Friday 9th may,2003 11180العدد الجمعة 8 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
أوكار المعاكسات..!
سلمان بن محمد العُمري

لكل تقنية وجهان ابيض واسود، والإنسان يسعى دوماً لجعل اي تقنية بوجه ابيض يطغى على كل الوجوه الاخرى، ولكن نحن نعلم ان الايدي الخبيثة والشريرة لابد ان تعبث بأي شيء، وهذا ما حصل مع كبائن الهاتف التي صارت مرتعاً للاشرار الذين تحللوا من الكثير من القيم، وساروا بخطى يقودها الشيطان، فسولت لهم انفسهم الدنيئة ازعاج الآخرين ومعاكسة الناس، وهم على يقين من ان احداً لن يكشفهم كخفافيش الظلام.
لقد كثرت الازعاجات الهاتفية في الآونة الاخيرة، ومعظمها يأتي عن طريق الهواتف الموجودة في الشوارع التي تكون مفتوحة على مدار 24 ساعة وبأسعار رخيصة، وهذه نقطة الضعف التي استغلها ضعاف النفوس هؤلاء، بالاضافة لمعرفتهم بان ارقام هواتف الكبائن غير مسجلة في شركة الاتصالات - ان صح ذلك -، ولذلك عند معاودة الاتصال على نفس الرقم الموجود في الكبينة والذي يظهر لك في كاشف هاتف منزلك او مكتبك او جوالك تظهر لك عبارة:« ان الرقم الذي طلبته غير صحيح»، وهنا يفهمها الشخص ان الاتصال قد جاء من احدى الكبائن وان المتصل ما هو إلا شخص عابث..!!.
ان استغلال الكثير من ضعاف النفوس لهذه الكبائن في المكالمات وازعاج الآخرين لهو عار وعيب، ونأمل من شركة الاتصالات - وكلنا ثقة بمقدرتها - بأن تضع الضوابط الرادعة لمنع كل من تسول له نفسه استخدام هذه الوسائل واستغلالها بغير الشكل الذي وجدت لاجله.
وبرأيي المتواضع ارى ان من الحلول التي يمكن ان تكون مناسبة لهذه القضية هي ادراج ارقام تلك الاماكن بقوائم شركة الاتصالات ومتابعتها مباشرة من قبل الشركة لمراقبتها على الشكل الامثل، بالاضافة لطلب الهوية وتسجيلها عند الدخول لاي كبينة بالنسبة للرجال قبل إجراء المكالمة، اما المرأة فتضع هوية المحرم ان كان معها او إقامة السائق ان قدمت معه...!
وبهذا نصون هذه الادوات الحضارية من هذا العبث المتعمد الذي يسير وراء مقاصد وغايات دنيئة، وربما تقوده الشهوة الحيوانية او السلوكيات المنحرفة او الضالة، ولطالما سمعنا من قصص تفككت من ورائها الاسر، وظلمت فتيات، وعانت امهات من اشخاص معاكسين لا هم لهم إلا ازعاج الناس.
اما الحل الامثل فيتمثل في زيادة الرادع التربوي وهذه مسؤولية كل اب وكل ام، لاننا نحن المسؤولون عن ابنائنا، وبقدر نجاحنا في تربيتهم بقدر ما ننال من السعادة نحن وكل الامة معنا، وكم هو مؤسف ومحزن حين ترى عدداً غير قليل من شباب في سن الزهور ومرحلة المراهقة، بل واطفال يجوبون الشوارع والاسواق بمفردهم واهلوهم عنهم مشغولون وغافلون، ورؤوس الشر يتلقفونهم فيكون هذا التسيب والغفلة من الاهل اولى الخطوات في طريق الانحراف المظلم، والشوارع اليوم تعتبر مدارس للعبث والمشاغبة والفوضى، فهل ندرك الخطر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved