حوار: وهيب الوهيبي
الحديث مع الدكتور عائض بن عبدالله القرني حديث ذو شجون فجهوده بارزة في الدعوة إلى الله والنظرة الثاقبة المتزنة لهموم العمل الدعوي والإسلامي. تحدث بصراحته المعهودة حول الكثير من الآراء والأفكار التي تحدث على الساحة فكانت اجاباته مقرونة بالواقع. لا نطيل عليكم كثيراً لنقرأ ما جاء في حديثه ل«شواطئ الجزيرة»..
40 كتاباً
* خلال فترة التوقف عن النشر بماذا شغل فضيلتكم وقته وهل كان لكم نتاج علمي خلالها؟
خلال فترة التوقف كان هناك قراءة مركزة لعدد من الكتب بالإضافة إلى التأليف حيث ظهر لي قرابة اربعين كتابا من أبرزها: لا تحزن، حدائق ذات بهجة، مقامات القرني، فلله الحمد كان هناك مجهودات طيبة بدأت ألمس ثمارها واجنيها اليوم.
قناة إسلامية
* أعلن معالي وزير الشؤون الإسلامية عن بدء انطلاق قناة فضائية إسلامية، في نظركم ما هو تصوركم لما يجب ان تكون عليه هذه القناة من جهة المضمون ولغة الخطاب؟
أشيد بما صرح به معالي الوزير وأرى ضرورة المبادرة بهذه القناة لأننا أولاً واجهة العالم الإسلامي ومهبط الوحي ومن عندنا انطلقت الرسالة الربانية العالمية، فالناس ينتظرون منا الخطاب الإسلامي والتوجيه والكلمة الصادقة. وأرى في هذه القناة ان تكون لديها ضوابط منها الرفق في الطرح والعالمية وان تؤهل كوادر قادرة على مخاطبة الناس بخطاب عالمي رزين وعميق.
بيانات المثقفين
* بيانات المثقفين التي صدرت مؤخراً هل هي بوابة أو مقدمة لحوار بين كل الرموز الثقافية في العالم الإسلامي وانتهاج مبدأ الحوار بدلاً من الانتقادات المتبادلة؟
بلا شك ان لهذه البيانات ايجابيات منها ان المثقفين الإسلاميين يلتقون على أصول مشتركة فيما بينهم ومنها ان لغة الحوار بدأت تسري بينهم بديلاً عن لغة الرد والنقد والرفض التي لا تريح ومنها ايضا ان البيانات تدل على العلم والاطلاع على الواقع وادراك المسؤولية وتحمل الأمانة، هذا الكلام خطوط عريضة للبيانات التي تصدر من المثقفين.
* وما مدى مناسبة صدورها في هذه الفترة؟
الحقيقة انه لابد من عمل شيء وهذه لها مردود جيد فإذا خوطب العالم الإسلامي بخطاب ثقافي فسيرد عليه بخطاب ثقافي يعني السلاح من جنس السلاح، فالفكر يحارب بالفكر والأدب بالأدب وهكذا ولذا أرى انها ظاهرة صحية وليس فيها ما يدعو إلى الاحتراز أو التحذير.
أبو منقاش
* أخذ عليكم البعض التسرع في نشر وتسجيل قصيدة «أبي منقاش» الفلاح العراقي الذي أسقط طائرة أمريكية حيث تبين فيما بعد انها قصة مكذوبة؟! ما تعليقكم؟
المواقف الأدبية التي تثير الشاعر لا يشترط فيها السند كاشتراط الصحة في أسانيد صحيح البخاري ومسلم.
الآن لو ذهبت إلى بعض الوقفات في التاريخ التي أثارت الشعراء لا تجد لها سنداً ولا أصلاً.. وأنا لما سمعت بالخبر ورأيت الصورة كتبت القصيدة وفي مثل هذه الأمور لا أطالب بالشهود الأربعة وبمحكمة شرعية أن أبا منقاش أسقط الطائرة، لكني لا أفوت الفرصة في ان انظم ما اختلج في وجداني ثم اني قلتها مجتهداً وحتى الخطابات والكلمات والآراء تأتي اجتهادية احيانا تصيب واحيانا تخطئ والكثير من الساسة والأدباء والمفكرين يقولون كلاما ويجتهدون فيه بينما الحقيقةس تكون غائبة احيانا.
* وكيف ترددت كثيراً في الإذاعات؟
في الأصل كان عندي لقاء مع القناة العربية على الهواء ولما بدأنا بالحوار انتقلت الكاميرا إلى بغداد والتي كانت في وقتها تقصف فلم تظهر المقابلة علناً واكتفوا بأخذ مقطع من قصيدة أبي منقاش.
