ندوة أخلاقيات الصحافة بالقاهرة تطالب بإعادة بناء الإعلام العراقي ومحاكمة قتلة الصحفيين

* القاهرة مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد - طه محمد:
طالبت الندوة الدولية لأخلاقيات العمل الصحفي بنقابة الصحفيين المصريين الصحفيين العراقيين بسرعة العمل على إعادة تشكيل نقابتهم بعيداً عن الهيمنة والتدخل الأجنبي وأن تقوم على أسس ديمقراطية. ودعا المشاركون في الندوة التي اختتمت فعالياتها بمشاركة 50 صحفياً الصحافة العراقية أن تلعب دورا في تأكيد الحرية المهنية والوحدة الوطنية بين العراقيين والمساهمة في بناء المؤسسات الصحفية العراقية وتأهيل العاملين فيها وتأييد الصحفيين العراقيين في نضالهم خلال مرحلة الحكم العسكري القائم والسعي إلى إقامة حكومة ديمقراطية عادلة وتشكيل لجنة تقصي حقائق لما لحق بالمؤسسات الصحفية العراقية ومراقبة ما قد تتعرض له مستقبلاً.
وشددت الندوة على إصدار اتفاقية دولية لحماية الصحفيين وقت الحروب وإقامة دعوى أمام المحاكم الدولية لمحاسبة مرتكبي الحرب في فلسطين والعراق وغيرهم واعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم وإقامة تحالف دولي للتنديد بالجرائم ضد الفلسطينيين ودعم جهود الاتحاد الدولي للصحفيين في إنشاء المؤسسة الدولية لحماية الصحفيين.
ودعت الندوة النقابات والمنظمات الصحفية إلى إجراء رصد سريع للانتهاكات الصحفية بالدول العربية وإنشاء شبكة للرصد وتبادل المعلومات وتعزيز التعاون بين النقابات القائمة والأخرى الناشئة وتحسين أوضاع الصحفيين بين النقابات ورفع أجورهم تحصيناً لهم من الاحتواء والاختراق وتبني برامج للتثقيف وتنمية المهارات المهنية بما يواكب التقنيات الصحفية ومساعدة الصحفيين بدول الخليج على إقامة نقابات ومنظمات صحفية في الدول التي ليس بها مثل هذه الهياكل المهنية.
وأكد المشاركون على أن الحريات الصحفية ضرورة أساسية في العمل المهني وضرورة التوصل إلى تداول حر للمعلومات وتوزيعها دون تعرضها للرقابة وإلغاء القيود المكبلة للصحفيين والصحف وإلغاء التشريعات والعقوبات السالبة للحريات وإدانة فصل الصحفيين لأسباب تتعلق بآرائهم والدعوة للفصل بين الملكية للصحف وإداراتها وحذرت الندوة من استعمال الخلط بين التحرير والإعلان في الصحف باعتبار ذلك عدوان على القارئ ومخالفة لأخلاقيات المهنة وقد شهدت الندوة في ختام جلساتها نقاشاً حول الصحافة العراقية ووضعها فأشار عصام الياسري صحفي عراقي بألمانيا إلى تعرض الصحافة العراقية لمراحل متباينة تأثرت بالتغيرات السياسية والاقتصادية وخضوعها لقوانين استثنائية ساهمت في إغلاق صحف وتكبيل أفواه مؤكداً أن الحرب ضد العراق لم تكن حرباً لتحرير ولكنها لتدمير المعالم الحضارية للعراق.
فيما تناول الكاتب الصحفي المصري نبيل زكي تجاربه الصحفية في العراق عند سفره إلى بغداد لتدريب الصحفيين العراقيين بدعوة من طارق عزيز وتدخله في تعطيل مسيرته لتطوير جريدة الثروة ومنعه لدراسة كان زكي قد أعدها عن ووتر جيت وقال زكي إن عزيز ذكر أنه تعمد عدم نشر دراسته بصحيفة الثروة حتى لا يتم الإساءة لحركات الإصلاح بين القاهرة وتل أبيب والتي كان يبذل فيها نيكسون آنذاك وأكد زكي أن للعراقيين تجارب صحفية متميزة عبر تاريخ الصحافة العراقية داعياً إلى إعادة الصحفيين العراقيين في دول المهجر ومقاومة الاحتلال الأجنبي.وتناول صلاح نصراوي صحفي عراقي بالقاهرة التحديات التي تواجهه الصحافة العراقية في المستقبل معرباً عن تشاؤمه في صعوبة مواجهتها وقتا طويلاً الأمر الذي يتطلب العمل على سرعة بناء المؤسسات بعد تدميرها لتكون مؤسسات وطنية ورفع أية تدخلات في شؤونها ورفع أية رقابة مستقبلية عليها والاكتفاء بالرقابة الذاتية للصحفيين.