انقضى عام 2002م بعد حصيلة 42 مليون شخص مصابين بالأيدز بعد أن كان عدد الحالات قد سجل في الثمانينيات ما يقارب 000 ،500 حالة يشكل الرجال فيها نسبة 55% والنساء 37% بينما يشكل الأطفال ما نسبته 8% وتعد هذه الأرقام تقديرية حيث يحول دون الحصول على الأرقام الحقيقية خوف المصابين من الكشف، وعدم تأهيل القطاع الصحي للمبادرة في كشف المصابين والتشجيع على علاجهم.
والحقيقة أن التفاؤل في العلاج يعد ضرباً من الخيال مما يخول لنا دق أجراس الخطر في وقت مازالت الحالات فيه تكتشف عن طريق الصدفة دون تدخل حكومي! ولو أنه يجدر بالمصابين التوجه إلى مختبرات الفحص لولا أن المبادرة محفوفة بالمخاطر، ومنها الخوف من العزلة حيث يكتشف المرض، وهذا الشعور يعد لدى المصابين أضعاف الخوف من الموت، حيث يشتكي معظم المصابين من النبذ الاجتماعي، وسبب ذلك الفيروس القاتل الذي يسكن أجسام حامليه فيحتفظون به في صمت وألم!!
وتجدر الاشارة إلى أن أسباب الاصابة به هو العلاقات المحرمة والشذوذ، فضلاً عن نقل الدم من شخص مصاب إلى آخر سليم، أو العلاقة بين زوجين أحدهما مصاب بالمرض، ولا بد أن ندرك أنه عدا ذلك لا يمكن أن ينتقل سواء عن طريق التعامل العادي أو الاختلاط الطبيعي بين البشر!
ولعلنا لو أرجعنا أسباب انتقال المرض وجدنا أنها تنحصر في الآتي:
1- السفر للبلاد الموبوءة بهذا المرض.
2- كثرة اللاجئين والمشردين والعمالة «حاملي الفيروس».
3- قلة وسائل العناية والوقاية بالبلاد الفقيرة.
والخطورة تأتي من كمون الفيروس داخل الجسم، دون علم الشخص المصاب به فينقله للأصحاء الأبرياء الذين يواجهون - وبدون اقتراف ذنب منهم - نبذ المجتمع لهم وعدم قبولهم أو التعايش معهم.
إن تصاعد الأرقام وتفاقم المرض لا يدعو للاطمئنان في ظل نقص الوعي الكافي بطرق الوقاية، اضافة إلى أن ضعف البرامج الوقائية من شأنها أن تؤدي إلى انتشار المرض. لذا فإنه يجدر بالقطاعات الحكومية والأهلية المختصة بث الوعي والوقاية لأن ذلك من شأنه التقليل من الاصابات التي ستحتاج إلى علاج، وهذا العلاج فضلاً عن ضعف جدواه - فهو موجه للحد من نخره في الجسد - فإنه مكلف للغاية حيث تصل تكاليف العلاج من 600 إلى 1000 دولار شهرياً عدا أن العلاج قد يناسب بعض الأفراد بينما لا يناسب الجميع، واصابة أفراد المجتمع وخصوصاً الشباب بهذا الوباء يعد كارثة وضربة اقتصادية مستقبلية، فالأمر يتطلب محاصرة المرض قبل انتشاره.
ولا نعدو الحقيقة حين نقول ان تجارب الدول في مواجهة هذا الخطر تسير بخطى خجولة لا تتعدى الاعتراف الجزئي بالمرض وبوجوده، ولكنها لم توفر بعد المؤسسات العلاجية لضحاياه، ولم تحتو آلامه ومعاناته، ونفور المجتمع منه وتقصيرها بنشر الوعي الاجتماعي تجاههم.
في المقال القادم: مريض الايدز هو إنسان، مبتلى، يتألم!! فكيف نخفف من تخبطه بين آلام المرض القاتل والمجتمع القاسي؟؟!!
ص.ب 260564 الرياض 11342
|