Friday 9th may,2003 11180العدد الجمعة 8 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الندوة الدولية لأخلاقيات العمل الصحفي تطالب بإعادة بناء الإعلام العراقي الندوة الدولية لأخلاقيات العمل الصحفي تطالب بإعادة بناء الإعلام العراقي
دعوة لمحاكمة مرتكبي جريمة قتل الصحفيين أثناء الحرب

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - محيي الدين سعيد طه محمد:
«أخلاقيات العمل الصحفي .. نحو صحافة حرة ومسئوولة» عنوان الندوة الدولية التي تعقد بالقاهرة لمدة ثلاثة أيام وهي الأولى من نوعها بين نقابة الصحفيين في مصر والمنظمة العربية لحرية الصحافة لندن والاتحاد الدولي للصحفيين بروكسل وافتتحها الدكتور مصطفى كمال حلمي رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة.
أكد حلمي في كلمته الافتتاحية ان هناك تزايداً مستمراً لمساحات الحرية في وسائل الإعلام في دول العالم الثالث الا انها تواجه آثاراً جانبية سلبية تتمثل في نشأة صحافة الإثارة والتوسع في نشر أخبار الجريمة وما يمس أعراض وسمعة الأفراد واقتحام حرمة حياتهم الخاصة.
وقال حلمي انه إذا كانت الصحافة قد قدمت أثناء الحرب على العراق وكذلك أثناء العدوان الاسرائيلي على شعب فلسطين عدداً من الشهداء فإن جموع الصحفيين لن يثنيهم ذلك عن الاستمرار في أدائهم لرسالتهم السامية مهما كانت التضحيات والمخاطر التي يواجهونها.
اعتبر حلمي ان الحرية المسؤولة للصحافة تقوم على التوازن بين حق الصحف وحق المواطن وهي المجتمع وما يتطلبه ذلك من احترام قيم المجتمع وتقاليده ومصالحه العليا واحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطنين والالتزام بمقتضيات الأمانة والشرف وآداب المهنة وتقاليدها مع كفالة حق الرد والتصحيح للمواطن فيما يمسه من أخبار.
وأكد ابراهيم نافع نقيب الصحفيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب على ضرورة ان تنهض الهيئات الدولية المعنية بالشأن الصحفي بوضع تقارير دورية تراقب الالتزام بالمعايير والأخلاقيات المشتركة للمهنة وتشجع على احترامها مشيراً إلى نشأة ظواهر سلبية عديدة في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بالالتزام الدقيق بالمعايير الأخلاقية وبمعايير مهنة الصحافة ذاتها وذكر من هذه الظواهر نشأة معايير جديدة للسبق الصحفي أو للبحث عن الخبر سرعة نشره وترويجه بدون أعمال القواعد المهنية التي تحتم التأكد من صحته بالوسائل المشروعة أخلاقياً مما يؤدي إلى حالات كثيرة إلى جرائم كبرى من هذه الأشخاص والشعوب بل وقد يؤدي حسب قوله في بعض الأحيان إلى إشعال شرارة الحروب.
قال نافع انه لا يوجد تناقض حقيقي بين الالتزام الدقيق بالقيم الأخلاقية من ناحية وبين النضال من أجل حرية التعبير وحرية الصحافة من ناحية كما لا توجد فجوة حقيقية في محتوى القيم الأخلاقية بين النظم الثقافية الكبرى في العالم معتبراً ان المشكلة الحقيقية في هذا الإطار هي ضعف الالتزام بمواثيق الشرف الأخلاقية وبالقيم الأساسية للقوانين والتشريعات ذات الصلة بالصحافة في المجتمعات الديمقراطية.
أشار نافع إلى ان الحرب على العراق شهدت تحديات كبيرة بالنسبة لحرية الصحافة وان حقوق الصحفيين مشيراً إلى سقوط عدد من الصحفيين من مختلف الجنسيات شهداء الواجب في هذه الحرب وفي ظروف غامضة تحيط بها تساؤلات قوية عن مدى احترام الأطراف المتحاربة لمبادئ حرية التعبير وحرية الصحافة وواجباتها أمام الرأي العام العالمي.وعبر نافع عن خشية اتحاد الصحفيين العرب ونقابات الصحفيين في عدد من الدول العربية من أن تكون الدول المتحالفة في هذه الحرب قد قصرت في واجباتها تجاه احترام حق الحياة والمعاملة الخاصة التي يجب ان تحظى بها الصحافة في وقت الحرب خاصة بالنسبة للصحفيين العرب الذين كانوا يقومون بواجبهم في تغطية تلك الحرب من خلال صحف أو فضائيات عربية.
أكد نافع ان هذه التساؤلات لم تبدأ بغزو العراق وان هناك شكوكاً قوية قد ثارت من عام 1991 حول مدى حرص الإدارات الامريكية المختلفة على حرية الصحافة وقت الحرب مشيراً إلى ان الصحافة الامريكية تدرك حالياً مدى الخطر الذي يتهدد.
قال نافع ان المشكلات التي تواجه حرية الصحافة في الولايات المتحدة والمجتمعات الديمقراطية على نحو وثيق بمسار التطور الثقافي وصور التراث الثقافي في العالم وبالعلاقة مع النظم الثقافية الأخرى مشيراً إلى ان هناك قدراً كبيراً من الارتباك فيما يتعلق بهذه القضايا خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وقال ان قوانين اشكروفت التي أعقبت هذه الأحداث تعتبر أمراً سيئاً بالنسبة للتطور الديمقراطي في امريكا معتبرا أن غزو العراق يمثل امتداداً لمنطق رد الفعل الذي يقرأ تلك الأحداث بصورة مغلوطة ويؤدي إلى نتائج وخيمة بالنسبة للعالم أجمع بما يؤثر سلبياً على حرية الثقافة والتعبير .
