* كتب التحقيق - محمد المهنا:
قيل قديما حجران بيد واحدة لا يمسكان.. وهذا يعني ان كل صاحب عملين لا يتسنى له القيام بهما على الوجه الأكمل.. ولكن يصدف أن تهب السماء القدرة لانسان ما.. يستطيع أن يجمع بها بين عدة أعمال يكون النجاح فيها حليفه..، وهذا بالفعل ما حصل مع ضيفنا لهذا اليوم وهو الفنان الموهوب الأستاذ علي الخرجي مدير مركز الخدمة الاجتماعية بالرياض ومدير ادارة نادي الفروسية ومقدم «برنامج الأطفال» هذا بالاضافة الى أنه الرسام الكاريكاتوري المعروف.. ورغم ايماني بكثرة مشاغله وضيق وقته إلا أنني لم أجد بداً من ولوج مكتبه عليه ولنلتقي معه في حديث شامل عن الفن..
* أستاذ علي.. المعروف أنك رسام كاريكاتير.. فهل لك أن تعطينا فكرة عن هذا الفن..
- الحديث عن هذا الفن يطول ويتشعب وليس بالإمكان حصره في هذا اللقاء ولكن بالامكان الرجوع الى كتاب أبوصالح.. والدنيا، الذي أعطيت فيه نبذة عن هذا الفن..
* طيب.. متى بدأت الطريق في هذا المجال.. وهل كان ذلك عن دراسة أم هواية؟
- بدأت أشق طريقي فيه منذ مدة طويلة.. ولم يكن ذلك على مستوى الاحتراف.. وكان عن دراسة منهجية للرسم كفن.. واطلاع مستمر في فن الكاريكاتير.
* من كان السبب في دفعك لاحتراف هذا العمل..؟؟
- الواقع أنه أحد الأصدقاء بعد ان سمع حاجة جريدة الرياض اليه.. وكان رئيس تحريرها آنذاك الأخ عمران العمران.
* ما رأيك في مستوى هذا الفن في بلادنا؟
- في الواقع مستوى الكاريكاتير في البلد يسير في بدايته، أما عن مستقبله، فهذا موقوف على من سيتخصص في هذا الفن مستقبلاً.
* ما هو سر النجاح الذي تلاقيه من قبل جمهور القراء..؟
- هذا يعود الى انعكاس ما أقوله في الكاريكاتير على نفوس القراء.
* المعروف ان هذا الفن يتطرق الى علاج شتى المواضيع.. فما هو أهم موضوع في نظرك عالجته؟
- في اعتقادي ان كل المواضيع التي عالجتها مهمة وحساسة في حياتنا، وأعتقد أيضا ان حجم أي مشكلة لا يقرر مالها من ضرر مستقبلاً.. فقد يستهين بعض الناس بالمشاكل الصغيرة ولكنها في الواقع ذات أثر سيىء مستقبلا.
* كانت مؤسسة اليمامة قد قامت بنشر كتاب عن رسوماتكم اسمه «أبوصالح والدنيا..» فما مدى النجاح الذي لاقاه هذا الكتاب؟
- نسبة النجاح الأدبي الذي لاقاه كتاب أبوصالح والدنيا ما هو إلا لكونه سجلاً جمعت فيه مواضيع نشرت سابقاً.. ولنفس السبب قد أعزو فشله المادي لأن كثيراً من الناس اكتفي بما نشر.. ولأنه لم يحو شيئا جديداً.. وأنا الآن في طريقي لوضع دراسة لاصدار كتاب جديد يحوي أشياء لم تنشر.
* ما عو عنوان هذا الكتاب؟
- لم أحدد بعد عنوانه.. حيث إن محتواه هو الذي سيحدد ذلك.
* أستاذ علي.. كنتم في اجازة استغرقت ثلاثة شهور.. فما هي الدول التي قمتم بزيارتها؟
- نعم كنت في اجازة انتهزتها لأزور جزءا من الوطن العربي العزيز.. فقمت خلالها بزيارة الكويت والعراق وسوريا «مرورا» الى لبنان عن طريق البر ومكثت هناك ثم عدت بنفس الطريق..
