ان من دعائم الشخصية معرفة الإنسان نفسه والتبصر بها.. ورسم طموحه وفق الحقيقة لا وفق الخيال.. حتى يكون هناك مجال للشخصية بأن ترتقي الى المستوى الانساني.
وان اصعب حاله يكون عليها الإنسان هي كونه ذا شخصية مزدوجة ومتعددة.. نظرا لعدم اقتناعه بأنه يملك شخصية متزنة.. ويعتقد بأنه لابد ان يتعايش مع المجتمع حسب ما يحب المجتمع ان يكون.. اما عن انماطه السلوكية الاصلية فتظهر رغماً عنه مع الشخص الملازم له دائماً.. فيطغى عليه الميل الى الخوف من مخالطة الناس.. وهذا نتيجة لعجزه عن امتصاص المعايير الاجتماعية لاسيما ان الاسلام قد وجه السلوك الى السبيل الحقيقي للوجود.. فما اجمل ان يظهر الإنسان على سجيته امام الجميع.. فان لم يخجل من الله فعليه الا يخجل من الناس.
وقد قيل في الامثال: الطبع يغلب التطبع.. والشاعر العربي يقول:
ومهما يكن عند امرئ من خليقة
وان خالها تخفى على الناس تعلم
|
اما شعرنا الشعبي فمليء بالحديث عن هذا النمط من الناس حيث يقول الشاعر:
الطبع لو زال الجبل مازال
والوقت لازم يظهر الخافي
ترى التلون عيب للرجال
مثل الصدأ بالمعدن الصافي
|
|