حقوق
* اتجه بعض الدعاة أخيراً الى الاحتفاظ بحقوق نشر محاضراتهم السمعية والمرئية بمبالغ طائلة مما وصفه البعض بأنه «جشع دعوي» ما هي رؤيتكم لهذا الموضوع؟
هذه المسألة خلافية فالداعية له الحق ان يمتلك حقوقه وحقوق الشريط كحقوق الكتاب لأنه إذا لم يتملكه الداعية تملكته التسجيلات وهي تريد الربح لنفسها فليست تريد به مساهمة في البوسنة والهرسك أو فلسطين!! فالداعية قد يملك حقوقه ولكنه قد يصرفها في أمور الخير في الصدقة والاحسان أو في مشروعات خيرية فما أرى في ذلك حرج لأن ترك الأشرطة بلا حقوق قد يعرضها للضياع وعدم الاهتمام بها بالإضافة الى ان الأموال تذهب للتسجيلات التي تحتكر الجهود ليست للنفع العام!!
متغيرات
* ما الواجب المتعين على الأمة ازاء هذه المتغيرات والأحداث الجارية؟
علينا أولا: ان نستعد ونعيش المرحلة لا أن نكون مغيبين أو نعيش مثلما كنا قبل خمسين عاما فالعالم يتغير وهو لا ينتظرنا!! فالدول الكبرى كأمريكا اصبحت بثقلها وما عندها من إمكانيات توجه العالم ولذا أرى انه يجب علينا في هذه المرحلة ان نحرص على الوحدة الوطنية ونقوي العلاقة فيما بيننا والحذر من أسباب الفرقة والخلاف ونلتحم حكاما ومحكومين على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: يجب ان يكون خطابنا عالمياً ولدينا فئة من أهل العلم والدعوة والمفكرين وحملة الأقلام يخاطبون العالم بنفس المسؤولية.
تواصل
* يلاحظ البعض ان هناك فجوة بين العلماء والدعاة والشباب فما السبل التي نستطيع بها مد جسور التواصل فيما بينهما؟
عموما ما أرى ان هناك فجوة بين الدعاة وغيرهم وقد يقع ان بعضهم قد يكون بعيداً عن الساحة لكن هناك من الدعاة من له محاضرات ودروس وزيارات وتوجيه فالتعميم خطأ لكن أرى ان على الداعية والعالم ان يعي انه عالم عامة وان الإسلام ليس فيه عالم نخبوي يعني عالم شريحة أو طائفة معينة بل هو لجميع الناس، للصغار والكبار والذكور والاناث وكان علماؤنا الكبار في الصدر الأول يخاطبون الجميع في المجلس والسوق والمسجد لأنه ما عندنا كما يذكر الشيخ علي الطنطاوي طقوس وحروز في الإسلام فليس لدينا ما نخفيه عن الأنظار.
خطبة الجمعة
* بماذا تود ان تهمس في أذن خطيب الجامع؟
أقول: عليك باحترام عقول الناس الذين تخاطبهم بأن تراعي المصلحة العامة والخاصة فيما تعرض له فلا داعي لبعض الكلمات التي لا تنفع وليس منها مردود ايجابي كما ان عليك ايها الخطيب ان تتمثل ما تقوله وان عليك تدريب نفسك على جودة العرض والطرح والتأثير فلا تبقى على خطاب تقليدي ضعيف واسلوب متهافت لا يؤثر في الناس.
* هذه الشخصيات ماذا تود ان تقول عنها؟
ابن باز
سماحة الشيخ ابن باز عالم الأمة في وقته وهو من الكبار المجددين والحقيقة اني عرفته عن قرب والدرس الذي نأخذه من حياته درس الرفق واللين مع الخاصة والعامة والنزول إلى الميدان والوعظ والارشاد فصار عالما ربانيا يقتدى به في هذا المجال.
د. غازي القصيبي
الدكتور الأستاذ غازي القصيبي رجل فاضل والحقيقة اني ادعو الله له ان يجعله سيفا من سيوف الحق وانا اثمن شعره ومن مثله ينتظر الكثير وان يسخر موهبته لهذا الدين واشكر له قصيدته في آيات الاخرس ومواقفه الأخيرة التي فيها غيرة للدين.
سلمان العودة
سلمان العودة: اعجبني طرحه في القناة العربية ومشاركته في بعض القنوات الفضائية ومقالاته المتزنة والتي تتسم بالوسطية وروح العصر والعمق ومثله رقم لا يستطاع ان يتجاوز أو يهمش.
د. سعد البريك
* د. سعد البريك: وجه إعلامي يمتلك جرأة وسلاسة اسلوب وفصاحة، قدم للإسلاميين عبر الشاشة مصداقية قدرتهم على الطرح ومخاطبة الجمهور.
من اللقاء
* جرى اللقاء في منزله واستمر زهاء الساعة.
* قال انه بصدد اصدار كتب عديدة منها أسعد امرأة في العالم، حصاد الصيف، قانون المجد وغيرها.
* خص «الجزيرة» بقصيدة جديدة بعنوان «وسقط صدام» سوف تنشرها «الجزيرة».
* أكد على أهمية مشاركة الدعاة في القنوات الفضائية إذا كانوا ممن يجيدون تلك المهنة ولهم التأثير الواضح في مخاطبة الجمهور.
|