Friday 9th may,2003 11180العدد الجمعة 8 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تهدف إلى دفع عملية تطبيع العلاقات وتهيئة الأجواء لبحث قضية كشمير تهدف إلى دفع عملية تطبيع العلاقات وتهيئة الأجواء لبحث قضية كشمير
أرميتاج رجل المهام الصعبة يبدأ مهمة مثيرة للجدل لباكستان والهند

* إسلام آباد «أ. ش. أ»:
وسط جدل حاد وشكوك عميقة استهل ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكي والذي يوصف بأنه «رجل المهام الصعبة للدبلوماسية الأمريكية» مباحثاته في إسلام آباد مع خورشيد قاصوري وزير الخارجية الباكستاني والتي يتصدرها ملف العلاقات الباكستانية/الهندية وهو الملف الذي سيكون في بؤرة مباحثاته مع الرئيس الباكستاني برفيز مشرف ورئيس الوزراء ظفر الله جمالي قبل أن يغادر العاصمة الباكستانية التي وصلها مساء الاربعاء.
وفيما أثارت زيارة ارميتاج لإسلام آباد وتوقيت جولته التي تشمل الهند جدلا بين الباكستانيين فإن العديد منهم يتساءل عما إذا كان نائب وزير الخارجية الأمريكي سيقوم بدور الوسيط بين الدولتين النوويتين في منطقة جنوب آسيا وخاصة فيما يتعلق بقضية كشمير المزمنة أو ما إذا كان سيكتفي بدور «المحفز» أو العنصر المساعد لتذليل العقبات التي تعترض إجراء مفاوضات باكستانية/هندية.
وبحكم رفض الهند وساطة من أي طرف ثالث في قضية كشمير التي تعتبرها قضية ثنائية بينها وبين باكستان فمن المرجح أن يكتفي ارميتاج بدور المحفز لمفاوضات باكستانية/هندية وتذليل العقبات التي تعترض إجراء هذه المفاوضات وفي هذه الحالة فإنه سيسعى للحصول على تأكيدات جديدة من الجانب الباكستاني بعدم السماح لأي عناصر مسلحة ومناوئة للهند بالتسلل عبر خط السيطرة الفاصل بين شطري كشمير مقابل إقناع الجانب الهندي بالشروع في عملية تفاوضية مع باكستان لحل القضايا المعلقة بين الدولتين وخاصة قضية كشمير.
أما باكستان فهي وعلى النقيض من الهند تطلعت دائما لوساطة من طرف ثالث خاصة إذا كان هذا الطرف القوة العظمى الوحيدة في العالم بغرض حل قضاياها المعلقة مع الهند وفي مقدمتها قضية كشمير التي تعتبرها إسلام آباد جوهر النزاع الباكستاني/الهندي.
وحسب نتائج استطلاع للرأي العام الباكستاني نشرته أمس صحيفة نيشن التي تصدر من إسلام آباد فإن نسبة تصل إلى 59 في المائة من الباكستانيين اعتبروا أن الجولة الحالية لارميتاج في منطقة جنوب آسيا لن تؤدي لتغيير مسار العلاقات الباكستانية/الهندية فيما أبدت نسبة لا تزيد عن 36 في المائة من الذين شاركوا في هذا الاستطلاع رأيا مخالفا يعتقد أن هذه الجولة ستغير من العلاقات بين الدولتين النوويتين في المنطقة وأحجمت نسبة خمسة في المائة عن الإدلاء بأي إجابة.
وترى نسيم سهرا المحللة الباكستانبة المتخصصة في القضايا الاستراتيجية أنه من المتعين على الهند والولايات المتحدة معا إدراك أن السلام سيظل بعيدا عن منطقة جنوب آسيا طالما استمرت قضية كشمير دون حل مؤكدة أن استمرار هذه القضية يعنى بالضرورة استمرار مخاطر حدوث مواجهة جديدة بين الدولتين النوويتين في المنطقة.
وأوضحت المحللة الباكستانية أن الجولة الحالية لريتشارد ارميتاج والتي بدأت بزيارة إسلام آباد تستهدف دفع عملية تطبيع العلاقات الباكستانية/الهندية وتهيئة أجواء مواتية لبحث قضية كشمير في الإطار الثنائي بين الدولتين.
وكان ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكي قد نفى أول أمس الاربعاء في تصريحات للصحفيين في مستهل زيارته لباكستان صحة ما تردد من أنباء عن وجود خارطة طريق أمريكية لعملية سلام بين باكستان والهند وذلك بعد أن تحدثت بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة عن أن الولايات المتحدة بصدد إعداد خارطة طريق لحل قضية كشمير بين الدولتين النوويتين في منطقة جنوب آسيا على غرار خارطة الطريق التي طرحتها بشأن عملية سلام فلسطينية/إسرائيلية.
وفي سياق الحرب الأمريكية المعلنة ضد الإرهاب الدولي فإن الدور الباكستاني مازال ينطوي على أهمية كبيرة للولايات المتحدة للقضاء على فلول تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن والذي حملته إدارة الرئيس جورج بوش مسؤولية الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن يوم الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2001 فيما تمكنت السلطات الباكستانية من اعتقال العديد من عناصر القاعدة التي تسللت من أفغانستان المجاورة ومن بينهم شخصيات بارزة في هذا التنظيم مثل خالد شيخ ورمزي بن الشيبة وأبو زبيدة الذين سلمتهم باكستان للأمريكيين.
وتأتي زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي لإسلام آباد في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر بوزارة المالية الباكستانية أن باكستان طلبت رسميا من الولايات المتحدة شطب ديون مستحقة عليها تصل قيمتها إلى 8 ،1 مليار دولار.
وذكرت مصادر بالسفارة الأمريكية في إسلام آباد أن سلسلة من المباحثات التي يجريها ارميتاج مع كبار المسؤولين الباكستانيين تتركز على دعم فرص إجراء مفاوضات باكستانية/هندية لحل القضايا المعلقة بين الدولتين وخاصة قضية كشمير المزمنة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved