عمر الإنسان قدر محكوم بزمن محدود {لا يّسًتّأًخٌرٍونّ سّاعّةْ وّلا يّسًتّقًدٌمٍونّ} وقدرٌ مقدّر على كل مؤمن أن يؤمن بقضاء الله وقدره، وقد قدّر الله علينا أن نفقد أحبابنا وأبناءنا وأهلنا وأقاربنا وأصدقاءنا في هذه الحياة الدنيا الفانية.
وقد فقدنا صباح يوم الأربعاء الموافق 28/2/1424هـ الأخ الشقيق الشيخ صالح بن فرحان الذي عانى من الأمراض سنوات عديدة، نسأل الله أن يجعل ما أصابه تخفيفاً وتكفيراً وأن يتغمده برحمته الواسعة.
وقد ولد الشيخ صالح الفرحان عام 1352هـ بمدينة الرياض وعاش في كنف والده الرائد فرحان السعود بحي الشمسية بالمربع الذي كان مؤذناً في مسجد الشمسية التابع لقصر الأميرة نورة بنت عبدالرحمن رحمها الله، وكان والدنا من خاصة الأمير سعود الكبير والأمير محمد بن سعود الكبير رحمهما الله، وكان شقيقي صالح مرافقاً لوالده لا يكاد يفترق عنه أبداً، وقد كف بصره في وقت مبكر كان عمره «15 سنة» فالتحق بمعهد النور مع أول بداية افتتاحه ودرس فيه المرحلة الابتدائية وتعلّم القرآن الكريم وحفظه لدى فضيلة الشيخ محمد السنّاري رحمه الله بالمربع، كما قرأ القرآن ترتيلاً وتجويداً لدى فضيلة الشيخ محمد بن سنان - حفظه الله - في حي دخنة بالرياض، وكان معروفاً بقراءته الجميلة وترتيله وتجويده العذب مما جعل كثيراً من الإخوان والمعارف يطلبون منه القراءة المرتلة المجودة التي تبعث الطمأنينة في النفوس، وكان يؤم النساء بالصلاة العشاء والتراويح في شهر رمضان المبارك في قصور الأمراء في المربع والفوطة والمنصوريات في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله.
وعاش حياته في سبيل طلب العلم والصلة والوفاء لأقاربه وأصدقائه ومحبيه وتربية أبنائه ورعايتهم حيث أنجب ثلاثة أولاد وسبع بنات اجتاز عدد منهم المراحل التعليمية الجامعية بمتابعته واهتمامه.
* وقبل الاحتفال بمرور (100 عام) على تأسيس المملكة تم الاتصال به من قبل إمارة الرياض ودارة الملك عبدالعزيز وإبلاغه بالحضور لاستلام (وسام الملك عبدالعزيز الخاص بالروّاد) عام 1419هـ.
وقد تشرفت مع شقيقي صالح الفرحان باستلام (وسام الروّاد) من يدي مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأدام عزّه ورعاه وذلك يوم الاحتفال بتاريخ 5/10/1419ه. وكان ذلك اليوم من أسعد أيام حياتنا وحياة أبنائنا وأحفادنا الذين كرمتهم الدولة رعاها الله بمنح جدّهم (الرائد فرحان السعود) هذا الوسام بصفته أحد الذين تشرفوا بالدخول مع الملك عبدالعزيز ومشاركة جلالته رحمه الله وغفر له في فتح الرياض عام 1319ه وبهذه المناسبة أبتهل إلى الله العلي العزيز أن يغفر للملك عبدالعزيز وجميع الراحلين من الملوك الأعزاء ويديم عز الباقين ويحفظ والدنا الملك فهد خادم الحرمين الشريفين ويديم عزه، ويحفظ لنا ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
وأختتم مقالتي هذه بالشكر والتقدير لكل أصحاب السمو الأمراء الذين قدّموا التعازي في وفاة شقيقي الشيخ صالح الفرحان وخففوا من مصابنا وشملونا برعايتهم ووقوفهم معنا أيام
|