* الجزيرة خاص:
أهاب فضيلة رئيس لجنة مسلمي إفريقيا الشيخ محمد بن حمد الخميس بجميع العاملين في الحقل الإسلامي في مختلف أنحاء المعمورة بأهمية مواكبة التطور المتسارع للأحداث العالمية، وذلك من خلال تشكيل هيئات متخصصة لرصد الأحداث أولاً بأول وتحليلها ودراسة مدى تأثيرها على سير الدعوة إلى الله، وكذلك دراسة الواقع الآخر دراسة وافية يتحقق من خلالها معرفة ما يثار حول الإسلام بين أفراد هذه المجتمعات في وسائل إعلامه وإصدارات كتابه لدحضه وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام.
ودعا فضيلة الشيخ محمد الخميس - في حديث ل«الجزيرة» إلى معرفة المداخل الصحيحة لهذه المجتمعات، حتى يتم استثمار ذلك في طريقة عرض الإسلام عليهم ولا يمكن أن يتم ذلك كله بدون إنشاء أجهزة إعلام قوية تساعد على تحقيق هذه الأهداف، وتدريب الدعاة القدوة وإرسالهم بشرح مفاهيم الإسلام الصحيح بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوضح رئيس لجنة مسلمي إفريقيا أن العالم شهد تطوراً مذهلاً في نظم الإعلام والاتصالات، الأمر الذي يحتم على الدعاة مواكبة هذه المستجدات ليكونوا دائماً في السبق ويحققوا الفائدة القصوى منها في التعريف بالإسلام، ودعم المسلمين وقضاياهم، ونشر العلم الشرعي.
وعن تعرض المؤسسات الخيرية في المملكة مؤخراً إلى هجوم إعلامي مكثف من قبل وسائل الإعلام المختلفة وخصوصاً في أمريكا وأوروبا، أبان الشيخ الخميس أن الهجمة التي تتعرض لها أمتنا العربية والإسلامية ليست وليدة اليوم ولا هي نتيجة لموقف معين أو لحدث عارض، بل تضرب جذورها في أعماق التاريخ الغربي، واصفاً إياها بأنها هجمة متشعبة الأهداف والمرامي فهي سياسية إلى جانب كونها عسكرية، وهي اقتصادية إلى جانب كونها ثقافية وتربوية، وهي اجتماعية فكرية وعقائدية ويمثل الإعلام ووسائله صوتها الناطق باسمها والمعبر عن طموحاتها، وأن ما يميز عمل اللجنة الشفافية الكاملة في تعاملها مع حكومات الدول التي تعمل بها، مشيراً فضيلته إلى أن هناك تنسيقاً مستمراً وكاملاً في جميع الأعمال التي تستوجب التنسيق، فبفضل الله تعالى أن هذا الأمر قائم منذ تأسيس اللجنة ولذلك ليس هناك حاجة لتغيير الهيكل والأنظمة تمشياً مع مستجدات الأحداث.
وأشاد فضيلة رئيس لجنة مسلمي إفريقيا بالتنسيق القائم - ولله الحمد والمنة - بين المؤسسات الخيرية في البلدان، ففي مواقع كثيرة هناك تنسيق بين مكاتب اللجنة والجمعيات الأخرى سعودية كانت أو خليجية، بل حتى المحلية سواء في العمل الدعوي أو في برامج الإغاثة، مؤكداً أنه يمكن الاستفادة من مكاتب المؤسسات الخيرية الموجودة في الخارج من أجل التعريف بحقيقة الإسلام، بل وتصحح صورة الإسلام في المجتمعات التي يستفيد من خدمات تلك المؤسسات، وتصحيح صورة الإسلام بين المجتمعات غير المسلمة عبر الوسائل العصرية المتاحة، مثل: «التلفاز، والإنترنت، والإذاعة، والكتيب، والشريط الهادف» وقبل ذلك كله بالمعاملة الحسنة والخلق الحسن، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «الدين المعاملة».