أكد نافع ان الأسباب التي بررت بها الإدارة الامريكية الحرب على العراق هي أسباب غير معقولة وتمثل تهديداً صارخاً بعودة الاستعمار إلى جانب انها قد تعود إلى صدام ثقافي واسع لا داعي له مرجعا ذلك إلى انها تقوم على مبادئ سياسية واستراتيجية تهدد السلم العالمي وتقوض القانون الدولي وتفتح الباب لسياسات القوة والجبروت لكن نافع اعتبر ان كل ذلك ليس سوى جانب من المأساة وألقى باللوم على النظام العراقي الذي لم يقرأ دروس المأساة التي وقعت في عام 1990 و 1991 وطوال عقد التسعينات.
أكد نافع ان التحول الديمقراطي لن يكون سهلاً في العالم العربي في الوقت الذي يعيش فيه ظروفاً بالغة التعقيد مشيراً إلى ان الصراع العربي الاسرائيلي يضغط على قطاعات واسعة ويقودها إلى اليأس ومن ثم إلى التطرف إلى جانب الأوضاع الاقتصادية والثقافية بالغة الصعوبات والاحتقانات مطالباً الصحافة بأن تضع عبر حوار معمق وجاد الأسس الثقافية والسياسية المناسبة لانجاح الحل الديمقراطي.
دعا نافع إلى إصلاح شامل للقوانين التي تحكم الصحافة العربية والبحث والعمل على تغيير نظم الملكية والإدارة بفتح الأبواب أمام التنوع الضروري وللمنافسة الشريفة مشيراً إلى أن حرية الصحافة لا تعني فقط إطلاق حق إصدار الصحف وانما تمتد إلى الترقية المستمرة لأدوات ومعايير الأداء المهني عبر التدريب المتواصل والتحديث الإداري والتكنولوجي والتوصل إلى حياة مالية واقتصادية سليمة موضحاً أن أهم الأخطار على دور الصحافة تكمن في دخول رأس المال السياسي إلى معترك الصحافة خاصة الصحافة المرئية.
جانبه طالب ابراهيم نوار رئيس المنظمة العربية لحرية الصحافة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لتحديد مرتكبي جريمة قتل الصحفيين أثناء الحرب على العراق ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية مشيرا إلى ان المنطقة ستقوم بتكريم أسماء ثلاثة من الصحفيين الذين استشهدوا أثناء الغزو الكويت للعراق أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة ودعا نوار إلى إبراز الصورة الصحيحة من الصحفيين العرب للأوضاع التي يمارسون فيها عملهم وأعلن جين أبو ملحه ممثل الاتحاد الدولي للصحفيين ان الاتحاد قد تعهد تنفيذ برنامج طموح لإعادة بناء الإعلام العراقي مؤكداً على أهمية توسع شبكة التحالفات في المجال الإعلامي في العالم العربي.
وفي إحدى الجلسات التي يشهدها المؤتمر بعنوان المسئولية والحرية في العمل الصحفي وطالب الصحفيون بان يكون للصحافة العربية دور تعبوي في ظل حالة الاحباط واليأس التي عليها الرأي العربي حاليا بعد احتلال العراق وتصاعد الجرائم الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية وان يفرض الصحفيون المسئولية على عملهم المهني قبل ان تفرض عليهم باعتبار ذلك أحد أخلاقيات العمل الصحفي.
وبدأت جلسة الندوة التي ستعلن توصياتها مساء يوم الأربعاء بكلمة لنعيم طوباسي نقيب الصحفيين الفلسطيني بالتأكيد على ان الصحفيين بالأراضي المحتلة يعملون في ظل ظروف صعبة للغاية حيث يواجهون الرصاص وطائرات الأباتشي بالكلمة والصورة مما جعل أحد المحللين الاسرائيليين يؤكدون ان قوة اسرائيل العسكرية فشلت أمام المدفع الإعلامي الفلسطيني وذكر ان نفس الطريقة قتل بها جيش الاحتلال الاسرائيلي الصحفيين وهي نفسها التي استخدمتها القوات الغازية في العراق وذلك في محاولة لقتل الحقيقة وإرهاب الصحفيين مخالفة في ذلك القانون الدولي مما يتطلب تحقيقاً دولياً على هذه الجرائم مشيراً إلى ان عدد القتلى الصحفيين في الأرض المحتلة بلغ عددهم 10 صحفيين وكانوا شهوداً حقيقيين على جرائم جيش الاحتلال وطالب بمساندة النقابات الصحف العربية والدولية للإعلام الفلسطيني ودراسة الأوضاع الخطيرة التي يتعرض لها الصحفيون وكسر قاعدة القوة العسكرية حماية للحريات وتنظيم مؤتمر دولي إعلامي يتخذ قرارات فاعلة وطرحها للتنفيذ على المستوى الدولي لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب ضد المدنيين والصحفيين.وذكر بالأرقام ما تعرض له الصحفيون ومؤسساتهم من اعتداءات اسرائيلية حيث بلغ عدد الجرحى منهم 90 جريحاً وتدمير 21 مؤسسة إعلامية وملاحقة واعتقال الكثيرين كان أحدثهم حسام أبو علان الذي خرج من سجنه أخيرا بعد قضاء 6 أشهر داعياً إلى انشاء قسم للجرائم التي ترتكب في حق الصحفيين في المحكمة الدولية وان تتضمنه اتفاقية جنيف.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved