بعيدا عن الحيثيات التي سيكشف عنها المسؤول بعد اكتمال المعلومات عن الدوافع، والأشخاص، والأهداف، التي تكمن وراء هذه «المجموعة» من الشباب الذين ينكبُّون في الخفاء يعدُّون للاعتداء، وتقويض أهدافهم الموْقعية كانت أو البشرية... بعيداً عمَّا سيتَّضح حين البحث والتحري والإجراءات النظامية فإنَّ وجود هذا العدد من الشباب السعودي بهذه «النَّفسية» و«الذِّهنية» المؤدِّية إلى هذا «التصرف» الذي سيبلغ منتهاه حين يُقدَّر له تنفيذ ما يضمر، فيه ما يدعو إلى التفكير ليس في لماذا؟ ولا كيف؟ وإنَّما فيمن يكمن وراء هذا الشَّحن النَّفسي والفكري بحيث استطاع تسخير هذا التأثير في انقياد هذا العدد منهم لأن يتصدَّى لتحقيق أهداف هذا ال «من يكون»؟...
هناك مؤشرات إلى ضرورة أن يتمَّ احتواءٌ أسريٌ بالدرجة الأولى لتطلُّعات الشباب، ولرغباتهم التي قد تنفلت في مجرى لا يتواءم مع طبيعة المعتَقد الدِّيني بحب الوطن، وبالامتثال لخدمة الوطن، وبضرورة حماية الوطن من الفساد والعبث والإخلال أولاً بقيِّم التعامل مع قضاياه الداخلية ومن ثمَّ الخارجية، إذ من المنطق الإيماني أنَّ الوطن حبٌ يتمثَّل في الحماية والتجنُّد له بكافة قوى الإنسان الشعورية والذهنية والنفسية بل الجسمية... وأنَّ التَّجنُّد للوطن لا يعني الفساد فيه نوعاً من أنواع العمل له إن هو يخرج بكلِّ القيم عند هذا الحدِّ عن الامتثال لطاعة اللَّه أولاً ومن ثمَّ لمفهوم المواطَنة التي رسمها شرع اللَّه.. فمن ذا الذي يهدف إلى بذر السموم في شجرة هذا الوطن، بتجنيد أبناء هذا الوطن كي يكونوا الدِّرع له، والمنفِّذ؟...
من ذا الذي يستغل هذه العقول استغلالاً مدروساً فينفُذ إليها من خلال العوامل النفسية والبيئية وأيَّ عوامل أخرى خاصة بهذه الفئة كلاً بتفرُّده ويعمل نحتاً فيها وتشويها لمسارها؟..
هذه الأسئلة تحتاج إلى تفكُّر..
ولعلَّ الأُسر الآن مسؤولة عن كلِّ أفرادها كي يتمَّ احتواء التَّوجُّه إلى الإيمانية المطلقة بأنَّ حب الوطن ليس الفساد فيه، وليس العمل في الخفاء من أجل أيِّ هدف.. يجيء بالظُّلم الأكبر والفساد الأشرى حين يأتي هذا الفساد وهذا الظُّلم على هذا النحو الذي رأيناه.
|