إعداد وتصوير: محمد البناي
يعتبر ميناء العقير بالأحساء من أهم المواقع الأثرية في المنطقة حيث كان في قديم الزمن ميناء حيا يستقبل السفن المحملة بالبضائع من شتى بقاع العالم.
يقع ميناء العقير على الشاطئ الغربي بين خطي الطول 13 و50 شرقاً وبين دائرتي العرض 93 و35 شمالا ويبعد حوالي 90 كيلومترا شمالي مدينة الهفوف عبر طريق حديث ومعبر وهو ثغر بلاد هجر منذ القدم وذكريات ياقوت الحموي في معجم البلدان ان العقير قرية على شاطئ بحذاء هجر وتتصل بالهفوف عبر الطريق ووصف صاحب المناسك ميناء العقير بأنه قرضة العين وعمان والبصرة وهو منبر من منابر البحرين لبني الرجاف وربما جاء اسم العقير او العجير كما يسميه أهالي الاحساء من اسم قبيلة عجير التي سكنت المنطقة خلال الالف الأولى قبل الميلاد واوردت اسمها المصادر الكلاسيكية وقد يكون للاسم دلالة جغرافية فقد ورد معجم البلدان ان العقير كل فرجة بين شيئين وتصغيرها عقير ويعد العقير ميناء جنوب نجد لأنه اقرب ميناء لها يرتبط بطريق بري قديم يعرف بدرب حوجان يتجه من الاحساء إلى حرض ويتفرع إلى بيرين باتجاه جنوب الجزيرة العربية وإلى الخرج فالرياض ويعتبر ساحل العقير من أجل السواحل على ضفاف الخليج إذ يتميز بتداخل مياه الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر ومن جهة الشمال وتل الحميدية وهو على بعد 4 كيلومترات شمال رأس ابو العجل ورأس المذبح ويقع على بعد 5 ،9 كيلومترات شمال رأس المذبح ومن أهم الجزر المحاذية لميناء العقير جزيرة الزخنونية وتقع جنوب شرقي ميناء العقير ومساحتها حوالي 6 كيلومترات مربعة ويقصدها هواة الصيد شتاء وليس بها سكان وتوجد بها بقايا قلعة قديمة متهدمة يجاورها مسجد وبقايا تل اثري وجزيرة الفطيم وهي جزيرة صغيرة تقع على بعد كيلومتر واحد جنوب شرق الخزنونية وكان العقير في فترة ما قبل الاسلام على درجة عالية من القوة ولعب دوراً مهماً في التاريخ القديم تدل على ذلك الشواهد الأثرية التي تنتشر به ويعتقد العالم الاثري كادنوال انه موقع الجهرهاء المفقود والذي ارتبط باسم العقير تاريخيا وفق تحليلات المؤرخين للنصوص التاريخية القديمة فقد ذكر استرابوان ان الجهرهاء مدينة على الخليج لقد شهد العقير العديد من الأحداث التاريخية أبرزها نزوح الجنود العثمانيين من الاحساء في شهر ربيع الأول من عام 1331هـ بعد ان يسر الله استرجاعها على يد الملك عبدالعزيز وبلغ عدد هؤلاء الجنود «1200» جندي غادروا الاحساء إلى العقير بأسلحتهم وبدون ذخيرة.
واستمر أهمية ميناء العقير الذي ازدهر في بداية الدولة السعودية أي حوالي عام 1365هـ.
|