|
|
الداعية إلى الله مثله مثل الطبيب، فالطبيب الذي لا يتفهم حالة مريضه ولا يستشعر حاجته إلى الدواء لا يخلص في أداء مهمته وبالتالي لا يستفيد مريضه من طبه، وكذلك الداعية إذا لم يتفهم حال المدعو ولم يستشعر حاجته إلى الدعوة فلن يخلص في أداء مهمته وبالتالي لا يستفيد المدعو من دعوته بل ربما كان الأثر - لا قدر الله - سلبياً بجعل ذلك المدعو عدواً لدوداً للدعوة وهنا يكون ذلك الداعية قد ساهم في الصد عن سبيل الله وفي صنع عقبة جديدة في طريق الدعوة من حيث لا يشعر.. فعلى الداعية إلى الله أن يستشعر أهمية طريقة دعوته وأن يسعى جاهداً إلى تهذيب وتنويع طرقها وأن يستلهم الدروس والعبر من سيد الدعاة وقدوتهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقد جاءه شاب يطلب أن يأذن له بالزنا أبوي هادف مقنع كان قبله أحب ما يحب ذلك الشاب الزنا وبعده أكره ما يكره الزنا!!، وهنا يمكن نجاح الداعية فشبابنا اليوم في حاجة ماسة إلى الحوار المفتوح والمقنع والمتأني والرحب رحابة قد يراها بعض الدعاة رحابة مملة لكنها في الواقع رحابة مهمة وإن طالت، فالشباب بجنسيتهم كلاهما بحاجة إلى الحوار لا إلى المحصلة أو الخلاصة أو التوجيه أو الحكم فقط دون حوار، ففي قصة ذلك الشاب كان بإمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول له بحرمة الزنا فيكتفي ذلك الشاب إيماناً وتصديقاً بذلك الحكم ومع ذلك دخل معه عليه الصلاة والسلام في حوار أشبع الحاجة النفسية لذلك الشاب التي كثير من شبابنا وشاباتنا في حاجة إليها وخصوصا في زمننا هذا الذي كل فيه يدعي وصلاً وبمعرفة بما في نفوس الشباب، فليس الشباب بحاجة إلى معرفة الحكم الشرعي فقط هذا بل هم في حاجة إلى حوار هادف ومتئد جداً للوصول بأنفسهم إلى الحكم و التوجيه الشرعي وحينها سيكونون أول المتقيدين به والسائرين بموجبه. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |