** دعوني في - «جداول» هذا اليوم - أنقلكم من قبح الحياة وتشوهاتها وحروبها إلى جمال الحياة وفضاءاتها المشرقة..!
دعوني أرحل بكم من عالم البارود إلى دنيا الورود، من صخب البنادق إلى عبق الحدائق.
أرحل معكم وبكم - عبر قارب هذه السطور إلى مدينة «لوجانو» في سويسرا التي زرتها قبل حوالي عشر سنوات، هذه المدينة التي أجمل وصف لها أن تسمى «مدينة الزهور».
إنها مدينة «زهور فيها مباني» وليس العكس!!.
إنك لا ترى إلا ورداً.
ولا تلتفت إلا لترى زهوراً
ولا تخفض عينيك إلا وترى اخضرار الأشجار.
حتى هواء هذه المدينة تشمّه عبقاً.
إن المدينة كلها «قارورة عطر»..!
ولا يضاهي جمال ورود الشجر - في هذه المدينة - إلا جمال ورود البشر، وسبحان المعطي..!
***
** والورد - دوماً - مقرون بالجمال والعبق وطيب الحياة والاستمتاع فيها.
وأجمل أشياء الحياة موسومة بالوردة..!
أليست المرأة وردة؟!
والحديقة وردة؟!
لكن مهما كان جمال الورد «الشجري» وسحره، فلن يبلغ معشار جمال وشذى الجمال «البشري»..!!
أذكر قصيدة مضمَّخة بالعطر «وليس مفخَّخة فمقالتي عن الحب والورود، وليس عن الحرب والبارود» لشاعرنا المبدع «مسافر» عنوانها «حيرة الهوى» يرسم فيها حيرة الرائي بين جمال المرأة وجمال الوردة، وإن كان الكاسب - بالضرورة - هو الأول.
«شفتاك قبلتا لمي الورد
من منكما المحظوظ بالورد
إن الهوى في القبلتين هنا
يحتار في شفتين من يفدي
لكنه يا ثورة الأشواق هدهده
سحر اللمى وعذوبة الشهد..!»
وهذا حق..!
فالورد جمال منظر وعبق رائحة
لكن المرأة كل ذلك وأكثر..!.
أما الشاعر عمر أبو ريشة فقد جسَّد في إحدى قصائده دلال واعتزاز الأنثى بجمالها عندما صوَّر امرأة تتجول في حديقة فرأت وردة تتفتح وكأنها «تغايرها»، ومن العسير على الأنثى المعتزة بنفسها وجمالها أن تقبل من يتحدَّى أو «يغاير» فتنة جمالها، ولهذا قالت هذه المرأة مخاطبة بل ومتحدية الوردة وحُقَّ لها ذلك..!
«تفتَّح الورد ألواناً ليفتننا
أيحلف الورد أنَّا ما فتنَّاه..!»
وقد صدقت.. ورب كاتب هذه السطور:
وإذا لم تفتنيه أنت فمن إذن يفتنه..!
أستشرف أن تكون هذه الكلمات حملتكم على شراع من عبير، بعد أن أرهقنا شراع الزمن الذي يسير بنا في بحار من الحروب والدموع.
***
تواصل
** الأخت الفاضلة: سعاد
* شكراً على ثقتك، وقد تأثرت بما ذكرته في رسالتك «الفاكسية».
والموضوع الذي استشرتني به يتعلق بك، فاستخيري الله ثم أقدمي على أحد الأمرين، وتفاءلي بالخير، وأسأل الله أن يكتب لك الخير، وقد بعثت رسالتك إلى الأستاذة الكاتبة فاطمة العتيبي حسب رغبتك.
***
آخر الجداول
** للشاعر: عبد الرحمن السماعيل:
(( قفي أحدِّثكِ عن عمري الذي انجرحا
بين الطَّلول، وعن حلمي الذي انسفحا
هذي الطّلول لها نبض بأوردتي
عْطرُ الطفولة من أفيائها نفحا
في كل زاوية عمرٌ وذاكرةٌ
وألف سرٍّ على الجدران ما افتضحا
ألا تَريْن؟ فذاك الطفل كان أنا
وفرحة العمر في عينيه إذ نجحا))
ف: 014766464
|