وتطرق الشيخ محمد الخميس إلى جهود ومناشط لجنة مسلمي إفريقيا من أعمال إغاثية وإنسانية وخيرية في داخل المملكة وخارجها، والدور الذي تؤديه في مجال خدمة الدعوة إلى الله، ونشر الدين الإسلامي، فقال: للجنة جهود كبيرة في تثبيت دعائم الإسلام في القارة الإفريقية، حيث تعمل في «30» دولة إفريقية منذ عام 1401ه، ولها مكاتب فيها، وخلال هذه العقود من الزمان تم بفضل الله بناء «150 ،2» مسجداً، وكفالة «850» داعية، وتوزيع أكثر من «5 ،6» ملايين نسخة من القرآن الكريم وبلغات مختلفة، وترجمة وتوزيع «5 ،7» ملايين كتيب إسلامي «ب«22» لغة، وحفر «250 ،4» بئراً، بناء وتسيير «204» مراكز إسلامية، وكفالة «000 ،10» يتيم، وتقديم «300» منحة للدراسات العليا، وكفالة أكثر من «000 ،1» طالب للدراسات الجامعية، ودفع رسوم الدراسة عن «95» ألف طالب، وبناء «840» مدرسة قرآنية، وبناء وتسيير «140» مدرسة نظامية، وبناء وتشغيل كلية التربية بزنجبار وكلية الشريعة بكينيا، وإقامة «30» مخيماً طبياً لعلاج أمراض العيون، وبناء وتسيير «129» مستشفى ومستوصف، وبناء «214» مركزاً لتدريب النساء الفقيرات على الأعمال اليدوية، شراء وتشغيل إذاعة القرآن الكريم في سيراليون تبث ب18 لغة وتغطي «16» دولة، وتنفيذ أكثر من مليون وجبة إفطار صائم سنوياً، وتوزيع أكثر من «265» ألف طن من الأدوية والأغذية والملابس، وتنفيذ وتسيير عدة مشروعات زراعية أكثر من «10» ملايين متر مربع.
وأضاف فضيلة رئيس لجنة مسلمي إفريقيا أن جهود اللجنة الدعوية شملت الدعوة وسط القبائل الوثنية التي كانت في يوم من الأيام مسلمة، فقبيلة الأنتيمور بشمال مدغشقر، يعيشون في قرى اسمها «مكة، حجاز، مصري»، وقبيلة السكلافا قبل مئة عام كانوا يستخدمون الحرف العربي في كتابة لغتهم، وقبيلة الغبرا في كينيا يحتفلون بعيد أرفة «أي عرفة»، ويذبحون فيه الشاة، هؤلاء في الغالب يعيشون في مناطق نائية وبعيدة، والوصول إليها صعب، ولكن في المقابل تجد أن دخولهم للإسلام سهل جداً، وهذا ما لمسناه مع قبيلة البورنا في إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، أسلم منهم خلال الثلاث سنوات الماضية أكثر من «000 ،75» شخص بفضل الله.
ولفت رئيس لجنة مسلمي إفريقيا النظر إلى أنه بفضل الله لم يقتصر دور اللجنة في الدعوة على الرجال، فهناك نساء معلمات وداعيات في الوقت نفسه من خلال التحاقهن بمؤسساتنا للتعليم العالي ومدارسنا ودور المؤمنات، ولنبين لكم بعض ما تم إنجازه في محيط المرأة المسلمة وتحصينها بالعلوم المختلفة يعلوها العلم الشرعي بالإضافة للعلوم الأخرى لتكون امرأة نافعة لنفسها ودينها ووطنها لا تعيش على الإعانات والإغاثات المقطوعة، ففي كلية التربية بزنجبار والتابعة للجنة مسلمي إفريقيا تم فتح هذا العام باب التسجيل للبنات بعدد «35» طالبة يتلقين من خلالها العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم الأخرى، وفي العام الماضي تم تخريج «94» طالباً من المعهد الصومالي للتنمية الإدارية التابع للجنة كان من بينهم «30» امرأة، كما تقوم اللجنة بالإشراف على «4» دور للمؤمنات في شرق إفريقيا يتخرج منها سنوياً ما يقارب من «140» امرأة، وكذلك تسيّر اللجنة «4» مدارس ثانوية للبنات تخرج مئات الطالبات سنوياً للجامعات.
أوضح الشيخ محمد الخميس أن مواكبة العلم من أهم الضروريات في التعريف بالإسلام، فالإنترنت، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لم تستغل بالصورة المطلوبة كما هو حاصل من أعداء الإسلام.
|