إن تنصروا الله ينصركم
أحمد بن عبدالكريم الخضير( * )

إن إيمان المؤمن بقدرة الله سبحانه يزيده طمأنينة وراحة حين يعلم أن الله قد وعد - وهو سبحانه لا يخلف المعياد - وعد سبحانه عباده المتقين متى ما نصروه {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا إن تّنصٍرٍوا اللهّ يّنصٍرًكٍمً وّيٍثّبٌَتً أّقًدّامّكٍمً (7)} [محمد: 7] وهذه الطمأنينة والراحة تدفع المؤمن الى بذل كل مافي وسعه في سبيل نصرة الحق والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعلمه: اولاً: بأنه لن يجري عليه الا ما قدره الله تعالى إذ لو اجتمع الناس كلهم على ان يضروه، لم يضروه الا بشيء قد كتبه الله عليه. ثانياً: يقينه بأن الله تعالى معه، ومن كان الله معه لم يضره من وقف ضده مهما ملك من القوة ومهما كان تسلطه وجبروته. ثالثاً: لإيمانه بأن الحياة الدنيا قصيرة وهي دار ممر وليست بدار مقر وان عليه ان يتزود لآخرته قبل وفاته حيث يجد يوم القيامة جزاء ما قدمه لنفسه من خير فليسعد هنالك حين يشقى اعداء الله واعداء دينه {يّوًمّ يّنظٍرٍ المّرًءٍ مّا قّدَّمّتً يّدّاهٍ وّيّقٍولٍ الكّافٌرٍ يّا لّيًتّنٌي كٍنتٍ تٍرّابْا } [النبأ: 40 ] فليثق المؤمنون وحملة الهدى بنصر الله، وليجد دعاة الباطل وحملة الضلالة من بطش الله الذي لا يرد عن القوم المجرمين. فالحق يعلو ولا يعلى عليه وليس ثمة من يستطيع ان يقف امام قوة الله ولا من يستطيع اطفاء نور الله {يٍرٌيدٍونّ أّن يٍطًفٌئٍوا نٍورّ اللّهٌ بٌأّفًوّاهٌهٌمً وّيّأًبّى الله إلاَّ أّن يٍتٌمَّ نٍورّهٍ وّلّوً كّرٌهّ الكّافٌرٍونّ } [التوبة: 32] وإيمان المؤمن بأن الله تعالى ينصر اولياءه بأمور قد لا تخطر لهم على بال، لا يعني ان يتوانى المؤمن ويتكاسل ولا يغفل اسباب النصر، كلا ايها القارئ الكريم، فهذا رسول الله صلى آلله عليه وسلم عمل في غزوة الاحزاب كافة الاحتياطات والاسباب فأعد جنده، وحفر الخندق، وامر نعيم بن مسعود بأن يفكك الاحزاب، وبعد هذا كله جاء الفرج من الله وجاء نصر الله تعالى بالملائكة والريح. ( * ) عضو الدعوة/الرياض