«اللوموند»
تناولت شأنا داخليا وكتبت في افتتاحيتها بعنوان «في الوقت الإضافي الثاني» تقول: «ضغط الجبهة الاجتماعية الداخلية في فرنسا، لم يكن مرهونا بالصمت الذي فرضته النهاية التراجيدية للحرب في العراق، بل أيضا في السكون الذي هرب إليه الخطاب السياسي الرسمي في فرنسا، كأنه ليعلن عن حالة من الطوارئ في الكلمات التي لم يعد يبحث عنها للتعبير عن الأزمة الداخلية الفرنسية التي كشفت عن اختلال واضح في الرؤى الحزبية بين المطلب الحقيقي والراهن الحالي..
قطعا يجب القول إن للوضع الدولي دورا في ما يجري، لأن جاك شيراك الذي استطاع أن يكون رجل أوروبا الأول طوال الأزمة العراقية مهدد اليوم بالعزلة، وبالوقوف قبالة الجدار في الوقت الذي بدأت أسلحة المعارضة تشهر ورقة «الخطأ الاستراتيجي» الذي ربما يعني الوضع الذي وجدت فرنسا نفسها فيه اليوم».
تواصل الصحيفة: «أزمة السياسة ليست في الحرب فقط، بل في عدم قدرتها على التعايش مع الآخرين في السلام أيضا.. الذين استفادوا من الحرب العراقية ولو عن بعد بالانشغال بها لأجل تأجيل الانفجارات الداخلية أساءوا التقدير، لأن الرهانات الداخلية هي قدر الأمم التي يجب أن تبني نفسها من منطلق القوة وليس من منطلق الضعف، وهو ما سوف يرد عليه الرئيس الفرنسي في المستقبل القريب، على الأقل كي لا تبدو فرنسا في حالة من الانهيار الذي يعني لأكثر من جهة أننا بدأنا ندفع ثمن وقوفنا ضد الأمريكيين !».
«لومانيتي»
كتبت عن تناقض الخطاب الأمريكي الخارجي بعنوان: «من يحكم من؟» تقول: «الحرب الدائرة رحاها بين الجنرالات والبيت الأبيض الأمريكي ليست اختلافا في وجهات النظر، بل هي الصراع الأمريكي الحقيقي بين القوى التي تريد القتل مباشرة، وتلك التي تريد القتل بالتقسيط، فالخطاب السياسي الأمريكي منذ أحداث 11سبتمبر من عام 2001، تحول وصار راديكاليا إلى أبعد حد، حتى في تعريفه للمطلب السياسي الأهم بالنسبة للأمريكيين، فالذين يتكلمون عن الحرب، هم أنفسهم الذين يراهنون على السلام البائس، وهم الذين يجبرون اليوم العراقيين على الاستسلام للأمر الواقع، وهم الذين رسموا ورقة الطريق الفلسطينية كي يوهموا العالم أن نتائج الحرب لا يمكن أن تكون لغير السلام!».
وتتابع الصحيفة قائلة :«التحليل الأمريكي للعالم بعد العراق ليس تحليلا عاديا، لأنه لا ينطلق من الخيار بل من المطلب، بمعنى أن شن الحرب على دولة أخرى مثل سورية ليس خيارا بل مطلب إسرائيلي لأجل الاستقرار وبالتالي نزع أظافر المقاومين ليس في فلسطين فقط، بل وفي جنوب لبنان، وكل المناطق القريبة التي يجب أن تكون مناطق آمنة للإسرائيليين، ولهذا قامت الحرب الكلامية بين البيت الأبيض، والخارجية الأمريكية والبنتاجون لأجل فرض نظرية الأقوى، والتي تعني أن رؤية الاستقرار في العالم لن تكون في الغد القريب ولا حتى بعد مائة عام في الظروف التي تتعامل بموجبها الدولة العظمى مع الدول الأخرى، كما لو كانت قطيع أغنام لا غير..».
«لاديبيش دو ميدي»
تحدثت عما أسمته القانون الدولي الجديد بعنوان «بعد الحرب» وكتبت تقول: «انتهى الأمريكيون من النظام العراقي، هذا نعرفه، ونعرف أيضا أن السلطة العراقية صارت بين أيدي «غارنر» و«بريمر» ونعرف أن الأحزاب السياسية العراقية المجتمعة في بغداد، لن تحظى بشيء سوى بحق الاجتماع وذكر مساوئ النظام العراقي السابق ولعن صدام حسين.. ولكنهم لن يفعلوا أكثر من ذلك، لأنهم لا يقدرون على شيء، من اللحظة التي اعتبروا فيها شخصا مثل «غارنر» حاكما مقبولا للعراقيين، ومنذ اللحظة التي أيدوا فيها إقامة حكم عراقي ببذلة عسكرية أمريكية..
تمثال الرئيس العراقي الذي سقط قبل شهر تقريبا بعد أن حمل أحد الجنود الأمريكيين على عاتقه مهمة تغطية رأسه بالعلم الأمريكي، يقول الكثير، لأن «رامسفيلد» علق على تلك الصورة ضاحكا: «أبناؤنا رائعون» ليعني أن أبناءه الجنود الذين «فتحوا» بغداد يفعلون كل ما يؤمرون به بالتفاصيل المملة، على اعتبار أن القتل والتهميش والترويع القائم في العراق هو في النهاية من صنع «الأبناء الرائعين»!.
«لوفيغارو»
أولت اهتماما بالتهديدات الأمريكية للمعسكر الرافض للحرب وبعنوان: «وصفة باول» كتبت تقول: «وزير خارجية الولايات الأمريكية نصح الأوروبيين الذين فشلوا في «توقيف عربة السلام» الأمريكية في العراق، نصحهم بالحذر من العواقب،
وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تغفر للدول التي رفضت الحرب لأسباب إنسانية ولن تغفر لتلك التي رفضتها لمطامع في العراق، مثل فرنسا بالذات، لأن الرفض الأول لم يكن مؤلما، بينما الرفض الثاني كان شرسا في محاولة هز شجرة القانون التي أبت الاهتزاز!».
|