أتى اللقاء الحادي عشر لقادة العمل التربوي في اطار اهتمام وزارة التربية والتعليم «وزارة المعارف سابقا» بتطوير القيادة المدرسية والتعليمية والتربوية بشكل عام. فقد أصبحت القيادة التربوية مسؤولية كبيرة تتحملها الجهات المسؤولة عن التربية والتعليم في مختلف بلدان العالم وصارت تعتني بهذا المجال نظراً لانعكاسه وتأثيره على نظمها التعليمية وعلى العاملين في هذاالمجال وبشكل أكبر على المتأثرين تأثيراً مباشراً بالقيادة التربوية المنظمة والمتعرضين لتبعاتها وهم النشء من الطلاب والطالبات. ومن البدهي انه عندما تنتظم الادارة التربوية والتعليمية في سياق علمي منسجم مع الأهداف والسياسات التعليمية التي تضعها الدولة فإن العملية التعليمية بجميع مراحلها ستكون متناسقة ومتدرجة ومناسبة لكل مرحلة تطبق الأسس والأساليب القيادية التي تهدف الى اخراج نظام تعليمي أفضل ونوعية أفضل من الطلاب والطالبات تخدم هذا الوطن وتساهم في تنميته.
لقد زادت النشاطات الانسانية والتعليمية وأصبحت تمس جوانب متعددة من حياة الطلاب وأسرهم لذلك فقد أصبح لزاماً ان يقوم بقيادة العمل التربوي متخصصون في هذا المجال راغبون في العمل فيه محبون لطلابهم ومجتمعهم حتى يؤدوا أداءً متوافقا مع المهمة التي يقومون بها.
ولا يستطيع من لا تتوافر فيه العديد من الصفات القيادية التربوية ان يواجه المعوقات التي تحيط بالعمل في بيئة الانسان وهذا ما يبرز أهمية الدور الذي يقوم به القيادي وضرورة اعداده وتأهيله وصقله وتدريبه حتى يلم بأبعاد هذا المجال ويلم بطبيعة العلاقات الانسانية وأساليب العمل فيها وطرق التأثير عليها وتغيير مناخ العمل وتعديله بما يحقق الأهداف التربوية والتعليمية العامة. هذا اللقاء ناقش موضوع اختيار المعلم واعداده وهي مسألة مهمة خاصة في ظل تخريج أعداد كبيرة من المعلمين من مختلف الكليات الجامعية فهل جميعهم مؤهلون، وهل هناك معايير لاختيار معلمي المراحل المختلفة، وهل معلم المرحلة الابتدائية صالح للتعليم في المراحل المتوسطة والثانوية، وهل معلم المرحلة الثانوية يمكنه التدريس في المرحلة الابتدائية. لقد أصبح اختيار المعلم واعداده وتأهيله من أصعب الأمور والمهام التي تواجه وزارات التربية والتعليم في كل مكان، فالتعرف على استعداد الفرد - المعلم - النفسي والذاتي للتدريس والتعليم من أشق المهام التي تواجه أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات والكليات مثلما تواجه القائمين على أمور التوظيف والتوزيع والاختيار.
هذا اللقاء تعرض أيضا لحقوق المعلم وواجباته والتي أصبحت موضوع أخذ وعطاء ومثار تساؤلات ومناقشات بين التربويين أنفسهم وبينهم وبين المسؤولين، فهل يحصل المعلم على جميع حقوقه والى أي مدى تصل حدود واجباته خاصة في هذا الوقت الذي ضعفت فيه سيطرة المعلم على القاعة الدراسية بما تحتويه من طلاب وأصبح المعلم يشعر أنه يسير على خط مستقيم وحاد جداً ان تجاوزه وجد الكثير من اللوم والتحذير يحيطان به.
تطوير المعلم من الموضوعات التي تطرق اليها هذا اللقاء فما هي سبل ووسائل وطرق هذا التطوير، فبعض المعلمين مرت عليهم سنوات طويلة دون المشاركة في ندوة أو دورة أو ورشة عمل تجدد المعلومات وتطور المعارف وتحرك الأفكار الكامنة. فهل يعطى المعلم الفرصة الكافية للتطوير والتدريب، وما هو مستوى هذه البرامج واين تعقد وما هي المدة الزمنية التي يجب ان تكرر فيها برامج التدريب والتطوير للمعلم. هذه الموضوعات وغيرها الكثير القى الضوء عليها اللقاء الحادي عشر لقادة العمل التربوي الذي يعقد في جيزان الذي يؤمل ان يكون قد خرج بطروحات وتصورات وتوصيات لتطوير القيادة التربوية في المملكة العربية السعوية وفائدة هذه اللقاءات السنوية والدورية أنها تناقش موضوعات تربوية ساخنة وآنية يحتاج التربويون للتداول والتشاور حولها وتجميع الرؤى والاقتراحات للوصول لرؤية موحدة ووحيدة.
وقد اكتمل عقد هذا اللقاء بمشاركة نخبة كبيرة من مسؤولات ورائدات التعليم وادارات الاشراف من جميع المناطق. وعلى الله الاتكال.
|