* هل هناك مهمة تقوم بها.. أو مجرد راحة واستجمام؟
- بل مجرد راحة «واستفلاس» يعني استجمام بلغة الكاريكاتير.
* ماهي انطباعاتك في هذه الرحلة؟
- انطباعاتي أولا أننا بخير والحمد لله على المستوى الأخلاقي.. وهذا أعزوه لارتباطنا بقيمنا وأخلاقنا الحميدة.. النابعة أصلا من ديننا الحنيف.
ثانياً أرجو الله مخلصا ألا يصيبنا التكالب على المادة، إلا ان رجائي الى المواطنين ان يكون اخلاصنا في أي عمل نقوم به اخلاصا نابعا عن وعي وادراك لحاجة الوطن.. وان أي عمل يجب ان يقوم على أساس من التعاون بين الجهات المسؤولة والمواطنين.. وأود ان أضرب هذا مثلا، فالبلدية قامت بسفلتة العديد من الشوارع.. فهنا يجب على المواطنين التعاون معها والحفاظ على نظافة هذه الشوارع.. حتى تبدو بالمظهر اللائق أمام الزوار.. ومثلا آخر.. إذ سن المرور نظاما جديداً فيجب علينا التقيد بهذا النظام وان نساعد على تطبيقه.
* أستاذ علي شكراً لهذا الشعور الذي أرجو ان يسود في كل المواطنين.. وأعتقد أنك لاحظت بعض المشاهد غير الأخلاقية هناك بدا للقارىء أنك لم تكن مرتاحا منها كما ظهر في عدة كاريكاتيرات نشرت بعد عودتكم في جريدة الرياض.. فهل لك ان توضح للقارئ المغزى الذي ترمي اليه من وراء بعض اللوحات التي نشرت؟
- في الواقع انني كما ذكرت لاحظت العديد من المشاهد التي لم أرتح لها ونشرت عنها عدة لوحات وعلى سبيل المثال احدى اللوحات التي تبين أبوصالح مع أحد الأساتذة في الأدب المقارن.. وتبدو في خلف اللوحة صورة لفتاة بلباس غير محتشم وصورة أخرى لشاب من صنف البيتلز «المعروفين عندنا بالخنافس».. فانتهزها أبوصالح مجالا للسخرية.. وهنا النقطة التي تنبع منها نكتة الكاريكاتير.. فأبوصالح يقصد بالأدب الأخلاق والسلوك.. بينما الأستاذ أستاذ في آداب اللغة.
* من هو أبوصالح.. وهل تقصد به شخصك؟
- لا.. أبوصالح لا أقصد به نفسي.. بل هو عبارة عن شخصية المواطن الطيب الذي يريد الاصلاح عن طريق النقد الذي تتمثل فيه صفات المواطن المخلص.
* أرجو أن ترسم صورتك بيدك..؟
- يقول المثل «باب النجار مخلوع» فأنا مستعد لأن أرسم أية صورة غير صورتي.. لأنني لم أدقق يوما في مراسم وجهي.!!
* أنت تقوم بعدة أعمال منها ادارة مركز الخدمة وادارة نادي الفروسية.. وتقديم برنامج الأطفال من تلفزيون الرياض، وامداد جريدة الرياض بالرسوم الكاريكاتورية، فكيف توزع وقتك؟
- وقتي كوقت أي موظف لا يستوعب كل يومي.. انما جزء بسيط منه.. فاذا طرحت ست ساعات وهي ساعات العمل من 24 ساعة يبقى 18 ساعة، واذا طرحت ما يكفي الرجل كامل النمو من النوم وهو 7 ساعات فيكون الباقي 11 ساعة.. وهذا كاف لبقية الأعمال، وعليك الحساب.
* المركز أقام برنامجا صيفيا.. فهل تعتقد انه نجح على ضوء التقارير المقدمة اليكم؟
- نعم.. أعتقد ان البرنامج قد تكلل بالنجاح نتيجة لجهود الشباب واقبالهم المتزايد على شتى النشاطات، وهذا الاقبال يبشر بنجاح أي فكرة من هذا النوع للقضاء على الفراغ وتوجيه الناشئة.
