيتها لنا.. لأنها رأت تدميراً مشروعاً إصلاحياً..!!
** نعم.. فور اعلان الخبر في وسائل إعلامنا.. سارعت هذه القناة المشبوهة.. للبحث عن الحاقدين على المملكة.. فاستضافت الوجه الكريه.. وجه الاجرام.. ليبشر بهذا العمل ويقول.. إنه جاء في إطار الإصلاح.. ونحن لا ندري.. هل إصلاحنا هو قتلنا وتدمير بلادنا وتدمير ممتلكاتنا؟
** هل إصلاحنا.. هو تضييع شبابنا وإدخالهم في دوامة العنف والإجرام والضحك عليهم باسم.. شعارات خبيثة وكلها تهدف إلى تدمير الوطن؟
** ثم.. ما دام هذا المجرم الذي ظهر في قناة الجزيرة «واحتفت به».. على علم بهذه المؤامرة التي يشيد بها ويدعمها ويساندها ويعاضدها ويمتدحها.. ألا يُعدُّ مجرماً إرهابياً يستحق المطاردة ويستحق الاعتقال وتسليمه لهذا البلد الذي أراد تدميره ليقتص منه.
** لقد أدان نفسه بنفسه وقال بوضوح.. إن هذا العمل.. مطلوب.
** ربَّ ضارة نافعة.. نعم.. فقد أظهرت لنا تلك المؤامرة.. أموراً ينبغي ألا ننساها... وألا تغيب عن أذهاننا لحظة واحدة.. وهي أن نعرف.. من هم أعداؤنا الحقيقيون؟ ومن هم الكارهون لنا؟ ومن هم الذين يريدون الشر لنا؟ ومن هم الذين يضمرون لنا.. الكره والحقد؟ من هم الذين لا يريدون لهذا الوطن أن يستقر.. ولا لأبنائه أن يعيشوا في هناء ورغد وسعادة؟
.. من هم الذين يسعون لجعل هذا الوطن ساحة معارك دامية؟ من هم الذين يسوؤهم استقرارنا؟
** لقد سارع العالم كله بدون استثناء.. إلى إدانة هذا العمل والتحذير منه وإدانة كل من تورط فيه ومن يقف وراءهم.. ما عدا قناة الجزيرة التي ابتهجت به وبحثت عن الكارهين للمملكة.. وهما اثنان فقط لا غير.. من بين ستة مليارات إنسان في هذا الكون.. وأعطت أحدهم فرصة لبث سمومه ونفث أحقاده لا لشيء.. إلا..لأن قناة الجزيرة كارهة للمملكة.. أو مطلوب منها.. أن تقوم بهذا الدور الخبيث.
** وكل ما يؤسفنا.. أن يجهل أشقاؤنا هناك.. بأن ما يصيب هذا الوطن من مكروه.. سيحرقهم معنا.. وكما يقول المثل العامي «ما وطا الرأس.. طال الرِّجلين».
** فما يصيب الرأس.. وهي بلادنا.. لا شك أنه سيصيبهم.. لأنهم جزء من بلادنا.
** وكم يؤسفنا أيضاً.. السماح لمثل هذه المحطة.. أن تستمر في بث سمومها ضد المملكة ولكن.. ماذا نقول وقد سمحوا بما هو أشنع.. عندما تحولت هذه البقعة الصغيرة إلى أكبر مستودع للسلاح في العالم بمعدل عشر قنابل لكل مواطن هناك.. وهذه هي التنمية.. وهذا هو النجاح.. وهذا.. هو التحضُّر.. وهذه... هي النُقلة.
** وأخيراً.. ليس هنا شر محض.. بل ربما فطّننا هذا المشروع الإرهابي الكبير.. لأشياء يجب ان نفطن ونتنبه لها.. وبخاصة من يريدنا بسوء..ومن يسعى لإلحاق الضرر بنا.. كما هو الشأن في حرب الخليج الثانية.. التي أظهرت الصديق من العدو.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved