القرار هو نشاط ذهني ونتاج عملية مقارنة ومفاضلة واختيار من البدائل المتاحة، وهناك قرارات مبرمجة، روتينية Structured، بيروقراطية، تتخذ حسب توزيع الصلاحيات وتدرج الهرم في المؤسسة، لا تحتاج الى جهد ذهني وفكري، تستمد قوتها من الأنظمة، وقرارات تكتيكية أو مرحلية تتعلق بكيفية تحقيق الأهداف، الهدف منها التنفيذ، تنحصر في ادارة واحدة أو نشاط واحد، نتائجها معلومة، في ضوء التوقعات والتجارب السابقة، تتميز بسهولة اتخاذها وتوقع وضمان نتائجها.
وقرارات غير مبرمجة Unstructured، غير روتينية، جديدة، استراتيجية، تتعلق بالأهداف الرئيسية للمؤسسة، تؤثر في مستقبلها، تتضمن استثمارات والتزامات طويلة الأجل، الهدف منها التخطيط، تعالج قضايا طارئة، ذات أبعاد متعددة، تحتاج الى جهد ذهني وفكري، وابداع، وبحوث ودراسات، ديموقراطية، لا يتخذها مسؤول واحد، لابد من مشاورة ومشاركة أكبر عدد من المختصين والمعنيين، ويشترك فيها مجموعة من المسؤولين من الادارات وكذلك الادارة العليا تتخذ بالتصويت بالأغلبية، تستمد قوتها من مركز صاحب القرار، تتخذ في ظروف غامضة لعدم توفر المعلومات الكافية تعتمد على التوقع والتخمين والتنبؤ، فيها مغامرة، نتائجها غير مضمونة.عملية اتخاذ القرارات تتأثر بعوامل متداخلة فنية،وتنظيمية وسلوكية، النموذج الذي يتبعه المسؤول في اتخاذ القرار، هو عبارة عن محصلة لعدد من المصادر؛ منها قراءة كتب علوم الادارة، ممارسة التجربة والخطأ، التدريب، ثقافة المسؤول، الأنظمة واللوائح والتعليمات، كما زن هناك رابطاً بين نموذج اتخاذ القرار والدوافع لدى المسؤول، من ذلك دافع اثبات الذات، الرغبة في التقدم والتحرك نحو الأفضل، نضوج شخصية المسؤول، كثرة تجاربه، احترام الذات، ودرجة تقبله للمخاطر.
للقرارات جوانب منها: الجانب الفني، يعتمد على تخصص المسؤول، ودور استخدام الأدوات الحديثة - الكمبيوتر - والأساليب الكمية والطرق الاحصائية في جمع المعلومات ومعالجة البيانات، ودرجة الاعتماد على البديهة أو المعلومات، أما الجانب التنظيمي فيرتبط بنوع القرار وتوفر المعلومات وأسلوب ونمط علاقة وتعامل المسؤول مع زملائه ومرؤوسيه، كما ان الجانب السلوكي يتأثر بخصائص المسؤول الشخصية - العمر، المركز الوظيفي، الخبرة، المؤهل، التدريب، دوافع المسؤول، مستوى نضوج المسؤول -.وهناك عدد من النماذج والأساليب الشائعة لاتخاذ القرارات منها: استخدام الخبرة السابقة، أو الاعتماد على المشاهدة وتقليد ومحاكاة مواقف الآخرين، على افتراض تشابه القضايا، والمواقف وخلفيات وادراك الأشخاص وصلاحية الحلول لكل المشكلات والظروف، استخدام أسلوب التجربة والخطأ، اعتماد حل ثم تعديله أو تغييره، وتجربة اقتراح آخر، يلجأ الى هذه الطرق عندما لا تتوفر معلومات أو لا يمكن التنبؤ بنتائج حل معين، هذه الطرق تستهلك وقتاً وطاقات في محاولات وتجارب قد لا تكون ذات جدوى، أولا تحل المشكلة جذريا أو تتسبب في تفاقم وتعقيد المشكلة، الخيار الذكي هو اتباع الأسلوب العلمي والمنهج الموضوعي والتفكير المنطقي الذي يتضمن خطوات علمية تبدأ بالتعرف على المشكلة، وتجميع المعلومات والبيانات وتحديد البدائل الممكنة وتقييمها باستشارة ومشاركة المختصين وتنتهي باختيار البديل المناسب.دقة ومقدرة المسؤول على سرعة اتخاذ القرارات، تعتمد على توفر نظام معلومات حديث ومتطور لجمع وتبويب ومعالجة البيانات، واستخدام برامج الكمبيوتر وتطبيق بحوث العمليات والأدوات الرياضية والاحصائية، في تحليل وتقييم البدائل. وذلك كي تبتعد عملية اتخاذ القرارات عن الصدفة ولا تخضع للعاطفة والرأي الشخصي، وتكون نتيجة بحث وتقص ولا تتأثر بالأهداف والدوافع الشخصية.
|