* طيب.. ما هو شعورك حينما علمت ان المركز حقق نصراً على أيدي شباب المركز.. حينما ساند أبطال الفداء في فلسطين بإقامة حفل يعود ريعه لصالحهم؟
- شعوري هو شعور أي مواطن مخلص يحب التعاون.. الذي هو وليد النضج والوعي طبعاً.
* هل تعتقد أنه نجح مشروع العيادة الطبية التابعة للجمعية التعاونية التي بدورها يشرف عليها المركز؟
- نعم.. واقبال الناس المتزايد على العيادة أكبر دليل على نجاحها.
* ما هي العلاقة التي تربط بين مركز الخدمة ونادي الاعتماد؟
- المفهوم ان نادي الاعتماد هو أحد المشاريع الاجتماعية التي تبناها المركز لخدمة الشباب وكان للمركز دور كبير في ابرازه.
* هناك اشاعة تقول: إنك سترشح نفسك لادارة نادي الاعتماد.. ما مدى صحتها؟
- لا علم لي بهذه الاشاعة.
* لماذا اخترت برنامج الأطفال؟
- لا أدري ما سبب الاختيار حيث لم أناقشه بسبب رضائي عن هذا الاختيار باعتباره ميدانا من ميادين العمل الاجتماعي.
* ما هو شعورك وأنت بين الأطفال؟
- شعور أب الحنون بين أولاده.
* هل تعجبك كلمة بابا علي؟
- ذلك يتوقف على قائلها؟؟
* متى يبدأ موسم نادي الفروسية.. وهل هناك مشاريع جديدة للنادي؟
- بدأ موسمه يوم 22 رجب الحالي.. أما المشاريع فهناك عدة مشاريع جديدة يسعى النادي الى تحقيقها.. وهذا يظهر في الدراسات التي قدمتها شركة فاتن الهندسية بطلب من النادي.. وتشمل حمام سباحة وحدائق أطفال وساحات تنس ومرافق رياضية.
* هل هناك هوايات أخرى تمارسها؟
- هناك هواية أخري بجانب الرسم فأنا أفضل الاستماع الى الموسيقى، وهذه الهواية أمارسها حتى في بعض ساعات العمل.
* كيف يتسنى لك هذا العمل؟
- أقول لك.. أثناء قيامي بالرسم للوحات الكاريكاتير في البيت في نفس الوقت أستمع الى الموسيقى وهي عادة تكون حافزاً على تأدية عملي.
* كل انسان له أمانٍ.. فما هي أمنيتك؟
- أمنيتي ان يحقق الله رجائي المتمثل في دعائي القائل:
«اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة» وأن يساعدني أيضا على تربية أولادي التربية الصحيحة.
* على فكرة.. كم عدد أولادك؟
- اثنان.. ناصر وياسر.
* هل هناك موقف حرج مر بك؟
- المواقف الحرجة التي مرت بي كثيرة..
* اذكر لنا مثلاً.. موقفا واحدا منها..
- وجودك أمامي وأنت توجه لي هذه الأسئلة..!!
* لماذا تعتبر هذا موقفا حرجاً؟
- لأنني مشغول كما ترى وأخجل إن رددتك خائباً.
- كان الله في عونك..
* أستاذ علي آسف لاقتطاع هذا الجزء الثمين من وقتك ولكن معذرة.. هل هناك سؤال كنت تود مني ان أطرحه عليك.. إذ كان كذلك فاطرحه على نفسك وأجب عليه؟
- نعم.. هل تكتفي بهذا القدر من الأسئلة.. أما الجواب فهو: لو سمحت كفاية وشكراً.
قلت له لا بقي شيء واحد: هل تريد أن تقول شيئا لجمهور القراء؟
- وأطرق قليلاً.. كمن يتذكر شيئا ثم رفع رأسه وقد وجدها.. وجد أبوناصر ما يقوله، انها فكرة تتعلق بجزء من عمله الذي يهدف الى التوجيه والارشاد فقال:
- نعم حاربوا الذباب بالقضاء على مواطن توالده.
«باب النجار مخلوع».. فأنا مستعد لأن أرسم أي صورة غير صورتي
سليمان الحماد..
بالله عليك ارتواز ومزرعة بها الوادي.. ما هي أحسن من بناية في بيروت ؟!
|